انفجار هائل ضرب مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي خلّف الآلاف من القتلى والجرحى.. ويعد اكبر انفجار في تاريخ لبنان الحديث.. وهو ما جعل العالم بأكمله يندد بهذا الحدث ويقدم مساعداته الإنسانية لهذا الشعب البريء.
وما من شك ان الانفجار كان بمنزلة ضربة موجعة للقطاعين الاقتصادي والصحي.. كما ان أكثر من 300 ألف مازالوا في عداد المشردين.. وهناك الكثير من المفقودين بجانب أعداد القتلى التي تزداد في كل يوم كما يقول التلفزيون اللبناني.
ومن تداعيات الانفجار ونتائجه ان الحكومة اللبنانية وضعت عدة مسؤولين في مرفأ بيروت قيد الإقامة الجبرية واحالتهم للتحقيق مع فرض الطوارئ لمدة أسبوعين بجانب اتخاذ كافة الاحتياطات للحفاظ على المخزونات الغذائية والصحية قدر الإمكان بالرغم من تبرع دول العالم للبنان بمساعدات مالية وغذائية وصحية ليس لها حدود وهو ما سيساعد الحكومة على توفير خدماتها للناس بأسرع وقت ممكن حفاظا على سلامتهم في ظل هذه الظروف المفاجئة والمحنة غير المتوقعة.
وبالرغم من الدمار الذي حل بلبنان اليوم الا ان جميع الفصائل والأحزاب مطالبة بتوحيد صفوفها حتى لا تنجر البلاد الى دمار سياسي اخر.. خاصة ان أزمة الجوع وانتشار الفساد وتردي الخدمات الصحية مع انتشار وباء كورونا (كوفيد- 19).. كلها أمور جعلت من لبنان دولة مفككة.. ولهذا عليها ان تعيد الإعمار من جديد لتعود الى سابق عهدها.
ولا شك أيضا ان تفجير مرفأ بيروت 2020 م يعود بالذاكرة ما حدث في 23 أكتوبر 1983 م حين وقعت تفجيرات بيروت عن طريق شاحنتين مفخختين (هجوم انتحاري) راح ضحيتها 299 جنديا أميركيا وفرنسيا.
كلمة أخيرة: تبقى بيروت دائما في القلب.. ولعل هذه اللحظات نستلهم فيها قصيدة «آه يا بيروت» للشاعر الراحل نزار قباني.. وصاغها لحنا موسيقار قطر الراحل عبدالعزيز ناصر.. تقول كلماتها:
آه يا بيروت يا صاحبة القلب الذهب
سامحينا إن جعلناك وقودا وحطب
*أستاذ الإعلام بجامعة قطر
[email protected]