أصدر الباحث في «العلاقات التاريخية السعودية - الكويتية» الأستاذ عبدالله بن غازي آل غانم، مولوده الأدبي الأول، وحمل عنوانا «آل سعود في رحاب الكويت»، إذ يتناول الكتاب الذي يحتوي على 240 صفحة من القطع الكبير (17×24 سم) جزءا مهما من تاريخ الدولة السعودية، التي واجهت الكثير من التحديات في مراحلها «الأولى والثانية والثالثة».
وجاءت موضوعات الكتاب بأسلوب شيق ولغة سهلة، و«عامية» في بعض الأوقات، معززة بالصور الخالدة والثمينة ومبنية على حقائق تاريخية، إذ استمد المؤلف معظم نصوص الكتاب من وثائق ومخطوطات قديمة ظلت بين أيد أمينة حتى يومنا هذا، وكذلك من مخططات هندسية حرص الكاتب على الوصول إليها بين أروقة مؤسسات حكومية كويتية تكشف عن جانب بالغ الأهمية من حياة الأسرة المالكة السعودية في الكويت.
وتوج المؤلف ابن غانم عمله الأدبي الذي استغرق 4 سنوات من الجهد والبحث، بتوثيق مرحلة عمرية من حياة الأسرة المالكة السعودية، لم يسبقه إليها أي كاتب، وما يؤيد هذا الكلام هو نشره في الكتاب وثائق نادرة لأول مرة في عالم المطبوعات، ولعل أهم وثيقة هي التي تكشف عن منزل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والذي كان يقع في مدينة الكويت، فضلا عن حصوله على وثيقة بريطانية تكشف عن قوام جيش الإمام سعود الفيصل في الدولة السعودية الثانية، إلى جانب وثيقة ثالثة لا تقل أهمية عن سابقاتها وتشير إلى قصر للإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود في وسط مدينة الكويت.
كما تضمن الكتاب 5 وثائق كويتية و7 وثائق بريطانية وكلها تنشر لأول مرة وتكشف عن أنشطة وأحداث يومية عاشتها الأسرة المالكة السعودية وقت وجودها في الكويت، إلى حين مغادرتها إلى مدينة الرياض، في حين اجتهد الباحث لاستخراج مخطط هندسي من بلدية الكويت يوضح فيه بيوت الأسرة السعودية عندما نزلت في مدينة الكويت العام 1309 هجري (1892 ميلادي) بالمتر المربع.
كما كشف المؤلف في كتابه عن اللقاء الذي جمع الإمام عبدالرحمن بن فيصل وابنه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وإخوانه وأبناء عمومته مع الشيخ مبارك الصباح والحديث الباسم الذي يبين مدى العلاقة الأخوية المتينة، وأيضا لقاء آخر جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وإخوانه وأبناء عمومته ورجاله الذين يحيطون به مع الشيخ علي الخليفة الصباح في منطقة «جريه» والتي تسمى اليوم قرية العليا، وما دار بينهم من حديث شيق وطويل قبل توجه الملك عبدالعزيز إلى الرياض بهدف استردادها.
والجدير بالذكر أن اهتمام المؤلف عبدالله بن غازي (الباحث عن قصص وحقائق مخفية في تاريخ الجزيرة العربية)، بهذا البحث لم يكن بمحض الصدفة، بل لأن هناك روابط متينة تربط أسرته (آل غانم) مع أئمة الدولة السعودية الأولى والثانية وكان آخر لقاء جمعهم سياسيا كان مع الإمام سعود بن فيصل بن تركي آل سعود إلى حين مجيء أسرته إلى مدينة الكويت، في عهد الحاكم الخامس للكويت الشيخ عبدالله الثاني بن صباح الصباح وهذا ما جعل المؤلف عبدالله بن غازي سليل أسرة آل غانم الحريص على متانة العلاقات السعودية - الكويتية، أن يحيي هذه الحقائق لتبقى الروابط الأخوية قائمة بين البلدين والشعبين.