- المطران هزيم: الأمل ينبثق عندما نرى أبناء لبنان يتقاطرون إلى القلب إلى بيروت تختلط في وجوههم الدمعة والحسرة والتحدي فبيروت ولدت لتكون منارة شامخة شموخ الأرز فيها
ندى أبو نصر
أقامت كنيسة الروم الارثوذكس قداسا ورفعت الصلوات لأرواح الشهداء الذين رقدوا جراء الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت بحضور ممثلين عن لجنة رجال الأعمال ولجنة السيدات في السفارة اللبنانية وأبناء الرعية من جميع الطوائف والجنسيات والانتماءات.
وتخلل القداس كلمة لمتروبوليت بغداد والكويت وتوابعهما المطران غطاس هزيم قال فيها: أقدم تعازي وتعازي ابرشية بغداد والكويت للروم الارثوذكس الى كل ذوي الشهداء الذين رقدوا جراء هذه الكارثة ونرفع الصلاة والابتهال الى الله ليمنح الصحة لكل الجرحى والمرضى ويبلسم الجراح بعودة المفقودين الى ذويهم، كما نسأل الله تعالى أن تظل عين رأفته على لبنان وعلى كل المقيمين فيه شاملا إياهم برحمته ونعمه عسى ان تكون الأيام المقبلة قيامة للبنان والشرق.
طائر الفينيق
وأضاف: ان بيروت هي كطائر الفينيق ستبقى عروسا في نظر الجميع وطائر الفينيق لا يموت، فبيروت حاربت الموت أبدا وستبقى حية وشاهدة على موت من يمسها، فبيروت الثقافة والفن والإيمان وهي قلب المشرق النابض.
وشدد على إيمان شعب لبنان الذي وسط الركام والصدمة والألم ورائحة الموت ينبثق الأمل عندما نرى أبناء لبنان يتقاطرون الى القلب الى بيروت العاصمة تختلط في وجوههم الدمعة والحسرة والتحدي، فليست بيروت للأنقاض بل ولدت لتكون منارة شامخة شموخ الأرز، فها هم شباب المستقبل يتقاطرون لينفضوا الغبار متعالين على جراحهم واضعين اليد باليد من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق متمسكين بالأمل والرجاء، هؤلاء هم المستقبل والوجه الحقيقي للبنان وهم قيامة لبنان، وبيروت ستبقى ست الدنيا وستبقى طائر الفينيق وأرزة لبنان.
وشدد المطران هزيم على أهمية ودور لبنان المحوري رغم صغر حجمه، ولذلك تقاطرت كل دول العالم للمساعدة دون تردد وخصوصا الكويت التي كانت ومازالت الأخت والصديقة، شهدناها في جميع المواقف والأزمات والتي لم تتوان في تقديم العون والمساعدة، متوجها بالشكر للكويت حكومة وشعبا وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أعاده الله سالما معافى، وسمو نائب الأمير وولي عهده الأمين، حفظه الله، على مواقفهم النبيلة والسامية.
شعب جبار
وعلى هامش القداس، اكد نائب رئيس مجلس الاعمال اللبناني في الكويت ومدير اتحاد أصحاب الفنادق في الكويت محمد ناجيا ان ما حصل في لبنان كارثة حقيقية بكل معنى الكلمة، وأصبح لبنان من دون عاصمة والأضرار كبيرة على جميع الأصعدة، ولكن على الرغم من كل شيء يجب أن نكون أقوياء، ونتعلم من المصائب لنكمل الطريق، وشعب لبنان شعب جبار وقوي، والدليل على هذا مساعدة جميع الدول لأن الجميع مؤمن بلبنان وبشعبه، ويجب ان تكون هذه الكارثة فرصة للبنان وللعرب بشكل عام لأن يضعوا نظاما سياسيا واجتماعيا وثقافيا ودينيا بشكل جديد للمستقبل للأحفاد والأجيال القادمة.
الأمل كبير
من جانبه، قال رئيس مجلس الاعمال اللبناني علي خليل: إن الكلمات لا تعبر عن الحزن الذي نشعر به، واليوم أتينا لنشارك بالقداس مع المطران هزيم ولنرفع الصلوات لأرواح الشهداء، ولدينا إيمان بأن بيروت ستعود مثل قبل، ويجب ان نكون مؤمنين ومتفائلين لان التفاؤل بذرة المستقبل لنبني بيروت ونتكاتف وننسى ما يفرقنا ونفكر بالذي يجمعنا لنكون يدا واحدة، فالحزن عميق ولكن الأمل كبير بإرادة الشعب.
ولادة جديدة
بدوره، قال مدير مجموعة FOUR FILMS للطباعة داود مجاعص: يحب أن نعود ونتبنى العادات الجميلة والطيبة، وأن نعود لجذورنا بأن نقف مع بعض يدا بيد وألا نفقد الأمل ولبنان قوي ويتخطى المشاكل والصعوبات دائما، ولبنان قادر على ان يعود كما كان وأفضل.
وأضاف مجاعص: أنا أرى ولادة جديدة للبنان ولبيروت، ونسأل الله أن يعطي القوة والصبر للشعب اللبناني، وان يكون لدينا مسؤولون قادرون على تحمل المسؤولية، والشعب اللبناني لا يحتاج إلى توجيه، ونحن نرى المحبة الموجودة والتكاتف بين الجميع للمساعدة، وان شاء الله تعود بيروت مثلما كانت وأفضل.
أرواح الشهداء
كذلك تحدثت عضو مجلس الاعمال اللبناني في الكويت ميرنا حرب، قائلة: أوجه تحية حب وتعاطف ونحن بعيدون فقط بالجسد ولكن قلوبنا معهم ونرفع الأصوات لجميع الشهداء والجرحى والمفقودين، ونشكر المطران غطاس هزيم على إقامة هذا القداس لأرواح الشهداء في بيروت، ونشكر الكويت أميرا وحكومة وشعبا ومؤسسات على دعمهم الدائم ومحبتهم للبنان والشعب اللبناني، كما نشكر جميع الدول على مساعداتها، وبيروت ستبقى «ست الدنيا» وستنفض الغبار وتعود من جديد.
وجعنا كبير
من جانبها، قالت العضو بجمعية السيدات اللبنانيات LLS زينة فلوطي: نشكر المطران غطاس هزيم على إقامة القداس على أرواح الشهداء في بيروت، وأحببنا أن نشارك بالقداس لأننا بحاجة كثيرا للصلاة حاليا ولأي مشاريع خيرية أو إنسانية أو اجتماعية ان كان على الصعيد الشخصي أو الجمعيات التي تهب لمساعدة شعبنا وليعود لبنان مثلما كان في السابق.
وأضافت فلوطي: وجعنا كبير لأننا بعيدون ومكبلون خصوصا في الظروف الراهنة، ولكن انتم بالقلب ونحن معكم دائما.
من جهته، شكر المدير الإقليمي لمجموعة فنادق انتركونتيننتال الكويت انطوان فلوطي، المطران هزيم على دعوته ليجمع العائلة في الكويت للمشاركة في القداس ولنصلي لأرواح الشهداء وللمفقودين ليعودوا ولأن يعود لبنان كما كان، لان الشعب اللبناني تعب وبحاجة ليرتاح.
كما شكر الكويت على مساندتها ودعمها وجميع الدول الأخرى، وهذا دليل على محبتهم للبنان، وهذا الوجه الحضاري للبلاد العربية في وقوفها دائما إلى جانب الأشقاء خلال الأزمات.