عادل الشنان
استهلت مجالس ذكر آل البيت عليهم السلام والحسينيات بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم إيذانا ببدء احياء ليلة الثالث من شهر محرم 1442 لإحياء ليالي عاشوراء، حيث اعتلى المنبر في مسجد سيد حسن الزلزلة السيد د.مصطفى الزلزلة قائلا: نلاحظ ان الناس يخافون من الإصابة بفيروس «كورونا المستجد» وهذا الخوف الموجود في النفوس من الإصابة بهذا الفيروس يقابله ان هناك العديدين تم الكشف على انه تمت اصابتهم وهم لا يعلمون، وهناك من أصيب ولم يشعر بشيء من الألم والكل خائف، فهل لدينا ذات الشعور بالخوف من الخطأ الذي يغضب الله عز وجل، وأيضا هذا الفيروس انتشرت مشاهد توعية عن كيفية انتقال الإصابة من المصابين الى الآخرين وبالتالي ينتشر بشكل خطير، فهل انتبهنا الى ان الانسان الظالم أو الكذاب او المغتاب او من لديهم رذائل الأخلاق ان علينا عدم مخاطبتهم او مخالطتهم لأنهم أيضا وباء شديد يغضب رب العالمين، ومن جهة أخرى هناك النصائح بتقوية المناعة والمعقمات والحرص على الرياضة والنوم الكافي، فهل انتبهنا لتقوية ايماننا وقربنا من الله عز وجل ليحفظها دنيا وآخرة.
وعرج د.الزلزلة للحديث عن ان من يبتلى بمصيبة أيا كان نوعها عليه بالصبر والله عز وجل قال في محكم كتابه العزيز (وبشر الصابرين) لذلك علينا مقاومة المصائب بالصبر عليها ولكن الإمام الصادق عليه السلام يوجه للمستقبل وقد روي عنه بسند عن محمد بن مسلم «ان قدام القائم عليه السلام علامات بلوى من الله للمؤمنين» وهنا سأل ماهي هذه العلامات فأجابه بآية من القرآن (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)، اما الخوف فمن الظلمة الذين يعيثون بالأرض فسادا، وأما الجوع فمن غلاء الأسعار والدراسات اشارت الى ان كل 10 ثوان يموت إنسان في الدول التي تعاني الفقر، أما نقص الأموال وكساد التجارات فكما نشاهد اليوم من يتوسل لرفع الحجر المنزلي حتى تسافر الناس ويستطيع ان يعمل وأيضا الابتلاء بالموت الذريع أي السريع، وأيضا نقص الثمرات وكل ذلك قبل ظهور الحجة عجل الله فرجه الشريف ثم الفرج بظهوره وهذا الأمر يرشدنا الى التمسك بكتاب الله والعترة الطاهرة.
وفي حسينية حمزة بن عبد المطلب عليه السلام اعتلى المنبر سماحة الشيخ جعفر دشتي متحدثا عن عظمة حكمة الله عز وجل في تيسير امور حياتنا وخاصة اولياؤه المؤمنون وأنبياؤه ولنا مثال في ذلك كيف اجتمعت القبائل لقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحادثة المعروفة حين نام الإمام علي عليه السلام في فراشه لكن بالنسبة للإمام الحسين عليه السلام كان الأمر مقضيا، حيث قال الحسين «شاء الله ان يراني مقتولا».
وختم مجلسه بقراءة وصف حال اهل بيت الحسين عليه السلام في ذلك الوقت، ثم وجه بالدعاء لأمة الإسلام والمسلمين ولصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بالعودة سالما معافى وان يمن الله عز وجل على الكويت واهلها بدوام نعمة الأمن والأمان.
وفي مجلس لاري تحدث السيد رحيم الهاشمي قائلا: قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد) ان هذه الآية المباركة وردت في وصف الدنيا ولا شك ان تفسير الدنيا مهم لعقول البشر لأنهم يعيشون فيها والذي لا يعرف ما هو الرخيص وما هو الغالي في هذه فلن يستفيد من عمره وعلينا استخدام هذه الدنيا استخداما صحيحا وليس ان تستخدمنا الدنيا فنخسر ولنا مثل في الامام علي عليه السلام حين قال للدنيا «طلقتك ثلاثا» وقد عبر القرآن الكريم عن القيامة بتعابير شديدة كالقارعة والحاقة واليوم العسير، وإنما الدنيا عبر عنها بلعب ولهو فقد خلق الله سبحانه وتعالى كل شيء ومنها الدنيا والآخرة وعلينا ان يكون عملنا كله خالصا لله سبحانه وتعالى في الدنيا حتى لا تكون دنيانا لعبا ولهوا وإنما طريق لرضا الله عز وجل وللتقرب من الله تعالى حتى نفلح في الدنيا، كذلك كل حرب بين حق وباطل هي تقرب الى الله او لأجل الدنيا ولعبها ولهوها وزينتها وتفاخرها وتكاثرها.
وتابع الهاشمي: ان الانسان يمر بمراحل تبدأ بالطفولة التي من سماتها اللعب واللهو ثم الشباب وهي مرحلة الزينة ووقت تعادل القوى الجسدية والزينة وبعدها المشيب أي التدرج بالخبرات والتفكير واتساع المعرفة وليس البقاء على مرحلة اللهو واللعب بعقلية الطفل ولا ننتفع بالعبر التي تمر بنا في دنيانا لنستفيد من تجاربنا ونعلمها للآخرين لننهض بأنفسنا ومجتمعنا بما يصلح حالنا ويقربها من الله عز وجل وحتى لا يصبح المجتمع موصوفا بأنه مجرد مجتمع دنيوي لا غير متمسك بالدنيا التي هي دار ممر وليس متمسكا بالآخرة التي هي دار مقر.