- السوق يتضمن أنشطة شاملة ومتكاملة لتأمين معظم الاحتياجات من مواد غذائية وأقمشة وملابس وعطور ومجوهرات وإكسسوارات وعطارة
فرج ناصر
تعتبر قيصرية سوق الجهراء من اقدم القيصريات ومن بين الاسواق التي تدل على عبق الماضي بما تقدمه من أنشطة متنوعة ومتكاملة، وتأخذ لها مكانة بين القيصريات الموجودة في الكويت باعتبارها من أهم الأسواق الشعبية التي تعجّ بالناس والمتسوقين من مختلف فئات الشعب الكويتي كونها قيصرية شاملة لكل الانشطة المختلفة من محلات للمواد الغذائية والاقمشة والمجوهرات والذهب والعطور والعطارة إضافة إلى سوق الحريم، حيث يتوافر كل ما يحتاج اليه الناس في محافظة الجهراء والمناطق المجاورة لها.
وهذه الاسواق اصبحت جزءا من التاريخ والتراث، الأمر الذي جعل البعض من الناس وخاصة كبار السن يميلون إلى الجلوس في ممرات السوق، حيث انهم يجدون بذلك متعة في قضاء لحظات سعيدة يتناولون من خلالها استكانة الشاي او يرتشفون كوبا من القهوة مع الحنين إلى الماضي.
لكن وللأسف أن هذا السوق يفتقر الى ابسط الخدمات التي يحتاج اليها مرتادوه من خدمات كمقاعد لجلوس كبار السن ودورات مياه نظيفة وحديثة، كما يفتقر إلى بعض الخدمات كالمقاهي المعمول بها في اسواق المباركية وغيرها من الاسواق الاخرى.
وللوقوف على حال قيصرية الجهراء، جالت «الأنباء» في هذا السوق وكان هذا الاستطلاع مع اصحاب المحلات ورواد السوق للتعرف على أوضاع السوق واحتياجاته، فإلى التفاصيل:
البداية كانت مع المواطن ابو فهد الذي اكد ان هذا السوق من الاسواق الممتازة والجميلة، مبينا أنه يتردد على هذا السوق بين فترة واخرى لكونه من الاسواق التراثية والتاريخية لمدينة الجهراء، ومثل هذه الاسواق تذكرنا بعبق الماضي لذلك فنحن نحرص على زيارة هذا السوق من اجل التسوق حيث تتوافر فيه معظم احتياجات الأسرة، داعيا في الوقت ذاته إلى الاهتمام أكثر بهذا السوق من خلال تقديم كل الخدمات الضرورية التي يحتاج اليها مرتادوه خلال تسوقهم.
من جانبه، قال صاحب احد المحلات وهو اليمني علي صالح والذي يعمل بهذا السوق منذ اكثر من 50 عاما: ان هذا السوق كان مبنيا من الطين وتم تحويله ليصبح بهذا الشكل منذ عام 1975، لكن في المقابل هذا السوق اصبح محروما من العديد من الخدمات كالاضاءة الجيدة وعدم النظافة حتى أنه يفتقر إلى ابسط الامور كوجود مقاعد لكبار السن، وبالتالي فهو لم يشهد أي تجديدات او تغييرات كالتي حصلت في اسواق المباركية مثلا، مطالبا الجمعيات التعاونية والجهات المعنية بدعم مثل هذه الاسواق الشعبية والتاريخية لما تمثله من أهمية عند الناس.
واضاف ان التسوق في هذا السوق سهل وله رونقه الخاص ومتعته الجميلة، لكن في الليل هذا السوق يكون شبه مظلم لقلة الانارة فيه.
من جانبه، قال احمد العنزي: ان قيصرية الجهراء تعتبر من الاسواق القديمة والتراثية وتعتبر معلما من معالم منطقة الجهراء، متمنيا من الجهات المسؤولة وكذلك الجمعيات التعاونية المساهمة بدعم هذا السوق والعناية بمرافقه الخدمية وكذلك بإدراج المقاهي والمطاعم الشعبية ضمن أنشطته كونه سوقا شعبيا وتراثيا في الوقت نفسه، وبالمجمل فإن السوق يعتبر من الأسواق الجاذبة للناس والاقبال عليه كبير وبنسبة عالية من جميع شرائح المجتمع الكويتي وفي جميع أيام السنة، لذلك نرجو أن ينال حقه من الاهتمام الذي يليق به.
اما ابوفهد فقال: ان هذا السوق من الاسواق القديمة جدا وبحاجة الى خدمات عدة كالكراسي في ممرات السوق لكبار السن ونوع من الراحة، اضف الى ذلك انعدام الخدمات الأخرى الضرورية مثل دورات المياه وأماكن الجلوس لرواد السوق.
من جهته، قال علي بهزاد صاحب احد المحلات في السوق انه يعمل في هذا السوق منذ 30 عاما وهذا السوق يعتبر من الاسواق الجميلة والتي لها رونقها الخاص، بالاضافة الى رواد هذا السوق والذين يتمتعون بأخلاقيات عالية جدا من خلال تعاملهم الراقي معنا كأصحاب محلات وعلاقتنا بهم التي تمتد لسنوات طويلة. وقال: لابد من توافر خدمات تخدم هذا الصرح الذي يعتبر من ركائز الماضي وهو بشكل عام يشكل ميزة تاريخية إضافية لتاريخ الجهراء العريق.
اما جمال الزعبي فأكد ان قيصرية الجهراء او ما يسمى بسوق الجهراء فهو يعتبر موروثا شعبيا يمتد لاكثر من 40 عاما، اضف الى ذلك فإنه سوق جامع للعديد من الانشطة ويضم مثلا محلات للذهب والصيرفة والخضراوات والملابس والمفروشات والعطارة والجزارة والخياطة، ورغم تواجد العديد من الاسواق الاخرى في محافظة الجهراء الا ان سوق القيصرية له نكهته الخاصة عند مرتادي هذا السوق.
واضاف الزعبي: ان السوق يفتقد إلى العديد من الخدمات كدورات المياه ومواقف السيارات ومقاعد الجلوس لكبار السن من مرتادي هذا السوق، وعموما فإن السوق بشكل عام يعتبر من الاسواق التراثية المميزة والتي تجذب الكثير من الناس بكامل شرائحهم، ونتمنى الاهتمام أكثر بمرافقه الخدمية.
بدوره، قال ابراهيم الشيخ: ان هذه القيصرية تعتبر من تراث الجهراء ومن الأماكن المميزة في المحافظة بشكل عام، مطالبا بالاهتمام بهذا السوق للمحافظة على تراثية هذا الموقع حتى يبقى بتميزه ضمن المعالم التاريخية ليس للجهراء فقط وانما للكويت بشكل عام.
واشار إلى أنه رغم قلة الخدمات في هذا السوق الا انه يشهد اقبالا كبيرا لامثيل له مقارنة مع الاسواق في محافظة الجهراء لشموليته ولتواجد الكثير من الانشطة المختلفة التي يقصدها الناس لتلبية متطلباتهم.
من جانبه، قال محمد رضا قال: انه رغم جمالية السوق وبساطته الا انه يفتقر الى الكثير من الخدمات الرئيسية كأماكن الراحة والجلوس، وكذلك عدم توافر دورات المياه والمواقف وغيرها من الخدمات الاخرى الضرورية.
واشاد بالاقبال الكبير الذي يشهده السوق بشكل يومي، مؤكدا ان ما يميز هذا السوق كثرة محلات سوق الذهب التي تعتبر جاذبة بشكل كبير لهذا السوق، مشيرا إلى أن جميع المحلات والعاملين فيها ملتزمون بكل التدابير الخاصة بشروط السلامة الضرورية لمكافحة وباء «كورونا المستجد»، وكذلك بمتطلبات العمل المختلفة ليكون عملهم بالشكل المطلوب ومن دون أي مخالفات حفاظا على سلامة الجميع.
اما علي دشتي، وهو صاحب احد محلات الذهب، فقال: ان السوق يعتبر من الاسواق التراثية ويمتاز بترتيبه الجميل، وكذلك بتنوع أنشطته وتكاملها بشل لافت، حيث تستطيع الأسرة تأمين معظم احتياجاتها من خلال زيارة السوق.
وعن اهتمام الجهات الرقابية المعنية، أوضح دشتي أن هناك متابعة مستمرة وبشكل خاص من وزارة التجارة لمراقبة الاسعار والمواد المعروضة وكل ما يتعلق بهذه الانشطة المختلفة التي يشتمل عليها السوق، وكذلك البلدية وفي هذا الأمر مصلحة عامة للجميع من بائعين ومتسوقين.
واوضح ان السوق بحاجة الي بعض الخدمات الأخرى وكذلك الى الاعتناء بهذا السوق والمحافظة عليه حتى يمتد تاريخه لأكثر فترة وليكون ضمن التاريخ الذي ستطلع عليه الاجيال القادمة لما له من خصوصية عند أبناء المحافظة خصوصا والكويت عموما.