- الخميس: فرصة جيدة لاكتشاف الأبناء والتقرب منهم وسماع أفكارهم
- رمضان: أوقات الفراغ من النعم العظيمة وينبغي أن نحافظ عليها ونستغلها
- السهيل: وضع برنامج يومي لتعديل بعض السلوكيات السلبية المعتادة
- البارود: استثمار أوقات الأبناء بالإعمار بدلاً من تعطيلها وهدر طاقاتهم
عبدالعزيز الفضلي
أكد عدد من التربويين والمختصين ضرورة أن يتم استثمار عطلة الربيع بما هو مفيد للطلبة خاصة أنها طويلة وتصل الى 45 يوما ولابد من استغلالها بشكل مثالي، مشيرين الى أهمية تنظيم الوقت للاستفادة منها والاستمتاع بها قدر الإمكان، لاسيما ان الأجمل من العطلة هو الجمع بين الاستفادة والمتعة.
واضافوا لـ «الأنباء» أنه من الأفكار التي ربما تساعد اولياء الامور قبل وضع خطط للعطلة هو أن يمنحوا أبناءهم الحرية بالنوم والسهر واللعب بالطريقة التي تحلو لهم والتحرر من جميع القيود وأوامر النهي والرفض بشرط وجود رقابة عليهم من غير أن يشعروا.
وشددوا على أهمية ترغيبهم في المحافظة على أداء الصلوات في اوقاتها وتقديم الدروس الدينية والتوعوية المنتظمة، وتحفيظهم ما تيسر من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وسرد القصص الهادفة المشوقة والممتعة والمفيدة والحوار البناء حولها. تفاصيل آرائهم وما ذكروه من أفكار لاستغلال عطلة الربيع بالشكل الأمثل في الأسطر التالية:
البداية كانت مع أستاذ الفلسفة وسياسات التعليم د. محمد الخميس الذي أكد انه بعد عدة أشهر من الدراسة والجد والاجتهاد في المذاكرة والمراجعة تأتي العطلة الصيفية وهي حق من حقوق الطلاب، إلا أنه يجب التأكيد على أهمية تنظيم الوقت للاستفادة منها والاستمتاع بها قدر الإمكان، لافتا إلى أن الأجمل من العطلة هو الجمع بين الاستفادة والمتعة، ويكون ذلك من خلال تنظيم الوقت وساعات النوم أولا وعدم المبالغة بالنوم، فزيادة ساعات النوم تزيد الشعور بالكسل وتضيع أيام العطلة دوم متعة واستفادة.
واضاف: نحن عادة نحدد أهدافنا للعطلة قبل أن تبدأ وننتظرها بفارغ الصبر، ومن خلال تنظيم الوقت وساعات النوم نبدأ بتحقيقها، وممكن أن تكون على عدة أشكال مختلفة حتى نكسر ذلك الروتين في أيام الدراسة، وتوظيف الإجازة الصيفية لاكتساب العديد من المهارات الجديدة الممتعة أو بشكل ممتع وحصد من خلالها خبرات جديدة تفيد على المدى الطويل وتصقل الشخصية ولا تنس أن تستمتع من خلال تعلم مهارة جديدة مثل القدرة على مواجهة الجمهور وفن الخطابة أو حتى الطبخ أو الإسعافات الأولية أو تعلم رياضة جديدة كالسباحة مثلا، موضحا ان هناك من يستمتع بتعلم التكنولوجيا وتوظيفها بأمور مسلية مثل البرمجة، حيث يمكن تعلمها وأنت بالبيت إن أردت (في ظل التعليم عن بُعد والتعليم الالكتروني)، وهناك من يلتحقون بوظائف مؤقتة كالأعمال التطوعية أو نظام المكافأة بالجمعيات وبعض المجمعات، وابدأ خلال الإجازة الصيفية وظيفة بدوام جزئي في إحدى الشركات التي تثير اهتمامك أو ذات صلة بمجال دراستك أو هوايتك.
واشار الخميس الى انه اذا أردت صقل خبراتك الإنسانية فلك أن تتجه نحو التطوع في اللجان الخيرة، فالتطوع يعود عليك بمردود نفسي إيجابي وزيادة الثقة بالنفس، وعلاوة على ذلك الأجر من خلال مساعدة الآخرين، ولا تنس التواصل مع من كنت منشغلا عنهم قبل الإجازة بشكل عام وبصلة الرحم بشكل خاص وقضاء أوقات عائلية وتبادل الحديث مع الأكبر سنا عن طموحاتك المستقبلية والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم السابقة وأحاديثهم عن ذكرياتهم القديمة+.
وذكر انه وفي ظل هذه الظروف على أولياء الأمور أدوار جدا مهمة، ولتكن هذه الإجازة فرصة جيدة لاكتشاف الأبناء والتقرب منهم ومحاولة التحدث معهم وسماع أفكارهم وطموحاتهم وأحلامهم، ولا بأس من مشاركتهم في بعض الأنشطة أو الهوايات واكتشاف فيهم جوانب جديدة وجعلهم يكتشفوننا ويتعرفون علينا أكثر، ولا نتردد في توجيههم نحو استغلال عطلتهم بشكل مفيد وبطريقة غير مباشرة دون إرغامهم على شيء غير محبب لهم.
ثقافة الأسرة
من جانبها، قالت الاستشارية التربوية سهام السهيل: إن جئنا للواقع فأبنائنا قاربوا على إجازة مدتها سنة كاملة وليست 45 يوما فقط، فلا نصدق الكذبة التي رسمناها لأنفسنا بأننا كنا في تجربة ناجحة من تجارب التعليم عن بُعد، فللأسف الشديد طوال هذا العام لم يكن هناك دور أساسي وواضح لمدارسنا، مشيرة الى ان ذلك ليس قصورا في إداراتنا المدرسية أو اجتهاد معلمينا ومعلماتنا ولكن القصور هو في القرارات الوزارية وعدم وضوح الرؤية والخطة المرسومة لها، مما جعل الوضع ضبابيا في كثير من الأوقات وتمترك الاجتهادات الشخصية للمدارس، وعدم التفعيل الصحيح للبرامج المستخدمة للتعليم عن بعد، فكانت تجربة لاستخدام التقنية والتكنولوجيا وليس للتعليم.
واضافت ان عدم الجدية في الرؤية لقرارات الوزارة هو الذي جعل من إجازة منتصف العام 45 يوما، والاستغلال المثالي لهذه الإجازة يكمن في ثقافة الأسرة وطرق تعاملها مع الأبناء، كما كان دور الأسرة هو الأهم والأقوى خلال الفترة الماضية، مشيرة الى ان الاسرة التي استثمرت فترة الحظر الجزئي والكلي وتعاملت مع التعليم عن بعد بجدية واعتماد الأبناء على أنفسهم واستغلت قدرات ومهارات الأبناء بطرق تربوية صحيحة، سنجد تلك الأسر هي من ستنجح خلال هذه الإجازة الطويلة، كما نتمنى أن يستفيد البقية وممن لم يستغلوا الفترة الماضية في تعليم أبنائهم التعليم الصحيح وتنمية مهاراتهم الفكرية والعلمية.
وذكرت السهيل انه لابد لنا أن نضع برنامجا يوميا للأبناء لاستثمار الوقت بصورة ممتعة ومفيدة ويشمل تعديل بعض السلوكيات التي قد اعتادوا عليها طيلة هذه الفترة وخاصة ساعات النوم والسهر، مشددة على ضرورة أن نكون مثاليين في التعامل وقت الإجازة، فلا نأخذها مأخذ الجد والعمل الصارم وكأننا في مدرسة إجبارية، وفي الوقت نفسه لا نترك الوقت يضيع هباء دون أي استفادة أو إنتاج يذكر للأبناء، مشددة على اهمية استثمار هذه الإجازة الطويلة أيضا من خلال المسؤولين في وزارة التربية ووضع خطة واضحة وملموسة وقابلة للتنفيذ في الفصل الدراسي الثاني، ولا تترك الإدارات المدرسية في مهب الريح للاجتهادات الشخصية والتي قد تصيب وقد تخيب.
البناء المثمر
من جهته، اوضح أستاذ إدارة الأعمال د.رمضان سالم ان اوقات الفراغ من النعم العظيمة والكنوز النفيسة التي ينبغي أن نحافظ عليها جميعا ونستثمرها أفضل استثمار، مؤكدا انه على أولياء الأمور والمربين والمؤسسات التربوية والدينية والإعلامية أن يكون لهم دور بارز في توجيه وارشاد أبنائنا لما يعود عليهم بالنفع العام في استغلال أوقات الفراغ، وذلك عن طريق التخطيط الجيد والتنظيم الفعال ووضع الأهداف والأولويات للأعمال والإنجازات اليومية المفيدة خلال العطلة الموسمية.
وشدد على اهمية ترغيبهم في المحافظة على أداء الصلوات في اوقاتها، وتقديم الدروس الدينية والتوعوية المنتظمة، وتحفيظهم ما تيسر من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وسرد القصص الهادفة المشوقة والممتعة والمفيدة والحوار البناء حولها والاستفادة من قيمتها التربوية ومغزاها وما وراء هذه المعرفة من مهارات سلوكية وحياتية، واضاف رمضان قائلا: لابد من ممارسة بعض الهوايات والأنشطة المتنوعة والمفيدة عن طريق الأعمال التشاركية وتبادل الخبرات، وتشجيعهم على مشاركة الأسرة لإنجاز بعض الأعمال المنزلية ليتعودوا الاعتماد على النفس والمجهود الشخصي، والعمل الجاد المثمر والفعال وعمل مسابقات دورية وتوزيع هدايا رمزية تشجعهم وتحفزهم على التنافس الحر الشريف ورفع معنوياتهم بما يكفل المداومة والاستمرارية على الاستثمار الأمثل لأوقات فراغهم، وبهذا يتم تحصينهم من رفقاء السوء وأماكن التجمعات والوقاية من العدوى وانتشار الوباء وكسب فوائد عظيمة نتيجة لهذا الاستثمار الممتع والفعال.
استثمار بالإعمار
أما المستشار التدريبي في التنمية البشرية صالح البارود فقد بين ان العطلة الدراسية على قدر ما هي نعمة يمنحها الله تعالى على عباده «الصحة والفراغ» إلا أنها يمكن أن تتحول لنغمة وأداة كآبة وضيق، وسببا لمزيد من المشاجرة، والخلافات الهدامة، فانشغال الإنسان في العمل وتركيزه على إنجاز مهامه، والسعادة بإتمامها، والفخر بكفاءته، خاصة إذا سبقه تحد لذاته أو منافسة أحد أقرانه، حتما ستغمره السعادة وشعور الانتصار.
وأضاف: لعل أهم شريحة ستعاني الفراغ هم ابناؤنا الطلبة خاصة هذا العام، والعالم يتجرع ويلات الآثار السلبية لأزمة كورونا، وما فرضته من واقع غير حياة البشرية وأوقف الحياة وعطل الطاقات وأهدر الموارد، وجعل المرافق خاوية على عروشها وتسكنها الأشباح، مشيرا الى ان أولياء الأمور فوجئوا بطول العطلة، وتحملهم المسؤولية الكاملة لإشغال أوقات فراغهم في هذه العطلة الطويلة، دون تقديم اقتراحات لبرامج وأنشطة، تجمع بين الترفيه والتعليم، لتحافظ على فاعلية العمليات العقلية للأبناء حتى إن تصاب بالتكلس والترهل، وتضعف دافعتيهم، نحو التعلم الذاتي من خلال إعمال عقولهم بالتفكير الإبداعي.
واقترح البارود إقامة مجموعة أنشطة وبرامج يمكن أن تسد هذا الفراغ وتشبع حاجات أبنائنا المختلفة، بحيث تغطى المجالات الترويحية والثقافية والتعليمية وتنمية مهاراتهم الاجتماعية، فضلا عن تفريغ طاقتهم الجسدية بالحركة والنشاط البدني، ومنها شراء أوتوفير الدراجات الهوائية واصطحابهم إلى الحدائق والواجهة البحرية ليستمتعوا بقيادتها مع توفير لبس الحماية من نظارات وخوذات الرأس والأغطية الحافظة للركب، وكذلك اختيار الأنشطة الرياضية في الملاعب العامة لممارسة لعب الكرة بأنواعها (القدم والسلة والطائرة).
وتابع: كما يمكنهم ممارسة بعض الأنشطة الرياضية داخل المنزل إما بشراء المرجيحات أو كرة مع المضارب أو التمتع بطيران الطائرات الورقية، لافتا الى ان جمال الجو هذه الفترة يشكل فرصة للذهاب للبر أو الجلوس بالحدائق وهناك يمكن ممارسة رياضة المشي والركض والألعاب الجماعية.
الديحاني: يجب الاطلاع والمعرفة في المجالات المناسبة
قالت موجهة الخدمة الاجتماعية منى حسين الديحاني: اننا نستطيع ان نستثمر الاجازة الدراسية لأبنائنا بالتخطيط الواقعي المرن وفق امكانيات كل اسرة، اولا بتغير افكار ابنائنا بالحوار معهم عن ماهية العطلة فنوضح انها ليست في اضاعة ساعاتها باللعب بالاجهزة الالكترونية بشكل مبالغ ومضر والنوم لساعات طويلة ومشاهدة القنوات التلفزيونية، مشيرة الى انه بذلك ينقلب نظام يومهم فيصبح نهارهم ليلا وليلهم نهارا لما له من آثار سلبية عديدة على صحتهم الجسدية والعقلية والاجتماعية، فنخطط بعد الحوار معهم والاتفاق بكيفية استغلال اوقاتها بالافضل وفق خطة زمنية منظمة ومحددة، لكي نحقق هذا التخطيط ويكون على ارض الواقع وملموسا ومنجزا.
وأضافت الديحاني: وعلينا ان نستعد قبلها بفترة اي قبل بداية هذا الاجازة ونكون صارمين في اوقات النوم والاستيقاظ، فلا يتغير هذا الاساس مهما كان الامر، ونكون نحن قدوتهم فنحرص على النوم ليلا لوقت كاف والاستيقاظ مبكر ليبدأ يومهم بالقيام لصلاة الفجر لما لها من اهمية في حفظهم وكذلك لباقي الصلوات، بعدها نجتمع على وجبة الافطار حتى نعزز علاقتنا بأبنائنا، ومن ثم نبدأ بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في خطة الانشطة، فنحرص على أن تكون حركية لما لها من اثر في نفسياتهم، ولأن الجسم يكون في اوج طاقته صباحا فنختار ما يناسب اعمارهم وقدرتهم من ممارسة الرياضة والالعاب، وكذلك ما يتناسب مع ظروفنا المتاحة ان كانت داخل المنزل او خارجه، مشددة على ضرورة ان نخصص لهم وقتا للذهاب للمكتبة ونتشارك معهم لتعزيز القراءة وتبصيرهم بأهمية الاطلاع والمعرفة في كافة المجالات التي تناسب اعمارهم.
العنزي: التعليم ليس فقط معلومات بل تعامل لكسب الخبرات
قالت المديرة المساعدة د.كفاء العنزي: لا شك أن العطلة هذه السنة حالة استثنائية لسببين أولها أنها طويلة تصل لشهر ونصف تقريبا، إضافة للظروف التي نمر بها محليا وعالميا بسبب «كوفيد ـ 19» وما صاحبه من تقييد لحركة الأسر ومنعها من السفر أو حتى الخروج والاختلاط بالآخرين، سواء كانوا أقارب أو أصدقاء، إضافة إلى نقطة مهمة يجب ألا يغفل عنها أولياء الأمور أو التربويين المهتمين بشؤون الطفل على وجه الخصوص، وهو انقطاع الطلبة عن الدراسة والمدرسة والذي لا يعوضه عمليات التعلم عن بعد، موضحة ان التعليم ليس فقط معلومات تقدم عن طريق الـ «أونلاين».. ولكن هو احتكاك وتعامل مع الآخرين لكسب الخبرات، لذلك سوف نجد أبناءنا خلال هذه العطلة متعطشين لعلاقاتهم وصداقاتهم وحتى لخلافاتهم مع بعض.. مما يزيد من مسؤولية الوالدين لتهيئة الفرص لهم لتفريغ مشاعرهم وطاقاتهم بالطريقة السليمة والمفيدة والمسلية لهم في الوقت نفسه.
واضافت: ومن الأفكار التي ربما تساعد ولي الأمر قبل وضع خطط للعطلة، هو أن يمنحوا أبناءهم الحرية بالنوم والسهر واللعب بالطريقة التي تحلو لهم والتحرر من جميع القيود وأوامر النهي والرفض بشرط وجود رقابة عليهم من غير أن يشعرون، وذلك في أولأسبوع من بداية العطلة.. ثم بعد ذلك يضع الوالدين (أو بالأحرى الأم) الخطط للفترة الباقية.. وربما تكون هذه الخطط باتفاق مع الأبناء أو من غير أن يشعروا بأن هناك خطة محددة لابد من تنفيذها.