العالم من حولنا يتطور بشكل مذهل وسريع، فالمعلومات المتزايدة التي تتدفق بسرعة هائلة لا تنتظر كائنا من كان، وبفضل التكنولوجيا أصبح العالم قرية صغيرة، وترك ذلك التقدم بصماته في مختلف العلوم، لذلك أصبح من الضروري تطوير العملية التعليمية بالشكل الذي يساير هذا التقدم الهائل، وكانت أولى خطوات تحقيق ذلك من خلال تغير المناهج.
ويقصد بعملية تطوير المنهج إدخال مجموعة من التعديلات والتطورات في مكونات المنهج، وعناصره المختلفة وذلك ليصبح أكثر قدرة على مواجهة كل التحديات، والمستجدات في مختلف المجالات سواء كانت زراعية أو صناعية أو تجارية أو اجتماعية أو اقتصادية أو غير ذلك من المجالات المختلفة الأمر الذي يعود في نهاية الأمر على المجتمع بالنفع وتلبية حاجاته.
وتعتبر عملية تطوير المنهج في غاية الأهمية، وذلك لأنها تتساوى في أهميتها مع عملية بناء المنهج، حيث إن المنهج إذا تم تركه لبضع سنوات دون القيام بإدخال مجموعة من التعديلات عليه فسيصاب بالجمود والرجعية.
بجانب ذلك نجد أن المنهج يتأثر بالنظريات والأفكار التربوية الحديثة بجانب تعرضه إلى عدة ضغوط كالانفجار المعرفي والاعتماد بشكل أساسي على أدوات ووسائل الاتصال الحديثة، لذلك فإن تطوير المنهج سينعكس بصورة إيجابية على جميع الهيئات والجهات الأخرى.
ونسلط الضوء على تطبيق «علوم الكويت للمرحلة المتوسطة» الذي يتكون من مجموعة متكاملة من الأنشطة التعليمية والتدريبات التفاعلية في العلوم للمرحلة المتوسطة طبقا لمناهج وزارة التربية بالكويت وتحت إشراف التوجيه الفني العام للعلوم، وهو أحد التطبيقات التي يقوم المركز الإقليمي لتطوير البرمجيات التعليمية بتطويرها في إطار جهوده في تطوير المحتوى الإلكتروني ودمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، والتي تعتبر إحدى الركائز الأساسية لتطوير منظومة التعليم.
والمركز الإقليمي لتطوير البرمجيات التعليمية منظمة غير ربحية أنشئ لهذا الغرض، ويهدف إلى تطوير التعليم من خلال تطوير أدوات التعلم الإلكتروني واستحداث الوسائل التكنولوجية المساندة وفق المعايير العالمية.
جوزه سلمان البغيلي
مقرر مناهج علوم م/ث - كلية التربية -جامعة الكويت