جاءت الرسالة الإسلامية لتهتم بالحياة البشرية من جميع النواحي، وذلك لأن الإنسان هو خليفة الله في الأرض وهو المسؤول عن عمارة الأرض وتطويرها، ولا تكون العمارة إلا بالإصلاح والتعمير لا بإفساد الأرض وتدميرها، لذلك يدعو الدين الإسلامي لأهمية البيئة والحرص على نظافتها وعمارتها بما هو صالح، وذلك من خلال الالتزام بقواعد السلوك العامة للدين الإسلامي كالحرص على النظافة والترشيد في الاستهلاك وعدم التبذير وغيرها من القواعد المهمة التي تدعو وتساعد على عمارة الأرض وتنميتها.
ونتيجة للتطورات الحديثة وظهور المصانع والثورة التكنولوجية ظهرت العديد من المشكلات البيئية المختلفة، وأصبحت هذه المشكلات البيئية من أهم القضايا التي تشغل العالم وتؤرق الباحثين والمهتمين، وهذا يتطلب من العالم أجمع التحرك من أجل إيجاد الحلول والاهتمام بالثقافة البيئية وضرورة الوعي البيئي للمجتمعات، وانشاء سياسات وخطط مستقبلية تهتم بالبيئة وبتنميتها وتطويرها والعمل على حل المشكلات المنتشرة فيها.
وقد كان الاهتمام البيئي موجودا منذ القدم، فنلاحظ العديد من المؤتمرات التي تم تنظيمها من أجل النهوض بالثقافة والتوعية البيئية مثل مؤتمر استكهولم (1972) ووثيقة بلغراد (1975) ومؤتمر تبليسي (1977)، كما توالت بعدها العديد من المؤتمرات البيئية والتي لا يمكن حصرها.
وأصبحت الثقافة البيئية وتنميتها من أهم الأعمال التي تشغل العالم في الوقت الحالي، لذلك نرى العديد من البرامج الحديثة التي تساعد على نظافة البيئة وتنميتها كبرامج إعادة التدوير ونشر حاويات المهملات في الأماكن العامة ووجود مناهج علمية مختلفة تدرس وتنشر الوعي الثقافي وغيرها من الأمور التي تساعد على نشر الثقافة العلمية بين المجتمعات.
ولعل المناهج العلمية تعتبر من أبرز الأمور التي يجب التركيز عليها لتأثيرها الواضح على الجيل من خلال اكسابه ثقافة تساعده على التعامل مع البيئة ومواردها المختلفة، فمن الضروري أن تهتم المناهج بالبيئة وبمواردها المتنوعة وكيفية التعامل مع ثرواتها المختلفة خصوصا أن هناك موارد ناضبة وغير متجددة، فيجب على الجميع الحرص على تأسيس النشء التنشئة السوية التي تساعدهم على المحافظة على بيئتهم لضمان استمرار الموارد بأنواعها ولتكون الحياة أفضل بيئيا وصحيا.
إعداد الباحثة: نوف العجمي
إشراف الدكتور: عبدالله الهاشم
جامعة الكويت ـ كلية الدراسات العليا
«مسار المناهج وطرق التدريس»