الأسلوب القصصي من أكثر الأساليب المعززة للعملية التربوية، وذلك لكونه مشوقا وجاذبا لانتباه المستمعين، فلا عجب أن ذلك أسلوب القرآن الكريم، حيث إنه أسلوب استراتيجي ثابت من أساليبه التربوية، واحتلت القصص مساحة شاسعة من هذا الكتاب العظيم، قد قال تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) سورة يوسف 3.
كانت القصص ولا تزال سبيلا يصل فيه أصحاب الرسالات والأساتذة الى عقول الناس، فكم من قصة تركت من الاثر ما لم تتركه الكثير من المحاضرات، فنجد عدة جامعات عالمية منها جامعة هارفارد توصي باستخدام الأسلوب القصصي Storytelling لتحسين مهارات الإلقاء وزيادة ثقة المتحدث، وهذا أكثر ما يحتاج اليه المعلم في وقتنا الحالي.
وتعود الأصول النفسية والفلسفية لأسلوب القصة الى نظرية فيجو تسكي في التعلم والمعروفة بالنظرية البنائية الاجتماعية في التعلم، الذي يرى أن التعلم أفضل وأكثر فعالية عندما يتم ذلك في سياق اجتماعي، هذا ما يتم على طريقة القصة، حيث غالبا ما تصاغ القصة أو تروى في سياق اجتماعي من حيث الشخصيات والمكان والزمان، ويتعلم المتعلم المعاني والمعلومات التي تتضمنها القصة من خلال تفاعله مع المعلم من جهة ومع زملائه من جهة أخرى، والأمر يتطلب أن يحسن المعلم اختيار نوعية القصص لتلاميذه بحيث يتناسب مستوى السرد مع المستوى العام للطلبة، وأرى أن أهمية هذه المهارة لا تقتصر في التربية والتعليم فقط، بل تمتد لتشمل كل سياق يتطلب إيصال أفكار معقدة من شخص لشخص آخر.
من مزايا هذه الطريقة التدريسية أنها غير مكلفة ويمكن استخدامها بسهولة، ولكن قد لا تلائم جميع المواد الدراسية، وقد تجعل بعض الطلبة يميلون للخيال العلمي أكثر من اللازم وينحصر دورهم بالاستماع فقط من دون القدرة على مشاركة آرائهم.
٭ بقلم: مها الرشيدي ـ مقرر تدريس العلوم ـ بإشراف د.عبدالله الهاشم (كلية التربية - جامعة الكويت)