- الرومي: الجامعة هي المنبر الأعلى للتعليم ومركز للمثقفين ومنارة الدولة لتخريج احتياجاتها
- زينل: «العلوم الإدارية» نالت الاعتماد الأكاديمي من المؤسسة الأميركية للاعتماد «AACSB»
آلاء خليفة
أكد وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.علي المضف أن مدينة صباح السالم الجامعية صرح أكاديمي مميز ودلالة واضحة ونموذج فريد لتأكيد اهتمام الدولة بالرسالة السامية للتعليم العالي، وتسيير السبل وتسخير الإمكانات وتوجيه الطاقات للارتقاء بمنظومة التعليم، موضحا أنها أكبر مدينة جامعية، ونتطلع لأن يكتمل العمل للارتقاء بجامعة الكويت أكاديميا وبحثيا.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن راعي الاحتفال باليوبيل الذهبي للدفعة الاولى من خريجي كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الكويت سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد والتي نظمتها كلية العلوم الادارية مساء امس الاول لتكريم الدفعة الاولى من الخريجين ومرور 50 عاما على تخرجهم.
وقال المضف: أتشرف أن أنقل إليكم تحيات سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد، حيث أمثل سموه في هذا الحدث الذي يؤصل عراقة التعليم العالي في الكويت، إذ نحتفي بخريجي الدفعة الأولى لكلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية، حيث تختلط المشاعر والأحاسيس ونحن نكرم مجموعة من إخواننا واخواتنا الكبار الذين كانوا منارا لجيلنا وأجيالا تلتنا نحتذي حذوهم في مسيرة التعليم وبناء الإنسان وهي مهمة صعبة تحتاج للتعاون والتكامل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع والحكومة ومؤسسات التعليم حتى تعود هذه الجامعة رائدة في المنطقة كما كانت. وتقدم بأخلص التهاني لأسرة كلية العلوم الإدارية لحصولها على تجديد الاعتماد الأكاديمي الدولي على مستوى البكالوريوس والماجستير، واختيار عميدها ضمن المجلس الاستشاري لمنظمة «AACSB» لاعتماد كليات إدارة الأعمال العالمية وهو إنجاز مستحق يؤكد مكانتها الأكاديمية.
صرح مميز
من جانبه، بيّن مدير جامعة الكويت أ.د.يوسف الرومي أن هذا الصرح الأكاديمي الزاخر بخبراته وعلومه في المال والهندسة والطب والعلوم والقانون والأدب والتعليم والشريعة كان وما زال حريصا على ريادة المجتمع بتعليم أبنائه وتخريج طاقاته ومشاركة أعضائه بخبراتهم في مؤسسات الدول.
وتابع الرومي: منذ نشأة جامعة الكويت في 1966 اعتبرت المنبر الأعلى للتعليم ومركزا لمجاميع المثقفين، فكانت منارا اتكأت عليه الدولة بكل ثقة لتخريج احتياجاتها، فهؤلاء هم خريجو الكويت الأوائل والذين نعمت بهم الكويت وما زالت تشهد لهم إنجازاتهم، وها نحن ومن باب حرص الجامعة على التواصل مع خريجيها نحتفل بأول دفعة من منتسبي كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية وكوكبة ممن كان لهم كبير الأثر في المجتمع.
قفزات كبيرة
بدوره، قال القائم بأعمال عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت أ.د.محمد زينل ان الدراسة بكلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية بدأت بالعام الجامعي 1968-1967، وكان عدد الطلبة آنذاك 150، وتعد من أولى كليات جامعة الكويت.
وأضاف: خريجونا الأعزاء الذين نقف متواضعين أمامهم لنكرمهم اليوم ليسوا فقط من أوائل خريجي الكلية، بل هم من أوائل الجامعة، فلهم منا كل الحب والاعتزاز ولم يكن الهدف من إنشاء الجامعة، مجرد تدريس المواد المقررة للطلبة فقط بل تعدى إلى آفاق وطموحات مهمة، تمثلت في تزويد البلاد بالمتخصصين والخبراء في فروع العلم الحديث، وتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات ومعاهد التعليم العالي العربية والأجنبية.
وزاد: إن كنا نحتفل بتكريم الرعيل الأول من خريجي الكلية، فلا يسعنا إلا أن نتوجه أيضا بتحية إكبار واعتزاز لكل الدفع التالية والمتتابعة من الخريجين حتى عامنا الجامعي الحالي، آملين التوفيق لمواصلة المسيرة لإعداد الأجيال الشابة للمستقبل، والعمل على الدفع بحركة البحث العلمي، وتنمية الثروة البشرية وتطوير قدراتها، وخدمة المجتمع لنشر الفكر المستنير، كما نتشرف بتوجيه تحية إجلال واحترام لمن كان لهم دور في دعم أعمال الكلية وعلى الأخص أنور النوري أول أمين عام لجامعة الكويت، ود.حسن الإبراهيم أول مدير كويتي للجامعة الكويت وأول عميد كويتي لكلية التجارة، وأ.د.شعيب عبدالله مدير جامعة الكويت الاسبق، وأ.د.فايزة الخرافي مدير جامعة الكويت الأسبق.
من ناحية أخرى، ذكر زينل أن كلية العلوم الإدارية دأبت على السعي والعمل للارتقاء أكاديميا وبحثيا، ونجحت في تحقيق القفزة تلو الأخرى واستطاعت في ظل ظروف الجائحة والإغلاقات التي كان الأكثر تأثرا بها القطاع التعليمي في تقديم نموذج متميز للجهوزية والتحول للتعلم عن بعد في فترة وجيزة، مشيرا الى تحقيقها الحصول على الاعتماد الأكاديمي من المؤسسة الأميركية للاعتماد لكليات إدارة الأعمال «AACSB»، وكانت رابع كلية في العالم تحصل على الاعتماد خلال تلك الفترة، وتوج هذا الإنجاز الأكاديمي ولأول مرة في الكويت باختيار عميد الكلية عضوا في المجلس الأعلى لاعتماد معايير كليات الإدارة، كما بدأت الكلية بإطلاق مشروعها Fifth Generation من خلال البدء في عملية تطوير صحيفة التخرج والبرامج والتخصصات المقدمة لتتواكب مع العالم الجديد الذي يتطلب فهما اكبر لواقعنا التكنولوجي المتسارع.
ونيابة عن المكرمين، ألقى وزير المالية الأسبق محمود النوري كلمة قال فيها: أستذكر أول يوم لدخولنا كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية في سبتمبر 1967 وكان ذلك بمبنى الكلية في العديلية، وكنا نشعر بأننا انتقلنا نقلة نوعية ودخلنا مرحلة النضج والاستقلال بالرأي وكانت الأمة العربية تعاني من قسوة هزيمة حرب 1967 وما تبع ذلك من إرهاصات فكرية أفرزت أفكارا وتنظيمات جديدة على الساحة.
وبين النوري أن جامعة الكويت كانت ككل الجامعات العربية مسرحا كبيرا لهذا الصراع الفكري وتميزت في تلك الفترة بالدعم الكبير من القيادة السياسية للحراك الطلابي، مشيرا الى أن نوعية الدكاترة كانت متميزة بكل المعايير فتم اختيار علماء كل في مجاله بالإضافة الى أن عدد الطلبة كان قليلا في كل فصل ما ترك فرصة رائعة للحوار المباشر ونقل الأفكار بين الأستاذ وطلبته.
وقدم نصائح للطلبة الحاليين بالبعد عن التطرف في الآراء، والإصرار على إقصاء الرأي الآخر، مؤكدا أن هناك فرقا كبيرا بين حب القبيلة والطائفة والاعتزاز بها وبين السعي لإقصاء الآخر، فإن في ذلك هدرا لطاقات الكويت وإضاعتها في أتون الخلافات، مناشدا الادارة الجامعية بالسعي للارتقاء بمستوى جامعة الكويت مقارنة مع الجامعات العربية العالمية.
الدخيل: جيل شهد نشأة مؤسسات الدولة
قال رئيس ديوان رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز الدخيل إن كثيرا من خريجي هذه الدفعة تولوا مناصب وزارية وقيادية في الدولة وتتم الاستعانة بهم للاستفادة من خبراتهم ويعتبرون جيلا شهد نشأة مؤسسات الدولة، مثمنا حرص جامعة الكويت على تكريم خريجيها.
الجاسم: التكريم لفتة طيبة
أكد يوسف الجاسم وهو أحد الخريجين المحتفى بهم إن شعورا بالسعادة يغمره بعد مضي نصف قرن على فرحة التخرج والحصول على الشهادة الجامعية.
وثمن الجاسم قيام جامعة الكويت بتكريم الدفعة الأولى من خريجي الكلية، موضحا أنها لفتة طيبة آملا أن تكون في طليعة الجامعات بالعالم.