بيان عاكوم
أكد الاستاذ المساعد في معهد الجغرافيا بجامعة مينز د.علاء حمارنة أهمية السياحة الاسلامية والبعد الذي اكتسبته في الآونة الاخيرة، مشيرا الى انها ساهمت بشكل رئيسي وأساسي في تنمية الاقتصاد في الدول العربية والاسلامية التي تتضمن مواقع اسلامية تشكل مقصدا للسياح العرب والاجانب. وتحدث حمارنة بداية خلال المحاضرة التي نظمها مركز دراسات الخليج في الجامعة الاميركية التي جاءت تحت عنوان «السياحة الاسلامية» بحضور د.علي الجمال أستاذ ادارة الاعمال والاقتصاد في الجامعة الاميركية في الكويت وأدارها د.محمد أكبر رئيس المركز عن الجهود التي قام بها مسؤولو السياحة في العالم الاسلامي من خلال الاجتماعات واللقاءات المشتركة التي تناولت طبيعة الجذب السياحي لدول العالم الاسلامي والتنسيق المشترك مثل استصدار تأشيرات الدخول والفيزا بين الدول العربية والاسلامية. مشيرا الى جهود مضاعفة بذلت من أجل تنمية السياحة في هذه البقعة من العالم في ظل احداث 11 سبتمبر التي كان لها أثر كبير للغاية على مخططات التنمية السياحية بسبب الصورة التي رسمت لدى الغرب عن المسلمين. ومن ثم تطرق حمارنة في محاضرته الى اعداد السياح بعد احداث 11 سبتمبر، مشيرا الى ان هذه الاعداد ازدادت على مناطق كسورية ولبنان ومصر والامارات، وهذا دعا لانتباه المسؤولين في تلك الدول للعمل دون الالتفات للاحداث التي تتم في العالم وذلك لأنها أصبحت مقصدا سياحيا للعرب لزيارة تلك الدول القريبة من أوطانهم. وتحدث حمارنة عن التغيير الايجابي الذي شهدته السياحة في دول العالم الاسلامي بعد انعقاد مؤتمر منظمة السياحة الدولية في السعودية وإقرار اللغة العربية كلغة سياحية عالمية في المنظمة وصدور مطبوعات سياحية عن المنظمات العربية والاسلامية السياحية وبدء توجيه انظار العالم بشكل اكبر نحو المواقع السياحية في العالم الاسلامي وترافق مع ذلك الاهتمام بالخدمات الفندقية والمنتجعات في الدول الاسلامية الى جانب انتشار نظام الشقق الفندقية التي توفر للسياح مناخا قريبا للمفهوم الاجتماعي لدى السائح العربي. ولفت الى ان هناك تسليطا للضوء على المواقع الدينية المسيحية، ناهيك عن قيام الوكالات السياحية السعودية على سبيل المثال بتضمين رحلات العمرة لجولات في مدن المملكة، لافتا الى ان هذه الفكرة حققت نجاحا.
من جهته، أشار د.علي الجمال الى ان العوامل الاقتصادية والاجتماعية والدينية تؤثر فى حجم السياحة في العالم الاسلامي، مؤكدا ان الصورة المأخوذة عن الاسلام والمسلمين من الممكن تغييرها عبر السياحة وتعريف العالم بالمجتمع الاسلامي عن قرب من خلال الجولات السياحية التي تنظمها الدول. وأشار الجمال الى مدى تأثير العناصر الاقتصادية التي تتحكم في الحركة السياحية والاستثمار السياحي في الدول الاسلامية والتي تواجهها بعض الدول الاسلامية، خصوصا الفقيرة والتي لا تملك المزيد من المقومات التي من شأنها أن تنهض بالسياحة، مبينا ان الكويت من الدول التي تجتهد من أجل تنشيط الحركة السياحية فيها بسبب الظروف الاقتصادية المناسبة لها.
وتطرق للمحاولات الحثيثة التي تقوم بها الدول الاسلامية لجذب السياح اليها، مؤكدا اهمية ان تكون هناك متابعة من المهتمين بهذا المجال وان تحدد معايير تصنف السياحة الاسلامية، مثال على ذلك الاطلاع على التجارب الاخرى في الدول التي تتشابه في ظروفها الاقتصادية مع الدول الاسلامية وبناء المعاهد والكليات المتخصصة في السياحة، هذا الى جانب خلق جيل من الايدي العاملة الناشطة في مجال السياحة.