أكدت جمعية المعلمين ان تداعيات زيادة الـ 25 دقيقة غير المبررة يوم الثلاثاء بغرض اطالة حصة النشاط مازالت تفرض نفسها بقوة، وبشكل سلبي للغاية، على واقع الميدان التربوي، الأمر الذي باتت فيه حصة النشاط، حسب ما تم رصده من الادارات المدرسية والمعلمين، تشكل عبئا ثقيلا عليهم، بل شكلت حالة من الفوضى غير الطبيعية في سير الدوام المدرسي نظرا لعدم وجود خطة واضحة المعالم تسير عليها الإدارات المدرسية والمعلمون، وكذلك عدم وجود آلية واضحة بشأن تحقيق أهداف النشاط المعني بتعزيز القيم التربوية وغرس مفاهيم الولاء وحب الانتماء للوطن.
وقالت الجمعية في بيان لها اننا لن نبالغ اذا قلنا ان هذا النشاط أصبحت أهدافه تخالف الغايات المنشودة، حيث زاد معدل التسيب في المدارس، وحالات التسكع خارج أسوار المدارس، وهروب الطلبة وزيادة معدل المشكلات والعنف الطلابي، وان ما جاء في مبررات الوزارة من ان اهداف النشاط تعزيز القيم التربوية وتفعيل المواهب الطلابية وغرس مفاهيم الولاء وحب الوطن، جاء معاكسا تماما لهذه الغايات لعدم وجود آلية تنفيذ مدروسة وخطط منهجية واضحة، علما ان الآلية المتبعة حاليا هي في واقع الحال نسخة مكررة من آلية السنوات السابقة، والجديد فيها الزيادة الوقتية فقط والتي لا طائل منها.
وأبدت الجمعية استغرابها ودهشتها من تباين موقف اللجنة التعليمية في مجلس الأمة من القضية، مشيرة الى ان اللجنة أبدت في البداية تفهمها واقتناعها الكاملين لمبادرة الجمعية وموقفها من الزيادة، ولما جاء في المذكرة التي رفعها رئيس الجمعية الى رئيسة اللجنة د.سلوى الجسار وتم من خلالها توضيح مبررات الرفض بشكل موضوعي ومدروس، وعرض البدائل المطروحة، الى جانب مجريات الأحداث وتناقض موقف الوزارة، مما دفع الجمعية الى تنظيم الوقفة الاحتجاجية.
وطالبت الجمعية رئيسة وأعضاء اللجنة التعليمية بادراك حقيقة الموقف من أهل الميدان أنفسهم قائلة: وإذا كنا نقدر ونحترم ما جاء في لقاء الوزيرة د.الحمود مع اللجنة التعليمية، وما جاء من موقف متباين ومغاير لما كنا نتطلع اليه، حيث مارست الوزيرة وللأسف سياسة التضليل المعهودة منها، في حين كنا نتطلع من اعضاء اللجنة التعليمية الاستفسار المباشر من اهل الميدان والادارات المدرسية لإدراك حقيقة الموقف وواقعه بشكل مباشر.
وهنا نقول: ان كان رأينا في الجمعية مخالفا لما في ذلك فإننا على أتم الاستعداد للاعتـــــراف وبشجاعة بأننا أخطأنا التقدير ونلتمس العذر مــــــن الجميع، وان كان غير ذلك، فنأمل من اللجنة بيان الموقــــــف النهائي بوضوح، في الوقت الذي نأمل فيه من الوزارة ان تبادر وبشجاعة ايضا للاعتراف بخطئها، علمــــــا ان ذلك لا يقلل من شأن اي طرف، وقد يدفعنا ذلك جميعا الى البحث عن بدائل جديدة لمشروع تعزيز القيم التربوية بما يتوافق مع المتطلبات والأهداف المنشودة.
واختتمت الجمعية بيانها مؤكدة ان الوقفة التضامنية التي تم نظّمتها يوم 12 اكتوبر الجاري كشفت بوضوح موقف اهل الميدان الرافض باجماع للاطالة، وان الحضور الكبير ومشاركة ما لا يقل عن 1000 معلم ومعلمة نيابة عن بقية زملائهم في الوقفة التضامنية، على الرغم من الضغوط التي مورست لمنع اهل الميدان من المشاركة في الوقفة، الى جانب وجود تواقيع ما لا يقل عن 8 آلاف معلم ومعلمة يؤكدون موقفهم من رفض الاطالة فإن كل ذلك ربما يكون ردا مقنعا لكل من قلل وشكك في مدى تفاعل ومشاركة أهل الميدان، ووقوفهم جميعا صفا واحدا خلف جمعيتهم التي هي لسان حالهم وممثلهم الشرعي، ويكون ايضا ردا حازما لأولئك الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر ويزايدون حتى على حساب الأهداف والمصلحة العامة.