تبدأ اليوم أعمال مؤتمر التواصل الحضاري العالمي - الهند وايران نموذجا، والذي تنظمه كلية الآداب في جامعة الكويت برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح، ويستمر الى يوم الاربعاء، ويهدف المؤتمر الى مد جسور التواصل الحضاري بين الشعوب المختلفة عبر هذا التبادل الثقافي المتميز وتسليط الضوء على جوانب مشرقة من تراث الشعوب وانتاجها المعرفي والادبي، بما يعكس انفتاح الكويت على الآخر وفتح قنوات الحوار واللقاء مع الجميع، وهي رسالة انسانية دأبت الكويت بمختلف مؤسساتها على تأصيلها.
ويشارك في المؤتمر كوكبة من النخب الاكاديمية والجامعية، وقال الاستاذ المحاضر في كلية الآداب سمير ارشدي ان رعاية الشيخ د.محمد الصباح للمؤتمر تدل على انطلاقة رائدة للديبلوماسية الثقافية في السياسة الخارجية الكويتية.
واضاف ان انعقاد هذا المؤتمر بدعوة من عميدة كلية الآداب د.ميمونة الصباح وبمشاركة جمع غفير من الباحثين والمفكرين من الهند والجمهورية الاسلامية الايرانية ومصر وعمان ولبنان، فضلا عن العشرات من أدباء ومثقفي الكويت ان دل على شيء فإنما يدل على الانفتاح الثقافي الذي تحرص عليه الكويت مع الحضارات الشرقية، لأن كل مستلزمات هذا التواصل متوافرة على اشدها، فالتراث مشترك والتاريخ مشترك والمصالح مشتركة، وما لا حد له من المشتركات يحثنا لازالة هذه العزلة الفكرية التي طالما عانت منها شعوبنا، وبناء صفحة جديدة من التمازج والتماسك الحضاري والادبي.
في خضم هذه التطورات الدولية والاقليمية المتسارعة وفي ظل مشاريع الغزو الثقافي والهيمنة العالمية الساعية الى سحق الثقافات الاصيلة دون هوادة، تجددت الآمال في عودة جريئة لوحدتنا الحضارية الكفيلة بمواجهة التحديات وتحقيق النهوض الحضاري المستمد من التراث والملهم من التجارب البشرية والقادر على بناء منظومة حضارية ترتكز على التسامح واحترام الرأي الآخر انطلاقا من معتقداتنا الاسلامية.
وذكر ان أي تقارب سياسي عربي - ايراني لن تكتب له الديمومة واستمرارية العطاء اذا لم يجعل التواصل الثقافي والادبي بين النخب الفكرية ضمن أولوياته، وان الحضارة الاسلامية شهدت عنفوان ازدهارها وعظمتها حينما تحقق التلاقح الفكري بين ايران والعرب، وعاش عصره الذهبي في القرن الرابع الهجري طائرا بجناحيه العربي والايراني، وأدى هذا النماء الحضاري والنضج الثقافي لاستيعاب الانتماءات الادبية المختلفة وتبني ابداعاتها.
ورغم العلاقة العريقة بين العرب والفرس والتي تعود الى حضارات ما قبل الميلاد التواصل بين آداب الامتين في العصر الراهن يكاد يكون في حدوده الدنيا، اذ لا تزال الابحاث المقارنة بين الادبين العربي والفارسي تتناول الفترة العباسية ولا تعير اهتماما للابداعات المعاصرة.
واضاف ارشدي: ان حركة الترجمة من العربية الى الفارسية قد نشطت في ايران خلال العقدين الماضيين، وان المراكز الثقافية الايرانية مطلعة على الانتاج العربي، لاسيما الكويتي، بشكل جيد، الا ان حركة الترجمة من الادب الفارسي الى العربي مازالت ضعيفة جدا، وما زال الادب الفارسي الى حد كبير مجهولا حتى في جامعاتنا ومؤسساتنا الثقافية في العالم العربي.
ان ترجمة قصائد د.سعاد الصباح واحمد العدواني وقصص ليلى محمد صالح وفاطمة العلي الى الفارسية، واعداد أطروحات جامعية لنيل الماجستير والدكتوراه حولها يدلان على اهتمام المثقف الايراني بالأدب العربي المعاصر، ولابد ان يقابله اهتمام مماثل في العالم العربي.
ولحقبة طويلة كان الاعتقاد السائد هو ان الادب الايراني ذكوري ولم يسمع العالم بالشاعرات والروائيات والسينمائيات في ايران، واليوم يعلو صوت المرأة لتتحدث بملء فمها عن قصائدها وقصصها وأفلامها، وتنال جوائز عليها في مهرجانات عالمية كبرى.
وجاء تعريب كتاب «سبع نساء وسبع قصص» ونشره من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ليرسم صورة ناصعة عن الادب النسوي المعاصر في ايران.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )