أسامة دياب
أكدت نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية العالمية للعسر القرائي سوزان لويل ان تعلم الكلام يختلف عن تعلم القراءة، موضحة ان تعلم الكلام يحدث بشكل تلقائي من خلال الانغماس في بيئة غنية باللغة والتي توجد حيثما وجد البشر كأساس لتعايشهم، لافتة الى ان الدماغ البشري غير مجهز لتعلم القراءة بشكل تلقائي، لان القراءة تحتاج لتعليم نظامي واتقان لمهارات متداخلة ولذلك ظهرت الحاجة لتعلم القراءة في مرحلة متقدمة من مراحل التطور البشري.
جاء ذلك في مجمل كلمتها التي القتها خلال المحاضرة الجماهيرية التي اقامها مركز تقويم وتعليم الطفل مساء امس الاول بعنوان «تطوير مهارات القراءة والكتابة المبكرة» وبحضور لفيف من المعلمين والمعلمات والمهتمين بمجال صعوبات التعلم.
واوضحت لويل مدى صعوبة القراءة بالنسبة للدماغ البشري ولذلك يعاني الكثيرون او يفشلون في تعلمها، مشيرة الى ان نشأة الطفل في بيئة محفزة للقراءة وغنية بالكتب تيسر له تعلم القراءة بصورة افضل، لافتة الى ان المفردات هي مخزون الكلمات او الاشارات المتاحة للشخص او لمجتمع اللغة، موضحة ان البيئة الغنية بالمفردات يكون اطفالها اكثر استعدادا لتعلم القراءة بصورة افضل من نظرائهم الذين نشأوا في بيئات فقيرة بالمفردات، مستعرضة عددا من الدراسات التي اجريت على اهمية المفردات في تطور القراءة والتي اظهرت اختلافات مذهلة بين اطفال البيئات الفقيرة واطفال الطبقات المتوسطة والعليا من حيث عدد المفردات، موضحة انه كلما زادت المفردات زاد الذكاء اللفظي للطفل نظرا لارتباط نمو المفردات بمعدلات النمو الادراكي. واشارت لويل الى 5 مكونات لتعلم القراءة الفعالة وهي ادراك النطق، علم الصوتيات المنهجي الطلاقة، المفردات والاستيعاب، لافتة الى ان تعزيز الاستيعاب يحتاج لتعليم المفردات وتوفير تعرض متعدد للكلمات التي يتم تدريسها، وخلق بيئة يتفاعل فيها الطلاب مع الكلمات من خلال الربط بين الكلمة والمفهوم.
واشارت الى ان بيانات اللجنة الوطنية للتعلم المبكر للقراءة والكتابة تظهر ان 37% من طلاب الصف الرابع في الولايات المتحدة الاميركية يفشلون في تحقيق انجاز القراءة الاساسي و60% من اجمالي هذا العدد ينتمون للبيئات الفقيرة، لافتة الى ان اللجنة الوطنية لقدرات القراءة والكتابة المبكرة قد حددت 6 متغيرات ذات علاقة سببية تمثل الدافع لتحسين مستويات القراءة ومنها معرفة حروف الهجاء، ادراك اصوات الكلام، التسمية الآلية السريعة للحروف او الارقام، التسمية الآلية السريعة للاشياء والالوان، الكتابة او كتابة الاسم وذاكرة اصوات اللغة، وهي القدرة على تذكر المعلومات المحكية لفترة قصيرة من الزمن.
وبينت لويل ان اللجنة الوطنية لقدرات القراءة والكتابة المبكرة قد حددت 5 مهارات اضافية لها ارتباط بتطور قدرة القراءة والكتابة وهي مفاهيم حول النص المطبوع، بحيث يفهم الطفل ان الاسطر تمثل كلمات او افكارا ولغة مكتوبة، التحليل القرائي، الاستعداد للقراءة من خلال الجمع بين معرفة حروف الهجاء، ومفاهيم النص المطبوع، المفردات، الذاكرة، ادراك اصوات اللغة، اللغة الشفهية والقدرة على انتاج او استيعاب اللغة المحكية والمعالجة البصرية. aواختتمت لويل محاضرتها بالممارسات التعليمية التي تعزز مهارات تعلم القراءة والكتابة المبكرة.
من جهتها، اكدت مساعد المدير العام للشؤون الفنية بمركز تقويم وتعليم الطفل عبير الشرهان ان زيارة سوزان لويل جاءت بدعم مادي من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وفي اطار برنامج زيارة الخبراء وذلك لتعزيز الخبرات العلمية العالمية المتخصصة في مجال صعوبات التعلم. واوضحت الشرهان ان 15% من طلاب الكويت يعانون من صعوبات تعلم، الا ان الديسليكسيا الاكثر شيوعا بنسبة 6% من اجمالي اعداد الطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلم.