تمثل وحدة العناية المركزة قسما متخصصا في المستشفى، وتتولى مسؤولية تقديم رعاية شاملة ومستمرة للمرضى الذين يعانون من حالات مرضية حرجة أو غير مستقرة، كما تتولى وحدة العناية المركزة إدارة الحالات الحرجة، ومنها قصور القلب ـ حوادث السيارات ـ فقدان الذاكرة ـ ارتفاع ضغط الدم المفاجئ ـ السكتة القلبية ـ ارتفاع السكر الحاد ـ مضاعفات العمليات ـ الكسور المضاعفة والمتعددة ـ الجلطة الدماغية ـ الحروق.
وتتكون من فريق طبي متكامل برئاسة طبيب متخصص (رئيس القسم) إضافة إلى أطباء متخصصين في طب العناية المركزة، ممرضين، ممرضات، اختصاصيي تخدير، أخصائيي العلاج الطبيعي، أخصائيي العلاج التنفسي وحديثا أخصائي العلاج المهني.
ويعتبر أخصائي العلاج المهني من الأعمدة الرئيسية الحديثة في الفريق الطبي في العناية المركزة الذي بدأ مسيرته في مستشفى ابن سينا التخصصي في منطقة الصباح الطبية التخصصية في الكويت.
بعد تخطي المريض الحالة الحرجة وبعد قراءة التقارير الكاملة عن الحالة والنقاش والتعاون مع الطاقم الطبي والحصول على التحويل الخاص بالعلاج المهني من قبل الدكتور المعالج يبدأ عمل العلاج المهني مباشرة، والذي يكمن دوره في إعادة تأهيل المريض للقيام بأنشطة الحياة اليومية وبذلك تطوير جودة حياته.
يبدأ اخصائي العلاج المهني بتجهيز المريض نفسيا وتعريفه بأهمية العلاج المهني وكيف يستطيع الاعتماد على نفسه من خلال العلاج وتشجيعه، والجلوس مع أفراد عائلته إن أمكن للتعاون على كيفية التعامل معه وتشجيعه للتمارين.
قد يتعرض مريض العناية المركزة الى ضعف في عضلات الخد او الفك او خلل في حساسية اللسان والفم مما يؤدي الى صعوبة البلع عند المريض وقد يكون لأسباب مرضية كالشلل الدماغي او الجلطات او اضرار جانبية ما بعد العمليات فيقوم اخصائي العلاج المهني ببعض الفحوصات للفم وتحديد جانب الضعف فيها ومن ثم يقوم ببعض التمارين لتقوية عضلات الفم واللسان والفك لتسهيل مقدرته على الأكل بأمان.
ولأخصائي العلاج المهني ايضا دور كبير في تطوير القدرة الذهنية لمريض العناية المركزة من ذاكرة وتركيز وإدراك وغيرها حتى يتمكن من القيام بالأنشطة التي يرغب فيها في حياته اليومية.
ولتفادي التصلب او التشنج الذي قد يحصل لمريض العناية المركزة بسبب حالته السريرية لفترة طويلة يقوم اخصائي العلاج المهني بتعليم المريض بعض التمارين الوظيفية كـ«حركة اليد لارتداء قبعة الرأس» او «حركة اليد لمسك قنينة ماء» لزيادة مقدار الحركة عند المريض.
يستطيع ايضا اخصائي العلاج المهني توفير بعض الأدوات التعويضية التي تسهل من أداء الأنشطة اليومية وتكفل استقلالية المريض.
هكذا يكون دور المعالج المهني لإعادة تأهيل المريض للقيام بأنشطته باستقلالية وبالمشاركة مع الفريق الطبي المتكامل. اعتمد على نفسك مع العلاج بالعمل.
كوثر حسين دشتي