- سامي النصف: ما يشهده العالم من حروب مختلفة يدل على ضعف المواطنة في تلك الدول
- حمود العنزي: العمل الطلابي يحتاج إلى تعزيز المواطنة لتكون جزءاً لا يتجزأ من علاقته بمجتمعه
- سلوى الجسار: لدينا أزمة مواطنة في السلوكيات والممارسات السلبية أصبحت معلنة دون خجل
- علي الزعبي: وزارة التربية لا يمكن أن تحقق قفزة بحالها ويجب أن تستند إلى إستراتيجيات المجتمع
ثامر السليم
أجمع المتحدثون في الندوة التربوية والتي كانت بعنوان «المواطنة المسؤولة: تحديات الواقع وتطلعات المستقبل» ونظمها قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الكويت تحت رعاية عميد الكلية د بدر العمر مساء امس على مسرح كلية التربية في جامعة الكويت بالشدادية على ضرورة ان يكون تعزيز المواطنة هو مسؤولية كل الجهات في الدول من خلال محاربة الفساد ونبذ الظلم وتكافؤ الفرص، مؤكدين على ضرورة ان تتحمل وزارة التعليم العالي والجامعة وهيئة التطبيقي مسؤولياتها تجاه بناء الشخصية الطلابية.
في البداية، قال وزير الاعلام السابق سامي النصف ان ما يشهده العالم الآن من حروب مختلفة في عدد من الدول القريبة والبعيدة منا يدل بشكل مباشر على ضعف المواطنة في تلك البلدان، مؤكدا على أهمية المواطنة وانها شديدة الأهمية وقضية لا يمكن التهاون بها.
وأشار الى ان الإعلام هو الداعم الاول لتعزيز المواطنة كما هو الهادم الأول لها، وعليه وضع نصب عينيه ترسيخ حب الوطن والهوية والوطنية، مشيرا الى ان ما يشهده عدد من الدول المجاورة من حروب أهلية نتاج إضعاف الهوية الوطنية فيها.
واكد اننا كإعلاميين نعكس ما يحدث في المجتمع ونستشعر بخطورة تفشي الولاءات وامور أخرى تؤثر على الوطنية ومنها تفشي الفساد والشعور بالظلم وعدم تكافؤ الفرص، لافتا الى ان الوطنية هي أعمال وليست شعارات ودلالتها الإخلاص في العمل ومحاربة أي ظواهر سلبية.
المواطنة والعمل الطلابي
من جانبه، تحدث عضو المجلس البلدي م. حمود العنزي عن العلاقة بين المواطنة والعمل الطلابي، مؤكدا ضرورة تعزيز المواطنة لدى الطلبة بحيث تكون جزءا لا يتجزأ من علاقتهم بالمجتمع حتى لا تأتي انتماءات ايديولوجية او فئوية او قبلية تعزز هذه الحاجات، مشيرا الى ان تغذية الشعور بالمواطنة واستمرارها تأتي من خلال إيمان المواطن بأن للآخر حرية رأي وحرية تعبير مادام لا يتعدى على مبدأ العدالة والحرية وامن الوطن، فانه دائما بحاجة لتفريغ طاقاته في أهداف وطنية كبرى، وبتحقيق هذه الأهداف يعتبر نجاحا لتأكيد الذات الوطنية.
وأشار الى ان العمل الطلابي اصبح ساحة تصادم مع ظهور مجموعات طلابية وطائفية وقبلية، وأصبحت الخطابات التي تستفز هذه الفئات عنصر نجاح في السيطرة على المنظمات الطلابية، لافتا الى ان كل ذلك على حساب قيم المواطنة وأخرجت جيلا لديه ثقة اقل في مؤسسات الدولة وثقة اكبر في انتماءاته الفئوية سواء كانت قبلية او طائفية او فئوية.
ولفت الى ان الحلول المقترحة لتعزيز المواطنة هي ان تتحمل وزارة التعليم العالي والجامعة وهيئة التطبيقي مسؤولياتها تجاه بناء الشخصية الطلابية وتجاه التزامها الذي نص عليه الدستور في حماية النشء من المخاطر بالإضافة الى إعادة تنظيم العمل الطلابي من جديد ليكون ميسرا وسهلا للطلبة.
أزمة مواطنة
من جانبها، قالت عضو مجلس الأمة السابق والاستاذ المشارك في كلية التربية بجامعة الكويت د. سلوى الجسار: علينا ان نعترف بأن لدينا أزمة مواطنة في السلوكيات والممارسات السلبية بحيث اصبحت معلنة وموجودة دون خجل، فنحن امام ازمة مواطنة بشكل خطير، داعية الى تغيير نظام التعليم وإعادة النظر فيه من خلال عمل ثورة في القرارات على مستوى الدولة.
واضافت: يجب ان ننادي بإصلاح مسارات التعليم، فالشباب اليوم اصبح يعاني من خلل في مسائل الولاءات والمواطنة والانتماء.
كما طالبت بإدخال المدارس الفنية والصناعية التي كانت موجودة في السابق، فالطلبة حاليا لا يستطيعون استكمال تعليمهم الاكاديمي، فبعضهم تكون نسبتهم عالية في الثانوية العامة ولكن يرسبون في اختبار القدرات.
وأوضحت ان في عام ٢٠١٣ تم تسجيل نحو ١٨١٣ قضية للدارسين في المرحلة الثانوية في الكويت، بعضهم تم فصله من الدراسة والبعض الآخر حكم عليه بالسجن.
خلط بين التطوع
من جانبه، قال استاذ الأنثروبولوجيا في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية د. علي الزعبي ان وزارة التربية لا يمكن ان تحقق قفزة بحالها ويجب ان تكون مستندة الى استراتيجيات في المجتمع.
وقال ان المجتمعات اصبحت تتخلى ليس فقط عن القطاع الحكومي بل وصل الامر بها إلى ان تتخلى عن دور القطاع الخاص، كما اصبح لدينا الآن الطريق الثالث المتمثل بمنظمات المجتمع المدني.
واشار الى ان هناك خلطا بين التطوع والمسؤولية الاجتماعية بحيث يكون التطوع وفق الوقت المتاح، وتكون المسؤولية الاجتماعية من خلال الافكار التي تنقل المجتمع الى شكل افضل.
وطالب الزعبي بوضع استراتيجيات بين المواطنة والمسؤولية الاجتماعية لدى الفرد الكويتي، مشيرا الى ان مفهوم المواطنة يظهر في الاحتفالات فقط على مدى يومين.