- اعتماد جامعة الكويت التعليم الإلكتروني خطوة موفّقة لأنها توفر الكثير من الوقت والجهد
- «التعليم عن بُعد» لا يناسب بعض التخصصات العملية التي تحتاج إلى التواصل المباشر مع الأساتذة
- حدوث مشاكل تقنية في الإنترنت خلال المحاضرة وعدم قدرة الجميع على شراء الأجهزة أهم العيوب
- نتمنى من هيئة الاتصالات تفعيل صلاحياتها أمام هذا التحول الرقمي لمرفق التعليم في هذه الفترة
آلاء خليفة
بناء على قرار مجلس جامعة الكويت باستئناف الدراسة في 9 أغسطس بنظام التعليم عن بُعد وقرار التدشين التجريبي من 19- 30 يوليو للمقررات وفق الجدول الدراسي للفصل الدراسي الثاني حتى يتسنى للطلبة وأعضاء هيئة التدريس والهيئة الأكاديمية المساندة تجربة استخدام أدوات التعليم عن بُعد في المنصات المعتمدة، استطلعت «الأنباء» آراء طلبة وطالبات الكليات النظرية بجامعة الكويت لمعرفة وجهات نظرهم حول تجربة التعليم عن بُعد ورصد الإيجابيات والسلبيات ومقترحاتهم لتطوير العملية التعليمية، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قالت الطالبة رانيا النهاري ان دول العالم تعاني من جائحة كورونا، وتعتبر الكويت من الدول التي تعاملت مع هذا الفيروس بحرفية عالية واتخذت إجراءات حاسمة لاحتوائه والحد من انتشاره، وأهمها قرار وزارة التربية والتعليم العالي بتطبيق التعليم عن بُعد، لافتة إلى أن من إيجابياته مرونة التواصل مع الدكاترة والتعلم دون إعاقة والتوصل إلى الحلول بأسرع وقت وتطوير مهارات الطلاب والشعور بالمسؤولية، موضحة أن ابرز السلبيات تتمثل في أن التخصصات التي تحتاج إلى مختبرات علمية ستتأثر، فضلا عن إجهاد المتعلم بسبب ما يقضيه من وقت على الهواتف الذكية واللاب توب.
واقترحت النهاري تخصيص دفتر خارجي لتسجيل أي ملاحظات أثناء المحاضرة والاستفسار عنها بعد الشرح من أستاذ المادة.
من جهتها، ذكرت الطالبة عذوب النيباري أن من إيجابيات التعليم عن بُعد استمرار عملية التعليم واكتشاف مدى جاهزية الطلبة من خلال حضورهم الدائم والمستمر وتسهيل عملية البحث من خلال رابط يقوم بنشره أستاذ المقرر وتسجيل حضور الطلبة بداية دخولهم للمحاضرة دون الحاجة الى مناداتهم بالاسم، فضلا عن انه بإمكان الطلبة طرح جميع أسئلتهم التي تجوب في أذهانهم دون الحاجة لمقاطعة أستاذ المقرر، ومن السهولة على أستاذ المقرر نشر أوراق العمل واستلام الواجبات والبحوث «اونلاين» وسهولة الرجوع إليها خلاف استعمال الأوراق ومن المرجح فقدانها، وبإمكان الجميع سماع صوت المحاضر بوضوح عكس الدوام التقليدي فأحيانا من يجلس بالخلف يصل إليه الصوت ضعيفا، وستكون فرصة لاستخدام الحاسب الآلي في شيء يخدم عقل الطالب.
وأوضحت ان استخدام التكنولوجيا للتعليم بجامعة الكويت خطوة موفقة لأنها أصبحت تقريبا كل شيء وتوفر وقتا وجهدا، وقد يتأخر الطالب في الوصول الى المحاضرة لعدة أسباب، اما المحاضرة فتكون مسجلة ومن الممكن الرجوع إليها بسهولة بالإضافة الى الاكتشاف السريع للسرقات العلمية، كما ان اشراف أستاذ المقرر على المجاميع يمنع حدوث سوء فهم بين الطلبة.
وتابعت: من سلبيات التعليم عن بُعد من وجهة نظري اجبار الطالب على فتح الكاميرا بكل أوقات المحاضرات من قبل أستاذ المقرر وطلب شراء حاسب آلي بدلا من استخدام الهاتف النقال، وقد لا يملك البعض تكلفته، فضلا عن ان فشل الاتصال بالإنترنت أمر وارد وفي منتصف المحاضرة قد يقطع أستاذ المقرر شرحه للتأكد من انتباه جميع الطلبة، وعند ارسال الملف المطلوب قد يكون ليس في مكانه المخصص مما يجعل الطالب يفقد الدرجات بسبب عدم التأكد من مكان تسليمه، قد يحضر الطلبة ولكن ينشغلون بأمور أخرى مثل: التصفح بالإنترنت، النقاشات العائلية وغير ذلك، ولأنها أول مرة يتم تطبيق التعليم عن بُعد في جامعة الكويت فقد تكون هناك صعوبة لبعض أساتذة المقرر في استعمال الحاسب الآلي، وبعض أساتذة المقرر يرفضون تسجيل المحاضرات، وهذا يصعب أمر الرجوع لموضوع لم يفهمه الطالب، وكذلك اعتماد على طالب آخر للحضور بدلا من الطالب نفسه، وزيادة طلبات المقرر بحجة التوقف عن الدراسة لمدة 5 أشهر تقريبا ولتعويض ما فات وتقليص مدة تسليم المشاريع أو عمل بحوث، لافتة الى ان التعليم عن بُعد غير عملي لبعض التخصصات ولا توجد جهة تراقب أستاذ المقرر من حيث هل ما يطرحه من متطلبات المقرر أو تدريس شيء خارج نطاق هدف المقرر.
من ناحيتها، قالت الطالبة ريم العجلان ان التعليم عن بُعد أفاد الطلبة في التحصيل العلمي في منازلهم بعيدا عن الازدحام المروري الذي كان يعوق الكثير من الطلبة في الوصول الى المحاضرات في الوقت المحدد، وهناك الكثير من السلبيات التي رصدتها في تجربة التعليم عن بُعد، ومنها ان الطالب قد يتشتت انتباهه اثناء المحاضرة لأي سبب من الأسباب على خلاف المحاضرة في مبنى الجامعة، لافتة الى ان المنزل مكان غير مهيأ للدراسة والتركيز.
وأشارت العجلان الى ان من المواد التي تدرسها حاليا مادة الإحصاء وهناك صعوبة في استيعاب المادة من خلال التعليم عن بُعد، فضلا عن صعوبة اجراء الاختبارات، مقترحة عودة الدراسة المرحلة المقبلة في المباني الجامعية.
وفي السياق ذاته، قالت الطالبة ريم الفضلي: بعد تجربتي الشخصية في نظام التعليم عن بُعد في هذه الفترة الوجيزة الذي طبقته جامعة الكويت خلال أزمة كورونا وتداعياتها المستمرة، ومن وجهة نظري فإن ايجابيات التعليم عن بُعد أكثر من سلبياته، ومن مزاياه اختصار المسافة بالتنقل وتحمل تقلبات الطقس وازدحام الطرق، كذلك قد يبرز مهارات التعلم الذاتي لكل شخص في استخدام التقنيات الحديثة بسهولة تلقي المعلومة من خلالها، والمرونة في اختيار المكان المناسب اثناء الشرح وتعزيز الشعور بالمسؤولية لدى الطلاب وتحسين مهارة ادارة الوقت.
وزادت: على المستوى الشخصي هذه التجربة القصيرة عززت بداخلي الثقة بالنفس وتقليل الشعور بالخجل، وفتحت لي آفاقا جديدة للتعلم، اتمنى ان تكون تجربة ناجحة، اما من سلبيات التعليم عن بُعد فهي افتقاد الحياة التعليمية المباشرة، وقد يكون هناك اهمال من بعض الطلاب لعدم اخذ الموضوع بجدية، كذلك صعوبة التواصل بين الطلاب وعضو هيئة التدريس لأنها مرتبطة بالوقت الذي يكون عضو هيئة التدريس «اونلاين»، وقد تؤدي الى صعوبة الاختبارات، ومن المتوقع ايضا وجود ضغط على خدمات الانترنت، والتي نتمنى من هيئة الاتصالات أن تفعل صلاحياتها أمام هذا التحول الرقمي لمرفق التعليم في هذه الفترة الاستثنائية.
وفي السياق ذاته، ذكرت الطالبة امينة المطيري، وهي طالبة ماجستير في كلية التربية ورئيسة قسم في مدرسة، انها تدرس حاليا وفق نظام التعليم عن بُعد بجامعة الكويت، مشيدة بالتجربة، لاسيما ان طلبة الجامعة على دراية تامة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، مشيرة الى ان الإيجابيات تتجسد في اسهامه بشكل فعال في استمالة التعليم وعودة الدراسة، والتعليم عن بُعد سهل ويسر ومتاح للجميع ومناسب لجميع ظروف المستخدمين ويساهم في الحد من غياب الطلبة وتأخيرهم سواء بسبب مشكلات المواصلات او ازدحام الطرق او الغياب بسبب المرض او أي ظرف آخر.
وتابعت: اما السلبيات فتتمثل في عدم وضوح وصفاء الصوت في كثير من الأحيان، كما ان الإشكالية في طلبة مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية تكون في صعوبة التواصل عبر التعليم عن بُعد، لاسيما ان ليس جميع أولياء الأمور ذوي خبرة كافية في التعامل مع التكنولوجيا، كما ان معظمهم لديهم وظائف صباحية، متمنية من الوزارة إيجاد حلول تلائم احتياجات أولياء أمور هؤلاء الطلبة.
وتساءلت المطيري: هل تتم متابعة وتقييم المتعلمين من قبل المعلم بشكل يومي؟ وفي حال غياب المعلم ما وضع التقييم في هذا اليوم؟ وما آلية وطريقة التواصل مع المتعلم ومدى تجاوب أولياء الأمور والذي يعتمد على وعي ولي الامر وقدرته على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في التعليم، وفي حال عدم وجود ولي امر قادر على استخدام التقنية الحديثة لمساعدة ابنه، فكيف ستتعامل المدرسة مع هذا المتعلم؟
وختمت قائلة: وقد يعترض بعض أولياء الأمور على تعليم ابنائهم في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية على التعليم عن بعد في الفترة المسائية لعدم مناسبتها من حيث قدرة المتعلم على الاستيعاب في مثل هذا الوقت.