- ليس شرطاً أن يعاني مريض السمنة المفرطة من ارتفاع معدل الدهون الضارة لكنه ليس بعيداً عن الإصابة بأمراض أخرى
- توجه إلى التوسعة لافتتاح عيادات مماثلة لتغطية أكبر نسبة من السكان وانتشار «كورونا» أجّل إنشاء «الصحة» عيادة في «الصدري»
- أمراض القلب السبب الأول للوفاة في الكويت والعالم
- الدهون الضارة لها مضاعفات كبيرة منها أنها قد تؤدي إلى حدوث أمراض القلب والسكتات الدماغية وتصلب الشرايين
- تغيير نمط الحياة باعتماد غذاء صحي وممارسة الرياضة يعتبر من أهم وسائل العلاج إلى جانب الاعتماد على الأدوية
- ارتفاع نسبة الإصابة قد يكون وراثياً أو مصاحباً لأمراض أخرى مثل السكر أو خمول الغدة الدرقية أو أمراض الكبد أو الكلى
- بعض الحالات تعالج بغسيل الدهون حيث يتم سحب الدم وفلترة الدهون الضارة وإعادته مرة أخرى إلى جسم الإنسان
- أغلب الشباب المصابين وراثياً عرضة للجلطات والسكتات الدماغية أكثر من غيرهم لأن النسبة لديهم تكون مرتفعة بشكل كبير
- بعض المرضى تظهر الأعراض لديهم على شكل كتل دهنية بأماكن معينة من الجسم سواء حول العينين أو في اليد أو الأصابع
حنان عبدالمعبود
حذر استشاري أمراض السمنة والدهون والكيمياء الحيوية بمركز صباح الأحمد للقلب التابع لمستشفى الأميري د. أحمد جاسم الصراف من أمراض الدهون، مبينا أنها منتشرة في الكويت والعالم ككل بنسبة كبيرة، مؤكدا أن من أهم مضاعفاتها أنها قد تؤدي الى حدوث أمراض القلب والسكتات الدماغية وتصلب الشرايين.
وقال الصراف في لقاء مع «الأنباء»: ان أمراض القلب تعد المسبب الأول في الوفيات بالكويت والعالم، لافتا الى ان هذا يحدث بنسب متفاوتة من دولة لأخرى.
وأضاف «ان ارتفاع الدهون قد يحدث بسبب أمراض وراثية، حيث يتم توارثها من الأب او الأم، وكذلك قد تكون مصاحبة لبعض الأمراض الأخرى مثل السكر او خمول الغدة الدرقية او أمراض الكبد او الكلى.
وأوضح الصراف أنه في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية قامت بانشاء عيادة متخصصة لتشخيص وعلاج أمراض الدهون بالجسم، كما جهزتها بأحدث الأجهزة الخاصة بغسيل الدهون، والذي يعد طفرة علاجية في هذا المجال. وفي السطور التالية تفاصيل اللقاء:
بداية، عيادة الدهون بمستشفى الأميري هي حديثة وفريدة من نوعها، هلا حدثتنا عنها؟
٭ نعم، العيادة متخصصة في تشخيص وعلاج الدهون الضارة بالجسم وتم افتتاحها منذ اقل من عام، وهي العيادة الفريدة والوحيدة من نوعها بالكويت.
وتستقبل العيادة يوميا حوالي من 10 الى 15 مريضا، والمرضى الذين نستقبلهم يأتون من المراكز الصحية والمستشفيات حيث يتم تحويله حال التأكد من أنه مصاب بنسبة معينة من الدهون، والتي تكون مصدر تهديد مستقبلي بالتعرض للعديد من الأمراض، والاصابة بارتفاع معدل الدهون الضارة يظهر عن طريق اجراء بعض التحاليل حيت التحويل بعدها من المراكز الصحية او المستشفيات وبناء عليه يتم وصف العلاج المناسب على حسب الحالة.
المضاعفات
ما أهم مضاعفات الاصابة بأمراض الدهون؟
٭ ان أمراض الدهون شائعة الانتشار بالكويت والعالم ككل بنسبة كبيرة والتي قد تؤدي الى أمراض القلب والسكتات الدماغية وتصلب الشرايين، كما تعد أمراض القلب المسبب الأول في الوفيات في الكويت والعالم وقد تتفاوت النسب من دولة لاخرى، وارتفاع الدهون قد يكون بسبب أمراض وراثية حيث يتم توارثها من الاب او الام او ان تكون مصاحبة لبعض الامراض الأخرى مثل السكر او خمول الغدة الدرقية او امراض الكبد او الكلى لذلك حينما يراجع المريض العيادة لابد أولا من معرفة اذا كان ارتفاع نسبة الدهون بسبب مرض وراثي ام بسبب امراض مصاحبة.
علاجات الدهون
لماذا تم إلحاق العيادة بمركز صباح الأحمد لأمراض القلب؟
٭ ان مركز صباح الأحمد للقلب هو مركز متخصص لتشخيص وعلاج المرضى المصابين بأمراض القلب، ولهذا فقد ارتأى المسؤولون عن المركز التوسع في الخدمات لهذه الفئة من المرضى عبر افتتاح عيادة كاملة متكاملة لتشخيص وعلاج المرضى المصابين بارتفاع نسبة الدهون.
ولهذا المريض حينما يقوم بالمراجعة فإننا نشخص حالته كما يتم تقييم وضعه وما هي نسبة احتمالية الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين خلال السنوات القادمة وبعدها يتم إعطاؤه العلاج المناسب.
والعلاج ينقسم الى ثلاثة أقسام الأول منه وهو الأكثر أهمية بين الأقسام الثلاثة وهو تغيير نمط الحياة حيث اعتماد غذاء صحي معتدل وكذلك برنامج رياضي بحيث تتم ممارسة الرياضة بمعدل 30 دقيقة في اليوم او 150 دقيقة في الأسبوع، ومن بعدها إعطاء العلاج المناسب الذي يمكن ان يكون بالحبوب مثل «الكريستور»، «الليبتور»، «ذكور» وأدوية أخرى مساعدة لانزال نسبة الدهون بالجسم، وكذلك هناك «فايبرات» للمرضى المصابين بارتفاع في نسبة الشحوم، كما ان هناك ابرا للمساعدة في انزال نسبة الدهون الضارة الى معدلات مثل المعدلات الموجودة في البرتوكولات العالمية.
وماذا عن جهاز «غسيل الدهون»؟ هلا حدثتنا عنه وعن آلية عمله؟
٭ هذا الجهاز تم استقطابه للعيادة منذ شهر تقريبا، حيث هناك مرضى يعانون من نسب دهون مرتفعة جدا ويحتاجون الى علاج سريع، وقد لا تكون أغلب الأدوية المعتادة أسرع الحلول، ولهذا فإن أحدث العلاجات لمثل تلك الحالات عالميا هو غسيل الدهون وهي طريقة جدا سهلة مثل غسيل الكلى وتختلف من مريض لآخر حيث يحدد للمريض جلسة كل أسبوع او جلسة كل أسبوعين وعليه يحضر المريض ويكون قد تناول طعامه، ليدخل الى غرفة الغسيل ويتم التوصيل بين الجهاز والشرايين فيتم سحب الدم من المريض.
والدم يحتوي على بروتينات من ضمنها الدهون الضارة وهذا الجهاز خاص بسحب الدهون الضارة، فقط فيمر الدم على عدد من الفلاتر والتي تقوم بتصفية الدم وبعد ان يعود نقي تتم اعادته مرة أخرى الى جسم الانسان.
معدل طبيعي
تحدثت عن الدهون ومعدلاتها المرتفعة، فما المعدل الطبيعي للدهون؟
٭ يختلف المعدل من شخص لآخر حسب الحالة الصحية له، فان كان الشخص قد أصيب بجلطات في السابق يجب ان تكون الدهون الضارة أقل من 1.4 ميللي مول/ ليتر اما ان كان الشخص لم يصب فان هناك حسابا آخر، وبناء عليه يمكننا معرفة مدى الاحتياج الى انزال الدهون من الجسم والكم المطلوب انزاله.
وكيف يجري قياس الدهون بالجسم؟
٭ مسألة قياس الدهون ليست صعبة، ولهذا يجب على كل شخص وخاصة غير المريض القيام بعمل تحاليل دورية للوقوف على الحالة الصحية بشكل عام، وبين هذه التحاليل هناك تحليل للوقوف على نسبة الدهون في الجسم والذي بناء عليه يمكننا معرفة النسبة وما ان كانت مرتفعة ام منخفضة ام طبيعية.
مرضى شباب
مع عدد المراجعين يوميا، هل ترى ان النسبة كبيرة في اعداد المرضى المصابين بارتفاع الدهون الضارة؟
٭ ان العيادة تستقبل المرضى من كل الشرائح العمرية، حيث نستقبل الأطفال والشباب ومنتصف العمر وكبار السن، وقد لاحظنا ان الغالبية من المرضى الشباب الذين يعانون من ارتفاع بالدهون الضارة وتكون الأسباب وراثية فان النسبة تكون مرتفعة بشكل كبير وهذه الفئة تكون عرضة للإصابة بالجلطات والسكتات الدماغية بنسبة أعلى من أشخاص لا تكون الإصابة لديهم لاسباب وراثية.
ويراجع لدينا مرضى في مختلف الأعمار، حيث لدينا مرضى أطفال من عمر شهر، ومرضى كبار السن عمر 80 عاما، ونحن نستقبل المرضى الذين كان لديهم نسبة الدهون حتى الآن بالمعدل الطبيعي ممن أصيبوا في السابق بجلطات القلب والسكتات الدماغية وذلك لتنزيل نسبة الدهون الى المستوى الطبيعي وكذلك من لم يصابوا بعد ولكنهم يعانون ارتفاع نسبة الدهون.
البدانة وارتفاع الدهون
هل يشترط ان كل شخص يعاني البدانة انه يعاني أيضا من الدهون الضارة؟
٭ لا ليس شرطا ان يعاني الشخص سمنة مفرطة او بدانة ويكون مواكبا لها ارتفاع في معدل الدهون الضارة، حيث السمنة قد تختلف أسباب الإصابة بها مثل خمول الحركة، وغيرها من الأسباب، وحين يتم عمل فحص لنسبة الدهون الضارة نجدها طبيعية، ولكن مع هذا فالمصابون بالسمنة ليسوا بعيدين عن الإصابة بأمراض أخرى مثل مرض السكر أو ارتفاع الضغط، لذلك البدين يعاني أعراضا وعوامل خطورة أكثر من الشخص ذي الوزن الجيد.
ومع هذا لا يكون كل بدين تكون فحوصاته غير طبيعية، ولكن أنصح البدناء بتغيير نمط حياتهم وانقاص الوزن لانهم معرضون بشكل أكبر للإصابة بمرض السكر وغيره من الأمراض أكثر من أي شخص آخر.
مؤشرات الارتفاع
الكثيرون لا يقومون بإجراء فحوصات أو قياس نسبة الدهون في الدم، فما أكثر المؤشرات التي تدل على أن الشخص يعاني من ارتفاع في نسبة الدهون الضارة في الجسم؟
أولا أنصح بأن تكون هناك فحوصات وتحاليل دورية لكل شخص خاصة ان كانت لديه أمراض وراثية بالعائلة مثلا ان كان الوالد او الوالدة لديهم نسبة الدهون مرتفعة أو أصيبوا بجلطات في السابق في سن أقل من الستين من العمر، أو حتى أحد اخوانه، فيجب اجراء تحاليل دورية خاصة قياس نسبة الدهون في الجسم وفحوصات أخرى، أما ان كان التاريخ العائلي لديه طبيعي ينصح بعد سن الأربعين من العمر بإجراء تحاليل لقياس نسبة الدهون في الجسم، وهناك الكثير من المؤشرات والتي قد تظهر بمشاكل في الجلد او التعب والوهن المزمن، أو مشاكل بالجهاز الهضمي من انتفاخ البطن وعسر الهضم والامساك.
إصابة الأطفال
ذكرت أن الأطفال في الشهور الأولى من عمرهم قد يصابون بارتفاع معدل الدهون الضارة في الجسم، فكيف يمكن للأم أن تلاحظ أن لدى طفلها مؤشرا ما على هذه المشكلة الصحية؟
٭ اذا كان في الأسرة تاريخ مرضي لأكثر من شخص بالعائلة يعاني ارتفاع معدل الدهون الضارة بالجسم، فانه ينصح بإجراء التحاليل في السن الصغيرة، حتى وان كان عمر الطفل شهورا، وكذلك هناك بعض المرضى تظهر عليهم الأعراض، والتي قد تتمثل في كتل دهنية بأماكن معينة من الجسم تدل على أن هناك ارتفاعا في نسبة الدهون في الجسم، وقد تكون حول العينين أو في اليد أو الأصابع وهنا لا بد للأم أن ترى ان كانت هناك أي كتل دهنية في جسم طفلها فان هذا يعد مؤشرا على أن هناك ارتفاعا في نسبة الدهون في الجسم وعليه لا بد من الاهتمام الجيد بالأمر وعمل فحوصات دقيقة ورصد المعدل إن كان طبيعيا أم مرتفعا.
قائمة انتظار
مع عدد المراجعين الذي يتراوح بين 10 و15 مريضا في اليوم، هل هناك قائمة انتظار للمرضى؟
٭ ليست لدينا قائمة انتظار حيث نستقبل المرضى أولا بأول، نستقبل المرضى بتحويل من المراكز الصحية أو المستشفيات لأن عيادتنا تعتبر الوحيدة المتخصصة في الكويت لتشخيص وعلاج المرضى المصابين بارتفاع معدل الدهون في الجسم.
تخصص نادر
تخصصك في أمراض الدهون والكيمياء الحيوية، هل يعتبر تخصصا نادرا؟
٭ نعم هو تخصص نادر بالفعل حيث درست في كندا وبدأت أولا بتخصص الكيمياء الحيوية وبعدها أخذت تخصصا مساندا وهو دراسة لتشخيص وعلاج المرضى المصابين بأمراض الدهون.
خطط مستقبلية
هل هناك خطط لدى وزارة الصحة بافتتاح عيادات مماثلة؟
٭ نعم، هناك توجه لتوسعة هذه الفكرة لتشمل مستشفيات أخرى لتغطية نسبة أكبر من السكان والمساعدة على تشخيص وعلاج للمرضى المصابين بارتفاع نسبة الدهون بالجسم حتى وان كان في عمر أقل.
هل ستكون داخل مراكز القلب، أم ستكون منفردة؟
٭ قد تكون منفردة، أو داخل مراكز للقلب حيث بالفعل هناك فكرة بافتتاح عيادة مماثلة بمستشفى الصدري ولكن بسبب انتشار وباء كورونا تأجلت الفكرة.
هل من كلمة أخيرة؟
٭ أنصح بالوقاية حيث «الوقاية خير من العلاج»، فلا بد من تغيير نمط الحياة حتى في سن مبكرة لأن الإصابة بأمراض القلب هي السبب الأول للوفيات بالعالم ليس في الكويت وحدها، ولا بد من تغيير نمط العلاج ان كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب في عمر أقل من 60 عام يفضل عمل فحوصات دورية لقياس نسبة الدهون في الجسم اذا استطعنا المعالجة فإننا سنقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
حالة معقدة لمريضة تعاني من الدهون الضارة
لدى حديثه عن جهاز غسل الدهون وكيفية عمله، ذكر د.أحمد الصراف أحد الأمثلة لحالة معقدة واجهها قائلا: مثال على هذه الحالات، لمريضة راجعت العيادة وكانت الدهون الضارة لديها تصل نسبتها تقريبا من 14 الى 15 وهي نسبة مرتفعة بشكل كبير بالرغم من أن المريضة كانت تتناول أدوية بكم كبير، ولكننا مع استخدام الجهاز استطعنا بحمد الله بعد جلسة واحدة أن تصل النسبة لديها الى 6 فقط، ولكنها تحتاج الى عدة جلسات أخرى، ونحمد الله أن لدينا هذا الجهاز الذي بسببه استطعنا خفض الدهون الضارة الى المعدلات التي تشعرنا بالتحسن.