عقد مجلس أمناء المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية اجتماعه الحادي والعشرين، وناقش المجتمعون انجازات العامين الاخيرين في مجال اصدارات الكتب الطبية المترجمة والمؤلفة، وكذلك المناهج الطبية واصدار القواميس والمعاجم الطبية، ومجلة تعريب الطب وخططه المستقبلية.
ويتكون مجلس امناء المركز من ممثلين عن الدول العربية ومراقبين عن منظمة الصحة العالمية (المكتب الاقليمي لشرق المتوسط) وجامعة الدول العربية.
استهل الاجتماع بكلمة وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح رئيس مجلس الامناء ألقاها نيابة عنه الوكيل المساعد لشؤون الرقابة الدوائية والغذائية بوزارة الصحة د.عبدالله البدر، رحب فيها بالحضور، وأشاد بجهود المركز في اصدار المراجع العلمية مترجمة باللغة العربية، واصدار الاطالس والمعاجم المتخصصة، واهمها المعجم المفسر للطب والعلوم الصحية، كما اشاد بجهود العاملين بالمركز وما بذلوه من جهد في سبيل تحقيق اهدافه.
وقال وزير الصحة: كانت اللغة العربية هي لغة المعرفة ولغة العلم في ازمان سابقة، فاللغة العربية قابلة للاشتقاق بخلاف اللغات الاخرى التي هي في حالة جمود، فقد كانت هي لغة الأدب والعلم والتقنية لأكثر من سبعة قرون (ما بين القرنين التاسع الميلادي والسادس عشر).
اما الآن، فيعتقد كثير من الناس ان اللغة العربية غير قادرة على مواكبة التقدم العلمي وعالم المعرفة، وقد ادى هذا الاعتقاد الى جعل العرب في مرحلة متدنية بمقارنتها بما وصل اليه العالم الغربي في انتاج وسائل المعرفة ووسائل الذكاء الاصطناعي، وقد كان للغربيين ووسائلهم دور كبير في تهميش اللغة العربية في هذا الزمن، مما خلق فجوة كبيرة بين العرب وبيئتهم وما يحدث في العالم.
وهُجرت ـ وللأسف ـ اللغة العربية، فأصبح التعليم في اغلب مدارس الدول العربية بلغات اجنبية غير عربية، في الوقت الذي يجب ألا يكون التعلم بهذه اللغات بل ان يكون التعليم باللغة العربية، اضافة الى تعلم اللغات الاخرى لمعرفة ومواكبة ما يحدث في العالم.
ومن المعروف انه لا وجود لأمة بغير وجود لغتها الخاصة بها، فعن طريقها يتم التواصل بين أبناء المجتمع، وهي التي تجعل من الناس فئة ذات هوية مستقلة، وثقافة واحدة.
وقال: انني فخور بإنجازات المركز التي تم تحقيقها على مدى السنوات الماضية وجهوده الدؤوبة تنفيذا لتوصيات مجلس وزراء الصحة العرب ببناء مناهج طبية عربية في جميع التخصصات الطبية التي وصلت الى 216 كتابا، بالاضافة الى جهوده في مجال اصدار المعاجم الطبية المتخصصة والاطالس التي بلغ عددها 24 اصدارا، والعمل على استكمال المعجم المفسر للطب والعلوم الصحية والتي صدر منه حتى الآن 11 مجلدا، ومواصلة اصدار سلسلة الثقافة الصحية الموجهة للقارئ غير المتخصص، حيث تم اصدار 145 كتابا جميعها كانت تواكب الاحداث الصحية، من مثل كتاب فيروس كورونا المستجد nCOv-19 وكتاب معلومات توعوية للمصابين بمرض «كوفيد ـ 19» (تساعد هذه المعلومات على التحكم في الاعراض والتعافي عقب الاصابة بمرض كوفيد - 19)، واستمراره في اصدار مجلة تعريب الطب التي وصلت اعدادها الى 60 عددا، وكذلك انتاجه للكتب الالكترونية المتخصصة، وتواصله مع كل المؤسسات المعنية بالترجمة الى اللغة العربية في العلوم الصحية بالوطن العربي.
واضاف: في اطار نشاطات المركز، فإن الأمل ان تُفعل انجازاته، خاصة استخدام هذه المنجزات في ميدان التعليم الطبي والصحي بالوطن العربي، وهذا يتطلب جهدا متكاملا وتعاونا صادقا بين وزارات الصحة العربية وقطاعات التعليم والمركز، ولا شك ان جهود اعضاء مجلس الأمناء على وجه الخصوص لها دور بالغ في استمرار نشاطات المركز واعانته على تخطي العقبات.
هذا، وألقى الأمين العام المساعد للمركز د.مرزوق الغنيم كلمة رحب فيها بأعضاء مجلس الامناء، وقدم عرضا موجزا لجهود المركز في مجال التأليف والترجمة في العلوم الصحية بالوطن العربي، وأكد على اهمية اللغة العربية واستخدامها في كل مناحي الحياة وخصوصا التعليم، ايمانا بأن ذلك هو السبيل الوحيد لتقدمها ورفعتها، وان التعليم باللغة الأم هو اساس الابداع والتفكير والتفوق، وهذا ما اكدت عليه منظمة اليونسكو وكل الابحاث العلمية واللغوية، وفي نهاية الاجتماع اقر المجلس خطة المركز للعامين 2021 ـ 2022، وأقر عددا من التوصيات المهمة.
وقال في كلمته: لا يخفى عليكم ما للغة العربية من مكانة عظيمة، فهي اللغة التي يتحدث بها حوالي 359 مليون نسمة يمثلون 4.75% من سكان العالم، وهي احدى اللغات الست الرسمية في الامم المتحدة وجميع منظماتها والتي اصبحت الآن تواجه كثيرا من التحديات واهمها التحديات التي تواجهها من اصحاب اللسان العربي الذين بدأوا منذ فترة ليست بالقصيرة باستبدال اللغة باللهجات العامية، واصبحوا ينادون بالتعلم باللغات الاجنبية، وبسببهم اصبحت اللغة تتراجع بعد ان كانت هي اللغة الاولى في مختلف العلوم في عصر ازدهار الحضارة العربية الاسلامية منذ القرن الثالث الهجري، حيث كانت البعثات العلمية تأتي من مختلف الاقطار الغربية الى مراكز الاشعاع الثقافي في قرطبة واشبيلية وتلمسان والقيروان وبغداد لدراسة مختلف العلوم باللغة العربية.