حنان عبد المعبود
في بادرة فريدة من نوعها سيقوم وزير الصحة د.علي العبيدي بعد غد «الخميس» بالبدء بتوزيع بطاقات هوية كبار السن التي تعطي اولوية خاصة لهذه الفئة في دخول المختبرات والصيدلة والمراجعة وفقا للبرنامج الوطني لرعاية المسنين الذي بدأ الاعداد له بعد تولي العبيدي حقيبة الصحة، ويقوم العبيدي بتوزيع البطاقات بنفسه على حوالي 4 الى 5 مراكز رعاية صحية اولية سيقوم الوزير بزيارتها حيث يتم توزيع حوالي 40 ألف بطاقة وتحديدا 39 ألفا و800 بطاقة.
ومن جانب آخر وخلال رعايته المؤتمر الإقليمي لمرض الزهايمر، والذي تقيمه الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية بالتعاون مع كلية الطب جامعة الكويت، والذي عقد يوم امس بمسرح مركز العلوم الطبية بكلية الطب بمنطقة الجابرية. قال العبيدي: ان انعقاد هذا المؤتمر يعد ثمرة التعاون بين مؤسسات الكويت الرسمية ممثلة بكلية الطب جامعة الكويت ومؤسسات المجتمع المدني ممثلة بالجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية والذي يقام في اطار الاحتفال بالشهر العالمي «سبتمبر» لهذا العام المخصص لمرض الزهايمر، مشيرا الى ان ذلك يعكس الحرص على المساهمة في برامج تخص وزارة الصحة المعنية بالشأن اليومي لما يهم الناس ألا وهي صحتهم.
واضاف «كما يسعدني ان يتم اختيار موضوع الزهايمر الذي طالما ارق الاسر التي يعاني احد أفرادها من هذا المرض ولعله توقيت جيد لموضوع المؤتمر بأن يتزامن مع البرنامج الذي يستهدف فئة ما فوق الستين عاما بواقع 5.17% حيث يصل عددهم ما يقارب ستين ألفا (59805) في عام 2011 ومع ما يبدو على قلة التعداد مقارنة بالأرقام العالمية إلا ان هذا لا يعني بالطبع الاستهانة بعدد من يتعرضون لمرض الزهايمر في الكويت.
وأوضح «تبين لي بدراسة حالة الزهايمر في الكويت القصور الشديد في وزارة الصحة للإحصائيات عن هذه الفئة من المجتمع، والتي تتعرض لهذا المرض مما يعني قصورا في الخطط والبرامج للتصدي له، مبينا أنه تم تشكيل لجنة وطنية عليا في برنامج صحة كبار السن تعنى بهذا البرنامج وبمساهمة من ذوي الخبرة في المجتمع. ومن جانب اخر نرصد اهمية تعزيز برنامج التأهيل الصحي الشامل في الوزارة عن طريق برنامج البعثات في التخصصات الطبية والصحية المعنية بكبار السن، وكذلك أهمية البحث العلمي في الكويت في المجالات المتعلقة بحياة فئة كبار السن بشكل عام، والمصابين بمرض الزهايمر بشكل خاص لتكون نتائجها أساسا للقرارات الإدارية والسياسات والخطط التي تعنى بهم سواء كان ذلك في المجال الصحي أو الاجتماعي.
كما ثمن الوزير الجهود المبذولة خلال المؤتمر لإلقاء الضوء على فئة مرضى الزهايمر والتي ربما تلعب العادات والتقاليد والرعاية من الأسر لأقربائهم دورا في قصور المعلومات بخصوصهم بينما تبرز هذه الفئة بشكل رئيسي في بعض المجتمعات لكون دور الرعاية مقرا لهم. وقال «انني انتهز هذه المناسبة لتوجيه طلب ملح وعاجل بحصر الحالات عن طريق المراكز والمستشفيات لخدمات الرعاية الصحية وسيكون ذلك بقرار وزاري على ان يلعب المسؤولون والاختصاصيون في الطب النفسي وفي امراض الأعصاب الدور الرئيسي لهذا البرنامج وبالتعاون مع زملائهم الاطباء في المراكز الصحية الاخرى وخاصة الرعاية الأولية وسأقوم بدعم هذا المشروع بكل الوسائل المتاحة.
مضيفا «كما انني انتهز هذه الفرصة لأرحب بالأساتذة الدكاترة الزائرين ليشاركونا خبرتهم ووقتهم الثمين واتمنى لهم اقامة طيبة في الكويت كما اشكر القائمين على البرنامج العلمي الدكتور عميد كلية الطب واعضاء الجمعية النسائية، وكذلك المساهمين في ورشة العمل الموجهة للعاملين في هذا المجال في وزارة الصحة وأتمنى لجميع المشاركين في هذا المؤتمر التوفيق والسداد.
كما قدم الوزير في كلمته التهنئة الى الجمعية الثقافية النسائية بمناسبة احتفالها هذا العام بمرور خمسين عاما على إنشائها مؤكدا أنها تعد من الجمعيات الرائدة والعريقة في الكويت ومفخرة بانجازها وخدماتها لمختلف فئات المجتمع دون تمييز واهتماماتها بالمرأة وشؤونها على وجه الخصوص، لافتا إلى أنه تحسب لها مساهمتها في مختلف المجالات السياسية والثقافية والعلمية والاجتماعية، وقال «أتمنى لهذه الجمعية التقدم والازدهار». واختتم متمنيا تحقيق الهدف بخدمة فئة كبار السن الذين يعانون من مرض الزهايمر لتخفيف معاناتهم وأسرهم وخلق الظروف الصحية المناسبة التي تليق بهم وما أدوه من خدمات جليلة لأسرهم ومجتمعاتهم خلال حياتهم.
ومن جانبها، قالت رئيس الجمعية الثقافية النسائية شيخة النصف «اردنا ان يكون هذا اليوم الذي يصادف الاحتفال العالمي بمرض الزهايمر فرصة لتسليط الضوء على فئة عزيزة علينا عانت كثيرا من الإهمال وان كان غير مقصود، مضيفة «لقد أدى التقدم الصحي على مستوى العالم الى ارتفاع معدل الأعمار وبالتالي اصبحت الاضطرابات المصاحبة للتقدم في السن اكثر وضوحا ووجودا في مجتمعاتنا، إلا ان تلك الزيادة في أعداد المرضى لم يواكبها الوعي والاهتمام اللازمان من جانب المجتمع، ونحن في الجمعية الثقافية النسائية الاجتماعية ندرك ان اضطراب الهزائم اضطرابا دائما وان المرضى غالبا غير واعين بالكامل، بل ان الكثيرين منهم قد نسوا أهلهم وأقاربهم، ولكن لا يعني هذا بالمقابل ان ننساهم فمازالت البحوث مستمرة لإيجاد علاج المرض.
بينما دعا رئيس قسم الأعصاب في مستشفى مبارك د.سهيل الشمري الى انشاء سجل وطني لحصر وإحصاء الإصابة بمرض الخرف والزهايمر في الكويت، مما يسهل على المؤسسات الحكومية والطبية وضع خطة لعلاج المرض، واكد ان الزهايمر يظهر بعد سن الـ 65 ويتضاعف كل 5 سنوات لتصل نسبته بين المرضى في سن الـ 80 من 50 الى 70%، متوقعا زيادة نسب الإصابة بالمرض 3 أضعاف مع حلول عام 2050.
وأوضح الشمري ان الزهايمر وان كان مرضا وراثيا الا ان العامل الوراثي للإصابة به لا يتجاوز نسبته 5%، مؤكدا انه من الامراض المكتسبة التي تؤدي الى تدهور في القدرات الذهنية، ولا يظهر أعراضه في الصغر إذ ان فقدان القدرة الذهنية لدى الاطفال يعود لأسباب مرضية اخرى من بينها سوء التغذية.
وكشف الشمري عن دراسات عالمية حديثة اثبتت ان الأشخاص المثقفين اقل عرضه للاصابة بمرض الزهايمر اذ تساعد القراءة على المحافظة على عوامل الخطر التي تؤثر على الدورة الدموية، بينما أكد في المقابل ان الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والكوليسترول تعجل من الإصابة بالزهايمر، وهي عوامل قابلة للعلاج بخلاف الزهايمر لذلك يجب الحفاظ على مستوى السكر والضغط بشكل مستمر لتجنب الإصابة بالزهايمر، مشيرا الى أن برنامج المؤتمر الذي يقام تحت عنوان «آمال وتحديات» يتضمن تنظيم ١٠ محاضرات حول «مرض الزهايمر عوامل الخطر والمؤشرات الحيوية» و«التشخيص والتصوير الوظيفي والخرف في الفص المقدمي»، الى جانب 4 ورش عمل بمشاركة كوكبة من الأطباء المحليين والعالميين.