- 80 مليون حبة «كلور» وزعت على المواطنين في كل أنحاء العراق
- وزارة الصحة العراقية تعمل جاهدة لمنع انتقال «الكوليرا» إلى الدول المجاورة في ظل وجود العديد من الزيارات للعتبات المقدسة
- تنسيق عالٍ بين الوزارات الصحية بين الدول المجاورة من بينها الكويت لمنع انتقال «الكوليرا» عبر الزائرين إلى العراق والعائدين منها
عبدالكريم العبدالله
أكدت وزيرة الصحة العراقية د.عديلة العبودي أن حالات الكوليرا التي ظهرت في العراق هي من النوع البسيط، وقد تمت السيطرة عليها، لاسيما في ظل وعي المواطن العراقي والحملة الإعلامية والتوعوية التي قامت بها وزارة الصحة، ومتابعتها للحالات من خلال الفرق الطبية والأقسام الوقائية في دوائر الصحة كل جميع المحافظات.
وذكرت العبودي في تصريح خاص لـ«الأنباء» أن 95% من حالات الإصابة بالكوليرا في العراق تمت السيطرة عليها، ولا توجد حالات إصابة شديدة بالمرض، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالات وفاة بالكوليرا إلى هذه اللحظة مثبتة مختبريا في العراق.
التوعوية والوقائية وعلى هامش مشاركتها في اجتماع اللجنة الاقليمية الـ 62 لمنظمة الصحة العالمية المنعقد في الكويت، بينت د.العبودي لـ «الأنباء» أن وزارة الصحة في بلادها ركزت على الجانب التوعوي والوقائي لمكافحة الكوليرا، مشيرة الى أن المواطن العراقي اخذ نصيبه من هذه العملية، عبر توعيته باستهلاك المياه صالحة للشرب والمياه النظيفة لغسل الفواكه والخضراوات.
الكلور
وأشارت إلى أن وزارة الصحة العراقية قامت بتوزيع حبوب الكلور على المواطنين، بحيث بلغت 80 مليون حبة وتستعمل حبة لكل 20 ليترا من المياه لتعقيمها، علما أن توزيعها شمل كل رقعة جغرافية واسعة من العراق، وبكل المحافظات، كما تم التركيز على المناطق الريفية والنائية التي تستخدم المياه من الآبار أو المياه المباشرة من النهر، فضلا عن نشر الوعي للمواطنين عبر الفضائيات ووسائل الإعلام العراقية.
وأكدت د.العبودي أن حالات الكوليرا التي ظهرت في العراق ليست بالجديدة، مشيرة إلى أن سببها يأتي نتيجة للظروف التي يمر بها العراق ومنها دخول داعش إلى العراق، وسيطرته على بعض السدود، بالإضافة إلى حالة الجفاف وقلة الأمطار، وقلة الإطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات مما أثر على كمية المياه بهما، وبالتالي قلة مناسيب هذه المياه، وتوقف العديد من مشاريع الماء المزودة للمواطنين مما أدى الى استخدام المواطن العراقي لمياه الآبار لتغطية الحاجة، وهذا بدوره أدى إلى تهيئة الظروف لظهور الحالات.
الدول المجاورة
وشددت على أن وزارة الصحة العراقية تعمل جاهدة لمنع انتقال الكوليرا إلى الدول المجاورة في ظل وجود العديد من الزيارات للعتبات المقدسة من الدول المجاورة إليه مثل إيران والسعودية والكويت وتركيا، وغيرها من الدول الأخرى.
تنسيق
وكشفت عن وجود تنسيق عالي المستوى بين وزارات الصحة في دول الجوار، ومن بينها الكويت بخصوص منع انتقال الكوليرا عبر الزائرين إلى العراق والعائدين منها، مشيرة إلى تقديم جميع الخدمات الطبية لزوار العراق، وبينما شددت على أهمية زيادة الوعي لدى المواطنين، دعتهم في حال شعورهم بأي أعراض من الإسهال أو التقيؤ إلى مراجعة المؤسسات الصحية فورا، مبينة أن علاج الكوليرا بسيط، فبمجرد مراجعة المؤسسة الصحية يقدم للمريض العلاج اللازم من خلال المضادات الحيوية والمغذيات الوريدية والمتوافر في كل مؤسسة صحية في العراق او اي مؤسسة صحية بدول الجوار منها الكويت.
إصابات الكويت
وأشارت الوزيرة العراقية إلى أن الحالات التي تم اكتشافها في الكويت قادمة من العراق بسيطة وتلقت العلاج وتماثلت للشفاء، وذلك بناء على المعلومات التي قدمتها السلطات الصحية الكويتية، ناصحة الزوار القادمين الى العراق بالاهتمام بالماء الصالح للشرب والمعقمة والالتزام بالأطعمة النظيفة.
انتهاؤها
وبينت أن بكتيريا الكوليرا تظهر في جو بيئي محدد، وبعد زواله تتلاشى هذه البكتيريا من خلال انخفاض درجة الحرارة الذي يوقف نموها، متوقعة انتهاءها بعد نهاية الشهر الجاري.
وأكدت أن التنسيق بين وزارتي الصحة العراقية والكويتية مستمر وفي مختلف المجالات، وليس فقط الأمراض الانتقالية، وهناك عمل مشترك بين البلدين في المجال الصحي من خلال فحص الأغذية وفحص الوافدين والزوار الكويتيين القادمين الى العراق، وفحص العراقيين في الكويت، والملتزم بها البلدان ضمن اللوائح الصحية العالمية، كما ان هناك تنسيقا مشتركا مع وزارات الصحة الأخرى من خلال الاجتماعات التي تعقدها منظمة الصحة العالمية، والتي من ضمن أعضائها العراق والكويت وغيرها من الدول الأخرى، علما أن هذه الاجتماعات تتيح الآليات للتنسيق والمتابعة بين الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية.
وقالت إن منظمة الصحة العالمية تعتزم عقد اجتماع في إحدى الدول المجاورة فيما يخص الكوليرا وانتشاره.
شلل الأطفال
وعن شلل الأطفال، كشفت د.العبودي عن عدم تسجيل أي حالة شلل أطفال في العراق منذ عام و6 أشهر، بالتحديد في أبريل 2014، والتي كانت عبارة عن إصابتين من الوافدين إلى العراق من السوريين نتيجة هجرتهم من سورية اثر دخول داعش إلى هناك، مؤكدة وجود حملات مستمرة لشلل الأطفال في العراق، والتي وصلت إلى 14 حملة شملت كل العراق حتى المناطق التي تحت سيطرة داعش، حيث نسقنا مع المحافظات لإدخال اللقاحات للمناطق المسيطر عليها داعش، وبالتالي تمت السيطرة على شلل الأطفال بالعراق.
الكوادر الطبية
ولفتت إلى أن الكوادر الطبية التابعة لوزارة الصحة العراقية متواجدة في جميع انحاء العراق حتى بالمناطق التي سيطر عليها داعش، وتقوم الحكومة بصرف رواتبهم وحقوقهم كعاملين في المؤسسات الصحية العراقية.
اللوائح العالمية
وأشارت إلى أن العراق ملتزم باللوائح الصحية العالمية، ولدينا قوانيننا فيما يتعلق بالجانب الصحي، ولدينا العديد من المشاريع لتطوير الخدمات الصحية في العراق بجميع المجالات.
وعن اجتماع اللجنة الإقليمية، أضافت: نشعر فعلا أننا في بلدنا الثاني الكويت، وبالحقيقة لمسنا حسن الاستضافة، وتنظيما عاليا لاجتماع اللجنة الإقليمية لـ62 التابع لمنظمة الصحة العالمية التي تستضيفها الكويت لوزراء الصحة، وبدأنا اجتماعاتنا التي تناولت مواضيع مهمة، وجل اهتمامها تسليط الضوء على الأمراض الانتقالية وغير من الأمور الصحية الأخرى، وتضمن الاجتماع موضوع الكوليرا والأمراض الأخرى، ومواضيع الضمان الصحي، واستخدام تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى موضوع سلامة الغذاء وتداوله في البلدان، ودور منظمة الصحة العالمية في هذا المجال، كما سيتناول الاجتماع خلال الأيام المقبلة مواضيع أخرى تتمثل بصحة العاملين وايبولا والإنفلونزا الموسمية والكورونا، بالإضافة إلى الأمراض الانتقالية وغير الانتقالية، فضلا عن التدخين ومضاره، وغيرها من المواضيع المهمة التي تهتم بها منظمة الصحة العالمية وإقليم شرق المتوسط.
صحة الكويتي هي صحة العراقي
واختتمت د. العبودي لقاءها معنا بشكر الكويت على استضافتها اجتماع اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية الـ62 في الكويت، والحفاوة وحسن الاستقبال الذي تلقيناها في هذا البلد العزيز الذي نعتبره بلدنا الثاني، معتبرة صحة المواطن الكويتي هي من صحة المواطن العراقي، وتعاوننا مع الوزارات من خلال هذا الاجتماع سيمنع الإصابة بأي مرض.