-
تخوف الكويتيين من الأطباء النفسيين يرجع إلى زيارة غير المختصين في المجال النفسي
-
التطرف الفكري والديني يزيد في المجتمعات التي لا يطبق فيها القانون ونحن بفضل الله لدينا في الكويت «دستور» ينظم القوانين ولكن يجب تطبيقها
أكد الأستاذ المساعد في علم النفس السريري بجامعة الكويت ومدير مركز السور للاستشارات النفسية د.نايف المطوع أن بعض أسباب الإصابة بالاضطرابات النفسية في البلاد قد تعود إلى الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت الحبيبة، وذلك لأنه منذ الغزو في التسعينات هناك أشخاص نسميهم جيل الثلاثينات حاليا عاشوا تلك المرحلة، ولديهم بعض الاضطرابات النفسية اثر عيشهم تلك المرحلة التي أحسوا فيها بعدم الأمان وتربوا من أهال زامنوا هذه المرحلة. ولفت د.المطوع في حوار مع «الأنباء» إلى أن أسباب تخوف الكويتيين من الأطباء النفسيين يرجع حسب الدراسات إلى زيارة عدم المختصين في هذا المجال، داعيا أي مريض إلى زيارة الأطباء المختصين والحاصلين على شهادات عليا في هذا التخصص، كما انه من الضروري السؤال عن الأطباء النفسيين قبل الذهاب اليهم من حيث الشهادات العلمية والخبرة في هذا المجال، واين درس ومن اين حصل على شهادته وهل رخص أو حصل على زمالة بالدولة التي درس بها. وقال إن التطرف الفكري والديني ليس وليد الإسلام، بل هو شيء عالمي، مؤكدا أن هذا النوع من التطرف يزيد في المجتمعات التي لا يطبق فيها القانون، ونحن بفضل الله لدينا في دولة الكويت «دستور» ينظم القوانين في الدولة وكلما طبق القانون قل التطرف. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
عبدالكريم العبدالله
ما رأيك بالنسبة الاجراءات التي أعلنتها وزارة الصحة بخصوص الاضطرابات النفسية في البلاد؟
٭ منظمة الصحة العالمية أكدت أن كل شخص من ٥ أشخاص لديه اضطرابات نفسية بما يعادل ٢٠% عالميا، ولتصنيف الاضطرابات النفسية «الاكتئاب ـ القلق» كمرض نفسي يجب أن يمر على تاريخ الإصابة ما يقارب ٦ شهور، علما أن هناك اشخاصا يصابون بتلك الاضطرابات لفترة قصيرة، ومن ثم يذهب عنهم، وهؤلاء لا يصنفون بمرضى نفسيين، وكل شخص يمر بضيقة من الممكن أن تصيبه الاضطرابات النفسية، وهنـــــا في دولة الكويت تم اعــــــلان الاحصائية والتي تقدر بـ٣٠%، والتي قد يرجع معظم أسبابها إلى الغزو العراقـــــي على دولة الكويت.
ومنذ الاحتلال العراقي الغاشم على دولة الكويت في التسعينات هناك اشخاص نسميهم جيل الثلاثينات حاليا عاشوا تلك المرحلة، ولديهم بعض الاضطرابات النفسية اثر عيشهم تلك المرحلة التي اشعرتهم بعدم الأمان، وفي ذلك الوقت قام الديوان الأميري مشكورا بالقيام بحملات توعوية عن المشاكل النفسية التي تحدث نتيجة الغزو، وتم تأسيس مكتب الانماء الاجتماعي لقبول الحالات، علما أن أغلبية الاضطرابات النفسية كانت قبل الغزو، وأثناءه زادت تلك الاضطرابات ليعيشها البعض على أن أسبابها الاحتلال الغاشم.
ما رأيك بحملة «تقبل» التي اقامتها وزارة الصحة لإزاحة وصمة العار عن المريض النفسي؟
٭ حملة «تقبل» ممتــــازة جدا، وقمــــت بالمشاركـــــة فيها بالمجمعــــــــــــات التجاريـــــة، واستقطبنا العديد مـــــن الجمهور فيهـــا.
الخوف
لماذا يخاف المرضى النفسيين من الأطباء النفسانيين؟
٭ هناك دراسة قامت بها الجامعة الأميركية في دولة الكويت قام بها الدكتور نيك سكول عن تخوف الكويتيين من الأطباء النفسانيين، حيث أظهرت الدراسة أن اكثر الأسباب يعود إلى زيارة غير المختصين في هذا المجال، مما يعمم على الأطباء الآخرين، وندعو أي مريض زيارة الأطباء المختصين والحاصلين على شهادات عليا في هذا التخصص، ومن الضروري السؤال عن الأطباء النفسيين قبل الذهاب اليهم من حيث الشهادات العلمية والخبرة في هذا المجال، وأين درس ومن أين حصل على شهادته، وهل كان حاصل على رخصة أو زمالة بالدولة التي درس بها بالإضافة إلى الراحة النفسية للطبيب.
لماذا زاد العنف في البلاد بنظرك؟
٭ أسباب العنف متعددة، والدراسات تشير إلى أن تولد العنف والعصبية لدى الأطفال نتيجة عدم التربية السليمة من قبل الأهالي، وعدم وجود قوانين منظمة للحياة، وعدم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وكذلك هو المجتمع مادام هناك عدم وجود لتطبيق القوانين فتخلق بيئة فيها العنف والعصبية.
ومن اكثر المشاكل التي تولد العصبية والعنف في المجتمع لدينا هي «قلة النوم» مما يسبب الاكتئاب ويزيد من العنف والعصبية، وافضل النوم جيدا لتجنب هذا الشيء، هذا بالإضافة الى تربية الأولاد من قبل العمالة المنزلية، والتي لا تهتم بتربية الاطفال، وغيرها من الأسباب الأخرى، وبالنهاية وبمجمل الحديث ظاهرة العنف والعصبية منتشرة في المكان الذي لا يطبق له القانون، وعند تطبيقه فسنجد تلك الظاهرة تنقشع تدريجيا، وبالنهاية «من أمن العقوبة أساء الأدب».
الطلاق
ما سبب انتشار الطلاق في البلاد؟
٭ أسباب الطلاق مختلفة، ومنها النفسية، كما أن هناك اشخاصا يجبرون على الزواج، واخرين صغار عليه، وبالنهاية هناك عديد من الأسباب، وننصح بالإرشاد الزواجي قبل الزواج وذلك لما له اثر في اندماج الحياة الزوجية مستقبلا، ويجب أن يكون الإرشاد بمعرفة احتياجات الطرفين، ومفهومهما للحياة الزوجية، وعدم التزام الزوجين واندماجهما في الزواج سيجعل الأولاد فريسة لـ «الانحراف» أو «التطرف الفكري».
تطرقت إلى التطرف الفكري.. فما هو الوجه النفسي لهذه المرحلة؟
٭ التطرف الفكري والديني ليس وليد الإسلام، بل هو شيء عالمي، ويزيد هذا النوع من التطرف في المجتمعات التي لا يطبق فيها القانون، ونحن بفضل الله لدينا في دولة الكويت «دستور» ينظم القوانين في الدولة.
ما هي اكثر الحالات النفسية التي تراجع لديك أو منتشرة في المجتمع الكويتي؟
٭ القلق والاكتئاب اكثر الحالات النفسية المنتشرة في دولة الكويت، كما هما ذاتهما في المركز، علما أن اكثر المخاوف (الفوبيا) التي تم علاجها بمركزنا، وهو مركز السور للاستشارات النفسية هو الخوف من قيادة السيارة، ثم الخوف من الطيران وثم الخوف من الأماكن المغلقة.
ما رأيك في إدخال الفحوصات النفسية ضمن فحوصات الزواج؟
٭ إدخال الفحوصات النفسية قبل الزواج مهم جدا، وذلك لاستمرار الحياة الزوجية.
ما هو الجديد لديكم بالمركز؟
٭ مركز السور للاستشارات النفسية هو مركز مختص لتقديم خدمات كاملة ومرخصة مهنيا لتقييم تشخيص وعلاج المشاكل النفسية والاجتماعية والتعليمية، وبالنسبة للجديد في المركز هو ادخال مركز لصعوبات التعلم ومركز للتأخرات التنموية مثلا التوحد والداونز وغيرها، فضلا عن استضافة مختصين في الاستشارات النفسية، وانا شخصيا حاصل على عدة شهادات ومنها شهادة من نيويورك في العلاج السلوكي المعرفي، وتم استخدامه في اقامة الدورات للأطباء حول كيفية التحكم في الإجهاد.
كما أن لدينا معالجين مرخصين للمساعدة في معالجة نقص الانتباه واضطراب فرط النشاط والإدمان والغضب والقلق واضطراب ثنائي القطب، فضلا عن الألم المزمن وحل النزاعات والاكتئاب واضطرابات الأكل والحزن والوساطة والوسواس القهري ونوبات الذعر والرهاب والعلاقة والقلق الاجتماعي والإجهاد والصدمة، هذا بالإضافة إلى أن المركز يقدم علاج الاستجابة العصبية من خلال استجابة التخطيط الدماغي الذي يعتبر علاجا يستعمل ارتباط العقل والجسم لعلاج أمور نفسية عديدة.
ما هي الفئات التي تعالجونها في المركز؟
٭ يقدم معالجونا في مركز السور للاستشارات النفسية المساعدة للأطفال والمراهقين والبالغين والأسر والأزواج والجماعات.
هل تتبعون البرتوكولات العالمية في العلاج النفسي بالمركز؟
٭ نعم يتبع مركز السور البروتوكولات والمبادئ التوجيهية الأخلاقية بأفضل أساليب الممارسة كما هو منصوص عليه في رابطة علم النفس الأميركية، علما بأن الخدمات التي يقدمها المركز تعتبر سرية ومهنية، ولدينا ٢٢ معالجا يقدمون اشكالا متعددة من العلاج بلغات مختلفة
ما هي الخدمات التي تقدمونها للأطفال؟
٭ يمكن لمركزنا أن يقدم التقييم والتشخيص والتدخل لمراجعة صعوبات التعلم والمسائل المتعلقة بالسلوك والتحصيل الأكاديمي، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من القضايا الأخرى في مرحلة الطفولة، ولدينا تعاون مع الآباء والمعلمين والعاملين في المجتمع حسب الحاجة من اجل ايجاد الحل الأفضل للطفل، كما يستعمل اخصائيونا العلاج باللعب والعلاج السلوكي والعلاج التسري وعلاج الاسترجاع العصبي في بيئة متعددة التخصصات لتنفيذ استراتيجيات النجاح، ولدينا ايضا فريق من اخصائيي الاطفال والمراهقين مستعد لمساعدة الأطفال على التغلب على القلق المصاحب لاداء الامتحانات وتطوير مهارات الدراسة الحيدة وتعليم كيفية زيادة التركيز وتعليم مهارات المساعدة الذاتية لتصبح ادوات متاحة للطفل في اية حال.
هل لديكم مواقع على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الجمهور؟
٭ نعم لدي موقع على «انستغرام» للتواصل مع الجمهور وهو drnaif@.
تطبيق القانون
أكد د.نايف المطوع أن تطبيق القانون يساهم بالقضاء على الاضطرابات النفسية، كون الأشخاص يعيشون بأمن وأمان بدون الخوف أو القلق من حدوث أي مشاكل، ووجود القانون سيعطي الحقوق لأصحابها.
العنف
أشار د.نايف المطوع إلى أن هناك دراسات اميركية تشير إلى أن مشاهدة الاطفال لأفلام تحتوي على عنف ستزيد من نسبة العنف لديهم عند سن التاسعة عشرة، وهذا ينطبق ايضا على ألعاب الفيديو.
التسامح
دعا د.نايف المطوع إلى تطبيق مفهوم «التسامح» بين أفراد المجتمع للقضاء على ظاهرة العنف في المجتمع، بالإضافة إلى تعليم أساليب إدارة الغضب والعصبية لكبح تلك الظاهرة، فضلا عن تطبيق القانون.
الانتباه
نصح د.نايف المطوع أولياء الأمور بالانتباه لأولادهم، وذلك لمنع الأيادي الخفية أو التطرفية من العبث بهم وجرفهم إلى التطرف الفكري أو المخدرات، داعيا إياهم بإحسان العلاقات بين الأولاد ووالديهم.