عبدالكريم العبدالله
دعا المحاضرون في ندوة الجمعية الطبية، الشعب الكويتي إلى الاتحاد والتلاحم وتعلم الصبر من دروس الغزو العراقي الغاشم، مؤكدين أن حب الكويت ومصلحتها والانتماء إليها يجب أن توضع فوق المصالح الشخصية.
وذكروا خلال الندوة التي أقيمت بعنوان «دور القطاع الطبي خلال فترة الاحتلال» أن بطولات الكويتيين أثناء العدوان يجب أن تدرس في المناهج التعليمية، ويجب الاستشهاد بها في كل زمان ومكان.
بدوره، قال وزير الصحة الأسبق ومدير منطقة الصباح الطبية أثناء فترة الاحتلال د.محمد الجارالله إن بداية الغزو كانت «صدمة» لجميع الكويتيين، وكانت صدمة للقطاع الصحي الذي صمد حتى النهاية في ظل انهيار جميع مؤسسات الدولة، مضيفا أن القطاع الصحي ظل صامدا وكان يوصل لحكومة الكويت بالخارج جميع القرارات الإدارية العراقية عن طريق المقاومة الكويتية أو بعض الأطباء الأجانب الذين يغادرون البلاد لكي يعرفوا جميع التحركات العراقية داخل البلاد.
وذكر د.الجارالله أنه تم إنشاء عيادات جراحية في سراديب المنازل بعدة مناطق سكنية لعلاج جرحى المقاومة، علما ان بعض المستوصفات كانت تعمل بأطباء كانوا يقطنون بالمناطق التابعة المستوصف، والبعض الآخر تم إيقافها. بدوره، قال وكيل وزارة الصحة الأسبق ومدير منطقة الفروانية الصحية خلال فترة الاحتلال د.سليمان الفلاح إن الحالة النفسية التي تعايشنا معها خلال الغزو كانت مأساوية، وذلك لان التعامل كان مع مؤسسات عسكرية لها نمطها الخاص، وكان أخطرها المخابرات العراقية التي لا تعرف سوى الموت.
وأضاف أن العدوان أدى إلى تطفيش الأطباء الأجانب وتخويفهم مما اثر على الخدمة الصحية خلال فترة الغزو، مبينا أن الغزو العراقي الغاشم اظهر معدن الرجال والوحدة الوطنية، نسأل الله أن لا يعيده، ويحفظ بلادنا من كل شر.
من ناحيته، قال وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة العامة الأسبق ومدير مستشفى مبارك الكبير خلال فترة الاحتلال د.يوسف النصف، إن الجمعية الطبية كان دور كبير أثناء الغزو العراقي الغاشم في خدمات وزارة الصحة، حيث كان التجار الكويتيون وأعضاء جمعية الهلال الأحمر الكويتي يقومون بتخزين المواد الغذائية في الجمعية لتوزيعها على المستشفيات.
أما رئيس الجمعية الطبية د.أحمد ثويني العنزي، فعبر عن شكره وفخره بالبطولات التي قام بها العاملون في القطاع الصحي، لافتا إلى أن الغزو أظهر رجالا خاطروا بحياتهم من أجل هذا الوطن الحبيب، داعيا إلى تدريس بطولات الكويتيين أثناء الغزو لتكون منهجا وقدوة للأجيال القادمة.