مريم بندق
عممت وزارة الصحة نفيا لما انفردت «الأنباء» بنشره اليوم الجمعة 15 فبراير الجاري عن وجود نقص في دواءين بمستشفى مبارك وهو مستشفى كبير ورئيسي، وذكرت «الأنباء» ان الدواءين الناقصين هما دواء البروتون للمعدة ودواء البيبي اسبرين لمنع الجلطات القلبية والجلطات الدماغية.
بداية، توضح «الأنباء» ان الخبر المنشور اليوم على الصفحة الثانية من عدد الجريدة الورقي تضمن جزأين، الجزء الأول يتعلق بسحب وزارة الصحة دواء الأسبرين 81 وارد الإمارات وتحذير المرضى الذين صرف لهم سواء من مستشفى مبارك او من الصيدليات الخاصة المحلية من أخذه، والجزء الثاني من خبر «الأنباء» يتعلق بنقص دواءين في صيدلية مستشفى مبارك هما دواء بروتون للمعدة ودواء بيبي اسبرين لمنع الجلطات القلبية والدماغية.
نشرت «الأنباء» سحب وزارة الصحة دواء الاسبرين 81 والوارد من الإمارات والذي صرف على مستوى بعض المستشفيات والصيدليات والحظر من أخذه ينطلق من الحرص على صحة المرضى الكويتيين والوافدين والذين بعضهم صرف له هذا الدواء، وحسنا فعلت وزارة الصحة عندما أكدت في ردها على جزئية سحب الدواء، حيث تضمن ردها «أن الدواء جسبرين (اسبرين 81 وارد الإمارات) تم سحبه من القطاعين الأهلي والحكومي حرصا على صحة وسلامة المرضى، وذلك بناء على سحبه في دولة المنشأ بسبب عدم التزام الشركة بتطبيق القواعد الإرشادية لمجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخاصة بالدراسات الثباتية للمستحضرات الصيدلانية» ونحن بدورنا في «الأنباء» نثمن اعتراف وتأكيد وزارة الصحة على سحب دواء الاسبرين 81 وارد الإمارات «إذ يتفق هدف الوزارة مع هدفنا وهو مصلحة المرضى».
أما ادعاء وزارة الصحة في الرد ذاته عن انه تم توفير الدواء البديل له وهو الدواء الأصلي من شركة باير الألمانية فتؤكد «الأنباء» للأسف الشديد هذه المعلومة غير حقيقية ووزارة الصحة جانبها الصواب، فلم يتم توفير البديل الأصلي في صيدلية مستشفى مبارك.
ونحن في «الأنباء» ما كنا نود ان نقول ذلك ولكن فضلنا نشر الحقيقة لأن مصلحة المرضى فوق اي مصلحة فردية لمن كتب أو وافق أو أعطى هذه المعلومات الخاطئة وأيضا لمن سمح بالنشر والتعميم.
وتستطرد وزارة الصحة في ردها «أما الدواء الثاني الذي تم ذكره - ذكرنا في «الأنباء» انه دواء البروتون للمعدة - فإنه متوافر بكمية مناسبة وبدائل متعددة لا نقص فيه في المستودعات الطبية».
وللأسف أيضا هذه المعلومة غير صحيحة لأنها لو صحيحة فلماذا لم تقم مستشفى مبارك بصرف الدواء الثاني وهو دواء البروتون للمعدة الذي تدعي وزارة الصحة انه متوافر بكمية مناسبة، وأيضا لم يتم صرف اي بديل مناسب للمرضى».
وتتساءل «الأنباء» في ظل توافر دواء البروتون في المستودعات، كما يتضمن رد الوزارة - فنحن نفترض المصداقية - لماذا تأخرت المستودعات عن توفيره في صيدلية مستشفى مبارك؟
والآن «الأنباء» تؤكد حقيقة ما انفردت بنشره من عدم توافر الدواءين «البروتون» و«البيبي اسبرين»، حيث قامت مستشفى مبارك بتحمل المسؤولية وسلمت المرضى مستندا رسميا بعنوان «وصل تسلم دواء» حفاظا على ضمان تسليمهم الدواءين الناقصين يفيد بنقص الدواءين «البروتون للمعدة» والبيبي اسبرين للقلب». ويوضح المستند الذي تنشره «الأنباء» ان موعد الطلبية القادم 19 فبراير اي الثلاثاء المقبل بعد عدة أيام من موعد صرف روشتة الأدوية للمرضى، حيث يبين الإيصال ذلك.
و«الأنباء» تتساءل عن جدوى نفي حقيقة وجود نقص في الأدوية على مستوى مستشفى مبارك.. وما فائدة النفي؟ بعد ان كشفت المستشفى في إيصال رسمي وجود النقص وأن موعد توفير الطلبية القادم الثلاثاء المقبل 19 فبراير.
والتزاما بالقسم الطبي وحقوق المريض تجب محاسبة من أعد نفي وزارة الصحة غير الحقيقي ومطالبته فورا بالاعتذار عن إخفاء الحقيقة أو عدم التمكن من الوصول للحقيقة والعمل على اكتشاف من وراء هذا النفي غير الحقيقي.
ويبقي السؤال الأهم: كيف توصل من كتب وعمم النفي إلى عدم وجود نقص في أدوية مستشفى مبارك ويوم الجمعة منشور خبر نقص الدواءين في «الأنباء»؟ والصيدلية مغلقة؟ هل يمارس عمله تلفونيا؟ هل خدمة المرضى التي يؤكد في رده انها تتم على مدى 24 ساعة تتم تلفونيا؟
إن عدم التشدد في مواجهة السلبيات ومحاولة إخفائها ستؤدي الى المزيد من السلبيات في مرفق حساس تسخر له الحكومة أكبر الميزانيات الأساسية والإضافية وعلى وزير الصحة ووكيل الوزارة مواجهة هذه التصرفات بإجراءات إيجابية تسهم في تقليل السلبيات تدريجيا التي توضحها «الأنباء» وستلتزم بتوضيحها من الآن فصاعدا، وبهذه الخطوة تصبح الوزارة هي الفائزة بتقديم خدمات طبية تليق بالميزانيات الضخمة المرصودة لها.