عبدالكريم العبدالله
اعلن وزير الصحة السعودي د.توفيق الربيعة عن تنسيق مستمر ومباشر مع وزارات الصحة بدول مجلس التعاون عبر مكاتب اتصال اللوائح الصحية الدولية في تلك الدول فيما يخص مواجهة فيروس «كورونا».
وقال الربيعة في تصريح لـ «الأنباء» ان هناك تعاونا مع وزارات الصحة الخليجية لمراقبة تنقلات المخالطين للحالات الإيجابية بفيروس «كورونا» ومشاركة المعلومات حول الإصابات المكتشفة بشكل مستمر، مبينا ان الإصابات بالفيروس سجلت في 27 دولة حول العالم، الا ان معظمها مسجل في دول شبه الجزيرة العربية، لافتا الى ان الإجراءات المطبقة في المملكة للتعامل مع هذا المرض تتلخص في الرصد المستمر لحالات الاشتباه والابلاغ عنها وفحصها مخبريا وتطبيق الإجراءات الوقائية في المجتمع وفي المنشآت الصحية التي تشمل الفرز والعزل التنفسي وحصر المخالطين وتقييمهم ومتابعتهم والتنسيق مع وزارة البيئة والزراعة لفحص الإبل في مكان الإصابة المحتمل وعزل الإيجابية منها.
وأضاف: يشرف مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة وفروعه في المناطق المختلفة على هذه النشاطات وينسق جهود الرصد والاستعداد والاستجابة للطوارئ الصحية المتعلقة بهذا المرض وغيره وتعمل مختلف الجهات ذات العلاقة مع وزارة الصحة على خفض مخاطر التعرض لهذا المرض عبر اخراج احواش وحظائر الإبل خارج النطاق العمراني والتشديد على منع التداول العشوائي للمنتجات الحيوانية وتطبيق حزمة من الإجراءات في أسواق الإبل والمسالخ ومحلات بيع اللحوم.
واكد استعداد وزارة الصحة السعودية لموسم الحج والعمرة، مشيرا الى ان الوزارة تستخدم اثناء الحج نظام «الاستقصاء الوبائي الالكتروني» للإبلاغ عن الامراض المعدية ذات البعد الوبائي، كما يتم التنسيق مع البعثات الطبية المرافقة للحجاج من مختلف الدول في عملية الترصد والابلاغ، حيث يتم العمل منذ اشهر طويلة قبل الحج على تجهيز المنشآت الصحية للتعامل مع حالات الاشتباه بالأمراض المعدية التنفسية بشكل عام، وتوفير غرف العزل التنفسي واسرة العناية المركزة، مشيرا الى وجود شروط لحصول المكلفين للعمل بالحج على رخصة المهارات الاساسية لمكافحة العدوى «بكسل» والتي تشمل التدريب على اساسيات المكافحة والحماية الشخصية والحصول على لقاحات الانفلونزا والحمى الشوكية.
وأوضح انه منذ ظهور فيروس كورونا عام 2012 لم يسجل أي حالة إصابة بهذا المرض بين الحجاج، لافتا الى ان الإجراءات الاحترازية التي تنفذها المملكة هي منع تواجد الإبل في مناطق الحج والعمرة لأي غرض والاستعاضة عنها في الاضحية والنسك خلال موسم الحج بموجب فتوى صادرة من هيئة الإفتاء، معلنا التطلع لتعزيز الخدمات الوقائية لمواطني دول المجلس، وخلق القيمة المضافة لهم في رفع جودة حياتهم وتحسين معدلات أعمارهم.
وتابع: القطاع الصحي في العالم يشهد تحولا هاما في الانتقال من مفهوم علاج الأمراض الى مفهوم الوقاية منها، حيث أضحت الإجراءات الرامية إلى تعزيز صحة الناس بتحسين سلوكياتهم، علما ان الارتقاء بثقافتهم تحظى باهتمام أكبر في سياسات الصحة العامة دوليا عبر تبني استراتيجيات تعزيز الصحة والطب الوقائي التي اثبتت جدواها في تحقيق الأمن الصحي للأفراد والجماعات.