- د.عبدالرحمن العوضي إنسان غير عادي بكل المقاييس ومثل هؤلاء القادة لا يتواجدون كثيراً بأغلب دول العالم
- الطب أصبح غالياً على الفقراء ونسبة من لا يستطيعون توفير العلاج تزداد والحل الأمثل في الطب البديل كمساند للغربي
- 500 امرأة تكتشف إصابتها بسرطان الثدي سنوياً في الكويت ومتوقع زيادة النسبة سرطان البروستاتا في المركز الأول للإصابة بين الرجال ونسبة الشفاء منه تزيد على 85%
- الصحة مسؤولية مشتركة بالوطن وجمعيات النفع العام لها دور كبير فيها
- 60 % نسبة الشفاء من الأمراض السرطانية وستصل إلى 75 % بحلول 2025
- أعمل حالياً على بحث سأقدمه خلال شهر لمجلة رابطة الأدباء الكويتية عن علاقة المتنبي بالطب
- لي 4 مجاميع قصصية قصيرة منذ 15 عاماً ووزارة الثقافة السورية قامت بالكتابة عنها وذكرتها في ملخص الثقافة في الكويت
- «كان» أجرت استبياناً مبدئياً قبل انطلاقها أثبت ارتفاع معدل الوعي بالأورام من 20% إلى 50% مؤخراً
حنان عبدالمعبود
قال رئيس قسم العلاج الإشعاعي والأورام استشاري الأورام ورئيس الحملة الوطنية لمكافحة مرض السرطان «كان» د.خالد الصالح ان هناك زيادة لمعدل الوعي حول الأمراض السرطانية بشكل تدريجي منذ انطلاق عمل حملة «كان» من 20 الى 50%، وأن توعية المجتمع بعوامل المخاطرة يمكن من خلالها تلافي 30% من الأمراض السرطانية بسبب الوعي بعوامل الخطورة.
وأكد الصالح في لقاء اختص به «الأنباء» ان نسبة الشفاء من إجمالي الأمراض السرطانية في الكويت بلغت 60%، وأن العالم يأمل زيادة الشفاء من الأمراض السرطانية بنسبة 75% عام 2025.
وأشار الى العلاج اصبح غاليا على الفقراء وان نسبة غير القادرين على توفير العلاج في العالم تزداد عاما بعد آخر، وأن الحل الأمثل هو اللجوء الى الطب البديل كمساند للطب الغربي.
وأوضح ان هناك حوالي 500 امرأة تصاب بمرض سرطان الثدي يتم اكتشافها كل عام في الكويت، متوقعا ارتفاع هذا العدد، موضحا ان حملة «كان» أجرت استبيانا مبدئيا قبل انطلاقها أثبت ارتفاع معدل الوعي بالأورام من 20% الى 50% مؤخرا.
وحول علاقة حملة «كان» بوزارة «الصحة»، قال انها علاقة تكاملية، وليست تنافسية، فلكل منها أهدافها التي تسعى إليها، من أجل صحة الإنسان.
وللدكتور خالد الصالح أعمال أدبية مشهور بها، لا تخفى على الجميع تطرق اليها خلال تفاصيل اللقاء التالي:
بداية، نعلم ان هناك جانبا أدبيا في شخصيتكم، هلا حدثتنا عنه؟
٭ هذا صحيح، فأنا عضو في رابطة الأدباء منذ ما يقارب 30 عاما، وكانت لي محاولات قصصية، ولي 4 مجاميع قصصية قصيرة منذ 15 عاما، وقد قامت وزارة الثقافة السورية بالكتابة عنها وذكرتها في ملخص الثقافة في الكويت، وقامت بنشرها عدة دور نشر، منها مطبعة الخط ودار سعاد الصباح ومكتبة الربيعان. وهذه المجاميع كانت محاولات مني، لأنني من محبي الأدب الممزوج بروح الطب، وقد اعتمدت التفاعلات النفسية في مجال القصة القصيرة لأن هذا الجانب غير مشهور في مجالات القصص القصيرة إلا عند بعض الرواد، ولهذا نجد ان أغلب القصص القصيرة في بعض حبكاتها تكون ذات بعد نفسي وتنتهي عادة بنوع من المفاجآت في نهاية القصة، وانا أحب هذا الأسلوب لأنني متأثر فيه بالكاتب الانجليزي «موم» الذي كانت أشهر قصصه تنتهي بالمفاجآت.
ومازلت أكتب. وأحيانا أكتب قصصا لرابطة الأدباء في الكويت الذين يقومون بنشرها في الرابطة، وحاليا اعمل على بحث سأقدمه خلال شهر لمجلة رابطة الأدباء الكويتية عن علاقة ابو الطيب المتنبي بالطب، فأبو الطيب حينما خرج من أرضه هائما في دول العالم كان أكثر ما يخشاه ان يصبح جسده سقيما لأنه كان يعلم انه لن ينفعه احد إلا الصحة، فكانت لديه اهتمامات للمحافظة على صحته. ومثل هذه الأمور تعطينا كيف تفاعل المتنبي مع الطب، ولهذا أردت ان ازرع وردة في حقل المتنبي المليء بالأشجار في كل الجوانب، وربما علاقة المتنبي بالطب مجال جديد ويشكل اضافة جديدة الى غابة مليئة بالاشجار التي كان الباحثون عن المتنبي يتكلمون في كل جانب منها.
أي الجانبين تراه أو تفضل ان يكون غالباً على شخصيتك، الطب أم الأدب؟
٭ حقيقة ان الجانبين مختلفان، فأنا طبيب، والحمد لله ما زالت صحتي تساعدني على ممارسة الطب وأتواجد في العيادة اكثر وقت ممكن، وهذا عملي الذي أحبه وأعتقد انني أتقنه منذ وقت طويل، بينما هواية كتابة القصة هي سابقة للطب، وحسبما أتذكر منذ زمن حينما كنا طلبة صغارا كانت لدينا ما تسمى بحصة المكتبة والتي كنت أجد فيها ضالتي. وهذه الأنشطة كانت بمنزلة فرز للطلبة من الصغر حيث حصة المكتبة كان 90% لا يقرؤون، وهذا ليس عيبا، حيث كان هذا العدد يتجه الى الرياضة، وبدورهم نجد ان 50% منهم لا يمارسون الرياضة وهو ايضا ليس عيبا، حيث هناك مجالات أخرى للمواهب مثل الرسم والموسيقى وغيرها وكان لي أصدقاء يحبون الرسم وحينما كبروا اصبحوا مبدعين في هذا المجال، بينما كنت أجد سعادتي بالمكتبة حينما أجلس واقرأ بينما أصدقاء آخرون كانوا يعشقون الرياضة وايضا تألقوا وخرج منهم الكثيرون الذين اثروا الجانب الرياضي في الكويت، ولهذا أرى من الضرورة إعطاء الفرص لمواهب الطلبة وليس حينما يرون ان 90% من الطلبة غير مهتمين بالمكتبة يقومون بإغلاقها. وكنت أحب الأدب منذ صغري وبدأت في الكتابة في سن صغيرة حيث كانوا يحفزوننا بعمل مسابقات.
حملة «كان»
ما تقييمك للحملة الوطنية لمكافحة مرض السرطان «كان» منذ انطلاقها والى الآن؟
٭ بالطبع شهادتي للحملة مجروحة بحكم انني أحد أعضائها، ولكننا بذلنا جهودا كبيرة، وارى ان الحملة الوطنية لمكافحة السرطان «كان» حققت جزءا كبيرا مما كانت تصبوا إليه، فهي لا تتنافس مع وزارة الصحة فيما يتعلق بأهداف مكافحة الأمراض السرطانية، وانما هي تأخذ جزءا من هذه الأهداف.
ومنظمة الصحة العالمية حينما تناولت الأمراض المزمنة وعملت ما يسمى بالتنمية المستدامة واهدافها، وضعت أمراض السرطان من الأمور المهمة بها، وطالبت بأن تتم مكافحة الأمراض السرطانية على وجوه عديدة منها عمل احصائيات دقيقة على المستوى الوطني، وهذا من مسؤوليات وزارة الصحة، وكذلك الوقاية وهي مسؤوليات الحملات التوعوية التي تقوم بها بشكل افضل من الجهات الحكومية برأيي.
وأخذنا في الاعتبار ان الصحة مسؤولية مشتركة، فالدستور في الكويت لم يقل ان الصحة مسؤولية وزارة الصحة، وانما مسؤولية الوطن وجمعيات النفع العام لها دور في هذين الأمرين، الوقاية أولا: وهو من أهداف التنمية المستدامة، وثانيا: الكشف المبكر، بينما العنصر الثالث: تقديم الدعم النفسي للمرضى.
وكيف بدأت في هذا الأمر؟
٭ جعلنا الوقاية على أمرين ان تظهر للجمهور ان مرض السرطان مرض غير قاتل، وركزنا على الوصول الى تغيير نمط الفكر المرتبط ببرمجة العقل تجاه مرض السرطان حيث نرى الوصول الى مرحلة ان يؤمن الجميع ايمان اليقين بأن السرطان مرض مزمن وليس مرضا قاتلا، ونحرص على هذا الأمر، لأنني كطبيب في العيادة منذ 30 عاما كنت في البداية أرى المرضى الذين يراجعون العيادة كثيرا منهم يأتون متأخرين، واجد ان لديهم الانطباع بأنهم شعروا بأعراض قلقوا منها وربطوها بالسرطان.
وكان اليقين ان الموت قادم لا محالة فدخل المريض في أعراض الإنكار حتى يوازن من الناحية النفسية، ففي تفكيره انه ينكره ويعيش لأشهر مرتاحا افضل من التأكد والتعب والنهاية، وكل هذا بسبب الفهم الخاطئ لمرض السرطان، ولهذا وضعنا العامل الاول هو الوقاية.
وحملة «كان» حينما بدأت قام الأستاذ في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي أحمد بوزبر والذي يدير برامج وضع استراتيجيات على مستوى دولي، وضع استراتيجية «كان» وكان هدفه بفكرة واضحة ان نضع استراتيجية تنفيذية قابلة للتطبيق وليس استعراضا.
وإلى أي مدى طبقتم هذه الاستراتيجية؟
٭ المدى هنا تقيسه وسائل القياس التي وضعها من وضع الاستراتيجية، حيث ان الاستراتيجية نفسها تتضمن أدوات القياس، فهناك تغذية راجعة وتقييم سابق لابد منه، وللتقييم قمنا بعمل استبيان عن طريق مؤسسة خارجية للإجابة عن سؤال «هل مرض السرطان قاتل؟».
ففي البداية وقبل انطلاق حملة «كان» كانت 80% من الإجابات بنعم، قاتل وليس له شفاء، وبعد عامين من المبادرة قمنا بنفس الاستبيان وجدنا تغيرا، حيث النسبة نزلت الى 65% وبعدها بعامين آخرين نزلت الى 50% وصلنا الى ان 50% من الشعب الكويتي يعتقد ان المرض قاتل والاستمرار في دفع المجتمع الكويتي سنجد هناك نقصا مستمرا في مفهوم كون المرض قاتلا، وهو ما يسمى التقييم المسبق، والتقييم اللاحق. ففي كل دورة او برنامج في حملة «كان» نقدم بعض الأسئلة للجمهور الذين يحضرون المحاضرات، وهي أسئلة عامة وبعد انتهاء المحاضرات او ورشة العمل نعيد عليهم نفس الأسئلة ونرصد مدى استفادتهم او تبقت الاجابة نفسها، مثل سؤال هل التدخين سبب أساسي للاصابة بأمراض سرطانية مختلفة منها سرطان الرحم عند النساء وليس سرطان الرئة فقط كما هو معروف؟ في السابق كانت الإجابة أغلبها بـ«لا نعرف»، إذن التوعية تتركز في البداية على أن السرطان مرض غير قاتل.
والنقطة الأخرى توعية الناس بعوامل المخاطرة وهذا لاننا نعتقد ان 30% من الأمراض السرطانية بسبب عوامل المخاطرة، بينما ان أوقفنا التدخين فإن 80% من المدخنين ان اوقفنا التدخين سوف يختفي سرطان الرئة بالكويت إذن لابد ان يتعرف الجميع على عوامل المخاطرة سلبا وإيجابا، فالبعض يعرف امورا على انها عوامل مخاطرة بينما هي في حقيقتها شائعات لأهداف قد تكون تجارية او تنافسية او معلومات خاطئة، ولهذا يجب التعرف على عوامل المخاطرة على حقيقتها.
وماذا عن البرنامج الثاني لكان؟
٭ البرنامج الثاني هو الكشف المبكر والذي ينقسم الى 3 أقسام، أولها: ان يتعرف الإنسان على جسده والتغيرات التي تطرأ عليه، والأعراض.
وثانيا: ندرب الأطباء على كيفية الاكتشاف المبكر للمرضى.
ثالثا: التقصي وهو الذي تقوم به وزارة الصحة ولديها برنامج ابتدائي في هذا المجال يقدم خدمة لمرضى للقولون والثدي.
ونحن نعمل على تعليم الناس متى يلجأون للطبيب بعدما علمناهم ألا يخافوا، فمن غير المقبول ان تجد امرأة الدم بعد الجماع ولا تلجأ للطبيب!، لابد ان تعرف ان هذا علامة لمرض معين قد يكون حميدا او التهابا بسيطا او قد يكون مرضا مبكرا، وفي المستوصفات هناك فحص بسيط مسحة رحم يعطي كل التغيرات ونسبة الشفاء في المراحل المبكرة تزيد على 95% دون إزالة الرحم، وكذلك غير مقبول ان مدخنا يجد بحة وتغيرا في الصوت ولا يدرك انه لابد وان يراجع الطبيب، او امرأة تجد تكتلا في ثديها ولا تلجأ للطبيب، كلها تغيرات من السهل ملاحظتها مع معرفة الجسم بشكل متكامل.
وفي السابق كان الطبيب الاستشاري حينما يجد إصابة مبكرة في الحبل الصوتي او الثدي ينادي الأطباء لنرى الحالات المبكرة لأن أغلب الحالات تأتي متأخرة، والآن العكس، أنادي المسجلين والأطباء الشباب ليروا الحالات المتأخرة في الثدي لأن أغلب الحالات تأتي مبكرة مما يعني اننا نحقق نجاحات، نحن وكل من يعمل بمجال التوعية.
هل هذا يعني أن معدل الشفاء من الأمراض السرطانية ارتفع عن السابق؟
٭ نعم، نوعا ما، فنسبة الشفاء من الأمراض السرطانية في الكويت بلغ 60% وهذا إجمالا لكل الأمراض السرطانية، والعالم يأمل انه في عام 2025 تصبح نسبة الشفاء من الأمراض السرطانية 75%.
ونحن الآن بصدد العمل على تحسين نسب الشفاء بالعالم، لكن لا شك ان الأمراض السرطانية ليس كونها مرضا واحدا فهناك أمراض سرطانية تصل نسبة الشفاء فيها الى 95% و90 و80%، وبالمقابل هناك أمراض سرطانية نسبة الشفاء تصل فيها الى 40% وهناك 30%، فالأمراض السرطانية ليست مرضا واحدا والتعامل معها بأنها مرض واحد خطأ شائع. وأتمنى ان ينتهي هذا المرض من المجتمع الكويتي، فمثلا سرطان الغدة الدرقية من الأمراض السرطانية الشائعة بالكويت بالنسبة للنساء ونسبة الشفاء عادة فوق 95%، وكذلك سرطان الثدي والذي يعد رقم واحد للنساء ويشكل ثلث الأمراض السرطانية بالنسبة للنساء نسبة الشفاء فيه في المرحلة الاولى والثانية تصل الى 85%.
ولدينا بالكويت حوالي 500 امرأة تكتشف إصابتها بسرطان الثدي كل عام ومن المتوقع ان تزداد هذه النسبة وتصل لنسبة أعلى عام 2025. وهذه الزيادة ليست مقصورة على الكويت فقط، ومن المحتمل ان ارتفاع معدل الوعي أدت الى ارتفاع الكشف المبكر وبالتالي زيادة الأعداد، ونتمنى ان نصل لليوم الذي لا نرى فيه مراحل متأخرة للسرطان وهذا يعتمد على التوعية والكشف المبكر وتعلم الإنسان كيفية التعرف على جسده وكيف يتعرف على الدلالات الورمية.
كذلك أورام البروستاتا والقولون يتنافسان في المركز الاول للإصابة بين الرجال في الكويت، فالعام الماضي كان سرطان القولون والمستقيم الأعلى إصابة بين الرجال في الكويت، بينما هذا العام سرطان البروستاتا هو الأول، ونسب الشفاء في المرحلة الأولى لسرطان البروستاتا تزيد على 80 او 85%، وسرطان القولون والمستقيم الاكتشاف المبكر لهما تكون النسبة شفائهما عالية.
«كان» تنظم حملات شهرية للتوعية بالأمراض السرطانية المختلفة، هلا حدثتنا عنها؟
٭ الحملة ضمن خطتها الاستراتيجية تحتفل بمرض معين لرفع معدل الوعي عنه، وهذا بأغلب دول العالم التي وضعت في كل شهر نوعا من أنواع السرطان تزيد فيه جرعة التوعية، فمثلا شهر أكتوبر شهر عالمي للتوعية عن سرطان الثدي، فالحملة تركز في هذا الشهر لإيصال رسالة مهمة وهي: «ان المرأة مسؤولة عن صحتها، حيث إن سرطان الثدي 99% من الإصابات تكون بين النساء، إذن المرأة مسؤولة عن هذا المرض»، وعليها ان تقي نفسها من عوامل المخاطرة مثل التدخين والسمنة، وكذلك عليها التعرف على جسدها ومعرفة كيفية الفحص الذاتي للثدي وعند وجود اي تغير تلجأ للطبيب مباشرة وان كانت لديها عوامل مخاطرة فلابد من عمل «ماموجرام» كل عامين.
الراحل الوزير الأسبق د.عبدالرحمن العوضي صاحب إرث علمي، تطوعي، في العديد من الجهات خاصة تجاه حملة «كان» هل تذكر لنا هذا الجانب من حياته؟
٭ د.عبدالرحمن العوضي إنسان غير عادي بكل المقاييس ومثل هؤلاء القادة لا يتواجدون كثيرا بأغلب دول العالم، وأنا لا أجامل، فقد توفي رحمة الله عليه، ومعرفتي به كانت بعد أن أصبح خارج الوزارة، فكان متطوعا وانا متطوع، وهي مرحلة ذات علاقة إنسانية بحتة وليس شراكة او مصالح مادية، واحتكاكي به كمتطوع أعطاني انطباعا بأنه إنسان غير عادي، وخير مثال أنه كان هناك بروفيسور قادم من الولايات المتحدة الأميركية وهو أميركي من أصل آسيوي، وأراد عمل مشروع بوضع كرسي في جامعة هارفارد يستدعي فيه المتفوقين من العالم الثاني من طلبة متفوقين من العالم الاسلامي للتدريب في هارفارد شرط بعد الانتهاء يعودون الى بلادهم لتقديم ما تعلموه لبلادهم، ولهذا كان يعمل صندوقا يجمع فيه الأموال ويستدعيهم لإعطائهم الفرصة للتدريب والعودة لنفع دولهم، وحينما جاء للكويت قابل الكثيرين، وقابلته بعد انتهاء زيارته سألته عن القيادات التي قابلها من مختلف الهيئات والمؤسسات قال ان الشخص الوحيد الذي قابله وأدهشته رؤيته الجذرية للأمور هو وزير الصحة الأسبق عبدالرحمن العوضي ولم يكن يعلم انني أعرفه، وهذا انطباع الناس حينما يتعاملون معه، وهكذا نجد ان الكثير من المشاريع في الكويت له يد فيها lمثل المنظمة الإسلامية لعلوم البيئة البحرية هو صاحب فكرته، ومركز التعريب هو من دفع به، وكان رئيس جمعية زراعة الأعضاء ومكافحة التدخين والسرطان كان مؤسسها والقائم عليها، والآن بعد وفاته هذه الصخور التي وضعها هل سيجدون من يخلفه، ام لن يجدوا مثل هذه العقلية التي تدير هذه الأمور جمعاء.
فنحن عملنا جماعي ومهمة مكافحة التدخين والسرطان من أسهل المهمات، حيث انني مختص فيها ولكن الجوانب الأخرى مثل مفهوم الطب الاسلامي وعلاقته هو أمر مهم جدا، حيث الطب اصبح غاليا جدا على الفقراء ونسبة الفقر في العالم تزداد ونسبة من لا يستطيعون توفير العلاج بالعالم تزداد، فأدوية الجين والاميون بمئات الآلاف والدول لا تقدر عليها، وتكاليف وزارة الصحة عن الأدوية المناعية والجينية لمرضى السرطان تشكل مبالغ رهيبة، وصندوق إعانة المرضى مرهق من مساعدات لأنها مبالغ بعشرات الآلاف في كل جرعة وبالتالي هذا ليس في طاقة البشر، والحل الأمثل هو اللجوء الى الطب البديل كمساند للطب الغربي وهذا لا يمكن إلا ان وجدنا عقلية مثل عقلية د.عبدالرحمن العوضي.
وللأسف نجد الكثيرين هنا أصحاب عقول غربية حينما تتحدث معهم عن الطب البديل او طب الأعشاب يسخر، ولكنه لو ذهب الى الدول المتقدمة في أميركا وأوروبا سيجد هناك جامعات مصرح بها وأطباء متخصصين في هذا المجال وحتى في مؤتمراتنا الدولية هناك فصل كامل للطب التكميلي وحتى في أشهر مركز لمعالجة السرطان في العالم والذي يوجد هيوستن بتكساس والذي عملت به لفترة لديهم جناح بالدور الأرضي للطب التكميلي. والآن لا نجد من يستعيد الطب العربي الاسلامي، طب الاعشاب، وأن يصيغ فيه منظومة تعتمد على البراهين والأدلة العلمية والتي أصبح لها مفهوم مختلف عن الماضي، حيث أي دواء يشترط فيه الأمن والفعالية وقد لا تكون نفس الفعالية وقد لا يستفيد منها 95% ممن يتعاطون ولكن ما الذي يضر ان استفاد منها 90 أو 85% فهذا المفهوم الممتاز للطب الاسلامي والعلوم الاسلامية يحتاج الى أشخاص قادرين على التوغل ضمن هذا الجسم واستكمال مسيرة المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية.
هل من كلمة أخيرة؟
أود أن أشكر «الأنباء» وأشكر القائمين عليها ومقابلتهم معنا على مستوى القيادة تثلج الصدر وتجعلني أؤمن بأن من يملك الصحافة في الكويت وعنده هذا الفهم يريد ان يساهم في توعية الناس، وهذا يكفيني ويريحني خاصة ان البعض يبحث عن مقابل وعن استفادة.
77 % من حالات سرطان الثدي تشخص بعد سن 55 عاماً.. و5 - 10% لها مسببات وراثية
قال د.الصالح ان سرطان الثدي يعد من أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء، خاصة في مرحلة ما فوق الـ 50 عاما، إلا أنه قد يصيب من هم أقل عمرا، كما يمكن أن يصيب الرجال أيضا. ويتكون ثدي المرأة من الدهون، النسيج الضام، وآلاف الغدد الصغيرة، والمعروفة باسم الفصيصات، التي تنتج الحليب، وإذا أنجبت المرأة، يتم تسليم الحليب إلى الحلمة من خلال أنابيب صغيرة تسمى القنوات الناقلة، التي تسمح لها بالرضاعة.
وشرح قائلاً تتكون أجسامنا من مليارات الخلايا الصغيرة، تنمو وتتكاثر بطريقة منتظمة طبيعيا، وتتشكل خلايا جديدة فقط عندما وحيثما يكون هناك حاجة لذلك.
وفي السرطان، يحدث خطأ في هذه العملية المتنظمة، وتبدأ هذه الخلايا بالنمو والتكاثر بطريقة غير منظمة.
يمكن أن يكون لسرطان الثدي عدد من الأعراض، ولكن عادة ما يظهر على شكل تورم أو سماكة في نسيج الثدي بالرغم من أن معظم أورام الثدي ليست سرطانية، كما أنه إذا تم الكشف عن السرطان في مرحلة مبكرة، فيمكن علاجه قبل أن ينتشر إلى أجزاء الجسم القريبة.
ولهذا إذا لاحظت المرأة أيا من هذه الأعراض، فعليها مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن، وبعد إجراء الفحص، فإنه قد يرى من الضروري تحويل الحالة إلى عيادة اختصاصي سرطان الثدي لإجراء مزيد من الاختبارات.
سرطان الثدي عدة أنواع يمكن أن تتطور في أجزاء مختلفة من الثدي، ويقسم الى غزويّ والذي يملك القدرة على الانتشار خارج الثدي، على الرغم من أن هذا لا يعني أنه قد انتشر بالضرورة، والشكل الأكثر شيوعاً هو سرطان الثدي القنوي الغزوي، الذي يتطور في الخلايا التي تبطن قنوات الثدي، ويشكل سرطان الثدي القنوي الغزوي حوالي 80% من جميع حالات سرطان الثدي وأحيانا يسمى «النوع العشوائي».
وكذلك هناك النوع غير الغزوي ويعرف بالورم السرطاني الموضعي، حيث يتواجد في قنوات الثدي ولم يطور القدرة على الانتشار خارج الثدي، ونادرا ما يظهر على شكل تورم في الثدي، وعادةً يتم الكشف عنه من خلال التصوير الإشعاعي للثدي، والنوع الأكثر شيوعا من السرطان غير الغزوي هو سرطان الأقنية الموضعي.
كما أن هناك أنواعا أخرى لسرطان الثدي أقل حدوثا وشيوعا.
وأوضح أن من أهم عوامل حدوث المرض هي العمر، حيث حوالي 77% من حالات سرطان الثدي تشخص
بعد سن 55 عاما، في حين أن هذه النسبة تبلغ فقط 18% عند النساء في الأربعينات من عمرهن، وكذلك العوامل الوراثية حيث نسبة 5 الى 10% من حالات سرطان الثدي لها مسببات وراثية، وتحديدا تشوهات في عمل جينات طبيعية مثل BRCA2، BRCA1 علما أن هذه الجينات يحملها الرجال والنساء سواسية، لذا يمكن وراثتها عن طريق الوالد أو الوالدة، وليس بالضرورة أن تصاب المرأة الحاملة للجينات المعدلة بسرطان الثدي لأن هناك عوامل أخرى تساعد على نشوء السرطان.
وترتفع خطورة الإصابة مع وجود حالة مماثلة لدى العائلة سواء كانت الأم، الأخت، الخالة، العمة، الجدة، وفي حال كانت الأخت أو الأم أو الابنة مصابة فإن الخطورة تزداد الضعف.
وقال إن عدم الإنجاب أو تأخر أول حمل يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، كذلك موانع الحمل التي تؤخذ عبر الفم، وعدم الإرضاع، الكحول، السمنة المفرطة والطعام الغني بالدسم، عدم ممارسة الرياضة، التلوث البيئي، التدخين. وأهم الأعراض ظهور جسم غريب «ورم»، غالبا غير مؤلم، ناشف، متعرج الحدود، يكون في الثدي أو تحت الإبط، تغير في شكل أو حجم الثدي، نزول إفرازات من الحلمة غالبا دموية، ومن الممكن أن تكون صفراء أو خضراء أو حتى بيضاء تشبه الصديد، تغير في شكل أو لون إحساس الحلمة أو جلد الثدي، مثل تعرج الجلد أو انكماشه، ارتداد الحلمة للداخل، أو ظهور قشور على الجلد أو الحلمة، أو تحول الجلد إلى شكل يشبه قشر البرتقال، احمرار الجلد أو ظهور أوردة كبيرة عليه، ألم، تضخم أو عدم ارتياح في ناحية من الثدي. كذلك هناك أعراض تدل على ان المرض متقدم ومنتشر منها آلام العظام، نقص الوزن والهزال، تورم الذراع، تقرحات الجلد فوق الورم. ويتم التشخيص عبر الفحص السريري، التصوير، الخزعة وتحليل الخلية، بينما العلاج يكون بأكثر من طريقة، ويعتمد ذلك على حجم الورم وعمر المريض ومدى انتشاره والحالة العامة للمريض. وللوقاية هناك بعض النصائح المهمة للغاية، وهي في متناول جميع النساء من دون أي استثناء، والالتزام بها كفيل بتفادي 30% من سرطانات الثدي، وهي التحرك أكثر، وتناول الخضار والفاكهة، والحفاظ على الرشاقة، وانجاب الأبناء في سن مبكرة والسيطرة على التوتر وعدم تفويت الفحص السنوي للثديين.
ما السرطان؟
عرف د.خالد الصالح «السرطان» قائلا: «السرطان هو مجموعة أمراض تحدث عندما تتحول خلايا الجسم إلى خلايا غير طبيعية، فتنقسم دون تحكم أو نظام، حيث يتكون جسم الإنسان من مليارات الخلايا ذات الوظائف المختلفة، جميعا تخضع لنظام دقيق في انقسامها وإفرازها ووظائفها، وإذا خرجت خلية واحدة من هذه المليارات عن النظام وانقسمت انقسامات غير طبيعية وغير منتظمة بدون الحاجة لخلايا جديدة، فإنها تكون عددا من الخلايا أكثر مما هو مطلوب وسوف تتكون أنسجة فائضة، ومن ثم تؤدي لظهور كتلة، وهذه الكتلة هي عبارة عن عدد كبير من الخلايا التي لا تخضع للنظام الانقسامي العام، وهذا ما يطلق عليه ورم، فإذا كانت هذه الكتلة في الثدي يصبح لدى المريض ورم في الثدي، وإذا كانت في المعدة يصبح ورم في المعدة وهكذا، والورم إما أن يكون حميدا أو خبيثا».
وتنقسم الخلايا الخبيثة بسرعة ولا تموت حسب النظام العام للخلايا، وتسمى بالسرطان لأن بإمكانها غزو وتخريب الخلايا المجاورة وباقي أعضاء الجسم، وكذلك يمكن لهذه الأورام أن تتفكك وتدخل في مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي، وبهذه الطريقة ينتشر السرطان ليكون أوراما ثانوية في أجزاء من الجسم مثل العظام والكبد والرئة، وهذه الفكرة تنطبق على جميع أنواع السرطانات، إلا أن الأورام السرطانية الخبيثة تختلف عن بعضها اختلافا كبيرا، ومن مريض إلى آخر، فمثلا يختلف سرطان الرئة عن سرطان المعدة أشد الاختلاف، كما أن سرطان الثدي يختلف من امرأة إلى أخرى اختلافا كبيرا.
أشهر وأكثر أنواع الأمراض السرطانية إصابة
هناك سرطان القولون ويتكون بشكل عام، عندما يحصل تغيير ما في مجموعة من الخلايا السليمة. فالخلايا السليمة تنمو وتنقسم بصورة منتظمة ومنسقة بهدف منح الجسم إمكانية العمل وأداء مهامه، بصورة طبيعية وسليمة. لكن عملية نمو الخلايا وانقسامها تخرج عن نطاق السيطرة، في بعض الأحيان، فتواصل الخلايا الانقسام والتكاثر حتى بدون ان تكون هنالك حاجة لمثل هذا العدد الهائل من الخلايا. هذه الزيادة المفرطة في عدد (كمية) الخلايا في منطقة القولون والمستقيم يمكن ان يرافقها إنتاج خلايا محتملة التسرطن في داخل غلاف القولون الداخلي. ومعظم الأشخاص الذين يصابون بمرض سرطان القولون لا تظهر لديهم أي أعراض في المراحل المبكرة من المرض، وحين تبدأ الأعراض في الظهور، فإنها تختلف من حالة لأخرى، وتكون مرتبطة بحجم الورم السرطاني وموقعه في داخل القولون. أسباب وعوامل خطر سرطان القولون، هناك أنواع عدة من السلائل (الزوائد اللحمية) في القولون، من بينها ورم غدي، سلائل مفرطة التنسج، سلائل التهابية:
والعوامل التي يمكن ان تؤثر على احتمالات الاصابة بمرض سرطان القولون والمستقيم منها السن، حيث حوالي 90% من الاشخاص الذين تم تشخيص اصابتهم بسرطان القولون تجاوزوا سن الـ 50 عاما، والتاريخ الطبي إذا كان يشير الى نشوء سلائل في القولون او في المستقيم، اضافة الى أمراض التهابية في الأمعاء، او خلل وراثي له تأثير على القولون، التاريخ العائلي، النظام الغدائي، النشاط البدني، مرض السكري، السمنة المفرطة، التدخين، شرب الكحول بكميات مفرطة يمكن ان يزيد خطر الإصابة بمرض سرطان القولون، اضطرابات في هرمون النمو، المعالجات الإشعاعية للسرطان.
سرطان الغدة الدرقية
أكد د. خالد الصالح أن السرطان الذي ينشأ في الغدة الدرقية الموجودة في الرقبة والتي تتحكم بضغط الدم، ومعدل نبضات القلب، ودرجة حرارة الجسم، والوزن، وغيرها من الوظائف الحيوية، ويعتبر من السرطانات القابلة للشفاء ويتسبب بعدد قليل من الوفيات، وأسباب الاصابة به لا تعرف بالتحديد إلا أن هناك عدة عوامل خطورة يعتقد أنها تزيد من احتمالية الإصابة به، منها التعرض للإشعاع، حيث إن الأشخاص الذين تم تعرضهم للعلاج الإشعاعي لأنواع أخرى من السرطان وخاصة في منطقة الرأس والرقبة، هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية، كذلك تغير في احد الجينات من أحد الأبوين إلى الأبناء، نقص اليود في الغذاء، الأنوثة حيث وجد أن احتمال إصابة النساء في متوسط العمر بسرطان الغدة الدرقية ضعفان أو 3 أضعاف احتمال إصابة الرجال.
سرطان البروستاتا
هو نمو لخلايا غدة البروستاتا لدى الذكر والموجودة أسفل المثانة، ويؤدي لورم في البروستاتا، وهو يصيب الرجال كبار السن، وهو السرطان الأكثر انتشارا لدى الرجال، وقد يؤدي سرطان البروستاتا الى أعراض عديدة كعسر البول، الحاح البول وضعف الانتصاب، ولسرطان البروستاتا القدرة على الانتشار ويصيب عندها أعضاء أخرى كالعظام والرئتين، رغم أن سرطان البروستاتا شائع جدا، إلا ان حالات عديدة لا تكتشف ولا يتم تشخيصها، ويصيب سرطان البروستاتا ما يقارب من 8 الى 10% من الرجال، ولكن على الرغم من أن الكثير من الرجال يتم تشخيصهم بسرطان البروستاتا، إلا أن معظمهم لا يموت من سرطان البروستاتا انما من أسباب أخرى قبل أن يتقدم سرطان البروستاتا.
نظرا لأن سرطان البروستاتا حالة شائعة، فإن اختبارات تحري سرطان البروستاتا واكتشافه في مراحله المتقدمة قبل انتشاره تجرى بشكل منتظم في العديد من الدول بعد سن الخمسين، لهذا السبب فإن الكثير من حالات سرطان البروستاتا تكتشف قبل ظهور الأعراض وكثيرا ما تكون عديمة الأعراض.