ثامر السليم
استعرض عضو هيئة التدريس في قسم العلوم البيولوجية والعميد السابق لكلية العلوم د.جاسم الحسن رحلته مع الأبحاث العلمية لعلاج الأمراض السرطانية وابتكار مواد تعالج التهابات القدم السكرية دون الحاجة إلى البتر، مبينا أن بدايته كانت منذ 40 عاما، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل بهذا البحث، محاولا استكشاف ماهية هذا الخليط والمواد المكونة له ومدى فعاليتها في معالجة الجروح، وحاول التوسع بالبحث ووجد أن جلد السمكة مهم جدا وهو مصنع للمواد المهمة في كثير من الأنشطة الحيوية والطبية.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها ديوان القطان في منطقة الشعب مساء اول من امس بعنوان «تطبيقات ونتائج وأبحاث لعلاج الأمراض السرطانية»، بحضور حشد كبير من الجماهير وممثلي وسائل الإعلام المقروءة والمرئية.
وشرح د.الحسن كيف كانت البداية مع علاج والده الذي كان مصابا بالسكر ولديه قرحة بأحد أصابع (القدم السكرية)، ثم تنوعت تجاربه مع الآخرين وعلاج العديد من الأشخاص، وصولا إلى إصابته شخصيا بتعب شديد في الظهر واستخدامه المادة التي ابتكرها في مداواة آلام ظهره، ثم سافر إلى مستشفى MDA CANCER CENTER بهيوستن ـ الولايات المتحدة الأميركية وهو أكبر وأعظم مستشفى في علاج وأبحاث السرطان في العالم، ولقائه مع إحدى الباحثات هناك لها الاهتمامات نفسها.
وأضاف أنه قام بإحضار عينة من المواد التي ابتكرها مستخدما 4 مواد كلها دهون، وقام بتجربتها على خلايا معزولة من سرطان الرئة، ووجدت فعلا أن واحدة من تلك المواد العينة رقم 3 استطاعت القضاء على هذه الخلايا في 72 ساعة وأنزلتها من 100% إلى 10%، ما أثار دهشتنا، وبعدها قمت بإعادة التجربة على سرطان البنكرياس وسرطان البروستاتا، وتكررت النتائج نفسها، ما دعاني للتساؤل: كيف لنفس المادة أن تقضي على 3 أنواع من الخلايا السرطانية؟
وتابع قائلا: ثم قمت بالتجربة على خلايا سرطان الكبد وهي 4 أنواع وجربتها على أسوأ نوع والذي يقتل خلال شهرين إلى 3 أشهر، ولا علاج له، فاستطاعت المادة القضاء على 90% من الخلايا في 72 ساعة، ومن هنا طلبت الباحثة مشاركتي في البحث، ولم أمانع، وتمت كتابة مشروع البحث والعمل فيه، وعلم صديقي البروفيسور سيسل في جامعة تورينتو بهذا البحث بعد إجراء مكالمة هاتفية وطلب أيضا مشاركتنا بالبحث، وهو عالم عظيم عمل مع عالم سويدي اسمه اولفنسون ضمن فريق عمله، وهو حاصل على جائزة نوبل بدهون مشابهة للدهون التي يعمل عليها، وبدأنا العمل معاً وأخذ البحث في التوسع وانتقلنا من البحث على الخلايا إلى التجارب على الحيوانات، حيث نقوم بإدخال السرطان على الحيوانات، ونتحقق من الأورام السرطانية، وبعد ذلك نتحقق من العلاج وأثره، آملا أن تأخذ هذه الدراسة السرعة التي تمت على دراسة الخلايا المعزولة وتعطي نتائج مشابهة لها، وذلك للوصول إلى نتائج مرضية.
وأوضح د.الحسن أن المساهمة الأكبر كانت مقدمة من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، موجها شكره لكل من ساهم في إنجاح بحثه، مؤكدا أن هذا البحث يحتاج إلى أكثر من جهود شخصية ويحتاج إلى دعم أكبر، لأنه يجب الا يتوقف إلى أن يتم إنجاز المراحل التي تخطيتها، حيث تعد النتائج التي تمت تجربتها (ضد الخلايا السرطانية ـ وضد الالتهابات ـ وفي علاج الجروح والقروح) قفزة علمية هائلة.
وفي كلمة ديوان القطان، قال م.بشار حسين القطان انه تم تخصيص هذه الأمسية لتكريم د.جاسم الحسن الحاصل على مجموعة من براءات الاختراعات العالمية المعترف بها من كبرى المؤسسات العالمية، مشيرا إلى أن التكريم هو أحد أشكال الوفاء والتقدير لكل جهد مميز يساهم في تحقيق التقدم والازدهار ورفع علم الكويت عاليا في المحافل الدولية وتكريمنا اليوم هو أبسط ما نقدمه نظير الإسهامات التي حققها في مجال الطب على المستوى العالمي والتي أبرزها نجاحه في علاج إصابات القدم لمرضى السكري والتي لا يكون لها علاج سوى البتر لكنه نجح في التوصل إلى علاج لهذا المرض الذي يعاني منه نسبة كبيرة من المرضى حول العالم.
وأضاف أن د.الحسن ساهم بفضل إنجازاته الطبية في رفع اسم الكويت عالميا، حيث ارتبط اسمه بالعديد من براءات الاختراع التي سجلت باسمه في رحلة العطاء العلمي ما جعله نموذجا يحتذى به بين الأجيال.