حنان عبدالمعبود
قال رئيس وحدة الغدد الصماء في مستشفى الصباح د.عادل رضا إن حزنا كبيرا خيّم على الكويت لوفاة رمز من رموزها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
وقال رضا في تصريح صحافي إن الفقيد الراحل كان أحد رجالات الحكم البارزين في تاريخ الكويت المعاصر والذين امتزجت آراؤهم السياسية مع مواقفهم الوطنية، وأحد الذين اجتهدوا في سبيل تحقيق الأهداف والغايات التي التقت عليها إرادة الشعب الكويتي، كما ان الحديث عن تاريخ سموه يحتاج إلى كتب وتوثيق، مؤكدا ان التاريخ سيسجل بأحرف من نور الأوامر المباشرة التي أصدرها الراحل الكبير خلال أزمة جائحة «كورونا» في الحفاظ على كرامة المواطن والمقيم على أرض الكويت، وإعادة جميع المواطنين العالقين بالخارج وحفظ كراماتهم الإنسانية، حيث أمر سموه رحمه الله بإعادة 30 ألف كويتي من الخارج.
وأشار إلى أن هذا الاحتضان الإنساني من القيادة السياسية العليا الممثلة هو ديدن تاريخي للأسرة الحاكمة وجزء من عقلية متوارثة من سنين مما خلق في الماضي والحاضر رابط المحبة والتواصل بين القيادة والشعب، كما ان تاريخ الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد ممتد وعميق وحافل مع الأحداث والتطورات السياسية والثقافية، فقد لا يعرف الكثيرون أن الراحل الكبير كان أحد المؤسسين لمجلة العربي الشهيرة، كما كان له دور بارز في إصدار قانون المطبوعات لتنظيم شؤون النشر والكتابة.
وذكر أن سموه ساهم في العمل على نشر العديد من الكتب والمطبوعات وهذا ضمن أحد مسؤولياته الأولى كوزير للإرشاد ومن هذا الدور الثقافي المتميز الى انطلاقته في الحركة بالجانب السياسي الدولي وتطورات الأحداث العربية والدولية منذ تولى سموه مسؤولية وزارة الخارجية عام 1963 حيث أحداث ثورة السلال باليمن واندلاع الحرب هناك وهزيمة يونيو 1967 وإسهام الكويت في حرب أكتوبر 1973 ودوره في توحيد الموقف العربي مع استخدام حرب النفط، مرورا بإنشاء مجلس التعاون الخليجي وتطورات العلاقات الكويتية- العراقية وهو ملف طويل ومتشعب وممتد لفترة زمنية طويلة.
واستذكر رضا دور سمو الأمير الراحل في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، مشيرا إلى أنه لعب دورا مهما في الملفات المعقدة والمتشابكة، مشددا على أن الراحل الكبير كان يمثل عمقا تاريخيا وشاهدا على أحداث مهمة في تاريخنا العربي.