- تنقلت بين مساكن العزاب في الجليب والجواخير المهجورة وأينما ذهبت كنت أشعر بـ«المباحث»
محمد الجلاهمة
في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الداخلية بيانا صادرا عن الادارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني ذكرت فيه أن أجهزة الأمن تمكنت من ضبط السجين الهارب من مستشفى الفروانية والمحكوم عليه بالسجن 15 عاما في قضية ضرب أدى الى عاهة مستديمة وحيازة سلاح عقب تضييق الخناق عليه من قبل فرق البحث بوزارة الداخلية، كشف مصدر أمني عن الاعترافات التي أدلى بها السجين خلال التحقيقات معه.
وبحسب مصدر أمني مطلع، فإن النزيل الهارب أبدى ندما شديدا على هروبه، نافيا بشكل قاطع أن يكون أي من أقاربه أو حتى من رجال الأمن الذين فر منهم من المؤسسات الاصلاحية قد ساعده بأي طريقة على الهرب، مؤكدا أنه غافل رجال الأمن بعدما أوهمهم بأن الأساور الحديدية تؤلمه.
وقال السجين الهارب: فور هروبي من أمام مستشفى الفروانية، توجهت الى منطقة جليب الشيوخ سيرا على الأقدام، وبمجرد أن شاهدت ملابس منشورة في إحدى الشرفات قمت بتمزيق الحبل ومن ثم التخلص من ملابس السجن وارتداء ملابس سرقتها من على حبل الغسيل، ووصف السجين الهارب قيامه بالهرب من سيارة المؤسسات الإصلاحية بأنه خطأ كبير، بل أكبر خطأ ارتكبه في حياته، ويعادل بل يفوق الجريمة التي ارتكبها وتسببت في صدور حكم قضائي بحبسه 15 عاما، مؤكدا على أنه سينصح جميع زملائه في السجن باستبعاد أي فكرة للهروب لأنه مؤلم ومرهق للغاية.
وأضاف: خلال فترة هروبي نفدت الأموال التي بحوزتي واضطررت في أيام عديدة الى النوم في العراء دون عشاء، كما لم أجد أي أحد يرحب بي أو باستضافتي أو حتى يستقبل مكالمة مني بمن فيهم أقرب الناس إليّ.
وتابع بالقول: تنقلت في رحلة هروبي غير الموفقة بين منازل العزاب في الجليب وجواخير كبد حتى أستطيع النوم لساعات محددة، وكان نومي متقطعا وأشعر بخوف شديد.
وقال السجين الهارب: أينما ذهبت كنت أرصد أن رجال الأمن يعرفون أنني متواجد فيه، وبالتالي توصلت الى قناعة بأن ضبطي آت لا محالة.
وأكد السجين أن عمه ،وعلى حسب زعمه، لم يتستر عليه، وكل ما حدث أنه اتصل بعمه، وطلب منه أن يساعده على تسليم نفسه وانه كان يخشى أن يتعرض للضرب لذا تواصل مع عمه، وقبل أن يسلم نفسه بالتعاون مع عمه فوجئ برجال المباحث يحيطون به فهرب بشكل لا شعوري.
يشار الى أن عم السجين محتجز في السجن العمومي على ذمة قضية تمكين متهم من الهرب والتستر على السجين الهارب، وكذلك هناك عدد من رجال المؤسسات الاصلاحية محتجزون على ذمة الإهمال في حراسة سجين.