ليلى الشافعي
أعلن مدير الإغاثة في «نماء الخيرية» بجمعية الإصلاح الاجتماعي خالد الشامري عن انطلاق حملة «أغيثوهم» لمساعدة الأسر اليمنية الأشد حاجة، ومساعدة الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد بالتعاون مع عدد من الفرق التطوعية، مشيرا إلى أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية منذ نحو سبع سنوات، والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 233 ألف شخص، بل بات أغلب سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وأوضح الشامري أن «نماء الخيرية» أطلقت نداء استغاثة إنسانية لإنقاذ آلاف ممن يواجهون الجوع والأمراض والأوبئة والنزوح والأمطار، مؤكدا على أن شعب اليمن الآن يرزح تحت قبضة الكوليرا وسوء التغذية والفقر والنزوح وهو ما حدا بنماء الخيرية أن تطلق هذه الحملة.
وتحدث الشامري عن رحلته الإغاثية إلى الأردن وتركيا لإغاثة اللاجئين والنازحين السوريين والتي استفاد منها أكثر من 11 ألف مستفيد وغيرها من المشروعات في حوار له مع الإيمان، فإلى تفاصيله:
بداية انطلقت أولى رحلاتكم الإغاثية إلى النازحين واللاجئين السوريين عقب الحملة التي أطلقتموها «كن عوناً لهم».. نريد أن نتحدث عن الحملة وعن الانطلاقة؟
٭ لا يخـــفى عليكم ما يعانيه اللاجئون السوريون من ألم النزوح واللجوء إضافة إلى مضـــاعفة تلك المعاناة خلال موسم الشتاء، حيث البرد القارص، والأمطار التي تغرق خيامهم، والرياح التي تقتلع بعضها، بل إن بعضهم يعيش في العراء، يلتحف السماء ويفترش الأرض، كما أن الإحصائيات الصادرة عن المؤسسات الدولية منها الأمم المتحدة واليونسيف تقرع أجراس الخطر وتستدعي وقفة جادة تجاه أزمة إنسانية بدأت منذ عشر سنوات، محنة متعددة الأبعاد، لكنها غالبا ما تظهر نتيجة تسليط الضوء عليها في فصل الشتاء من كل عام، الفصل الذي تتحول فيه مخيمات اللاجئين في دول اللجوء المختلفة سواء في تركيا أو لبنان أو الأردن أو حتى مخيمات النازحين في الداخل إلى برك ومستنقعات تدخلها المياه من كل جانب، فالإحصائيات من المنظمات الدولية تتطلب تكاتف الجميع فهناك أكثر من 80 مليون شخص لاجئ حول العالم منهم اكثر من 13 مليون نازح ولاجئ سوري أي أن حوالي السدس، وفقد البيانات الصادرة من الأمم المتحدة، لذا أطلقنا حملة كن عونا لهم هذا الحملة التي كانت تستهدف توفير المساعدات الإنسانية إلى الأسر السورية الأكثر تضررا والأشد حاجة في دول اللجوء المختلفة واستفاد من الحملة إلى الآن أكثر من 11 ألف مستفيد في دول اللجوء لبنان وتركيا والأردن وفي الداخل السوري.
ماذا عن حملة إغاثة اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان؟
٭ بالفعل كانت أولى المحطات الإغاثية إلى اللاجئين والنازحين السوريين في تركيا حيث قام وفد من نماء الخيرية برئاسة الرئيس التنفيذي في نماء الخيرية سعد العتيبي ومدير الإغاثة خالد الشامري ومدير التسويق عبدالعزيز الإبراهيم والمصور الوثائقي سامي الرميان والشاعر مساعد بن عريج بتنفيذ الإغاثة للاجئين والنازحين السوريين وحرص الوفد على تنفيذ المساعدات الإنسانية بأنفسهم وتم توثيق هذه المساعدات بواسطة الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حيث قام الوفد بتوزيع مواد غذائية ومواد للتدفئة وبطانيات على النازحين على الحدود السورية التركية، وانهالت الدعوات على أهل الخير فقد وجدنا سيدة تجاوزت التسعين من عمرها تدعو للكويت وأهلها وتخبرنا أن أهل الكويت دائما ما يأتون بالخير، وبعد توزيع المساعدات كانت لنا زيارة إلى والي أورفا والذي رحب بنا وأشاد بالعلاقات الكويتية ـ التركية والعمل الخيري الكويتي، وكانت المحطة الثانية هي المملكة الأردنية الهاشمية والتي قمنا أيضا خلالها بتوزيع مساعدات إنسانية من سلات غذائية وبطانيات ودفايات ومواد للتدفئة وغيرها من المساعدات وفي إطار توزيع المساعدات وجدنا امرأة كفيفه تجلس على حافة خيمة فسألنا عن أحوالها فأخبرونا أن لها ثلاثة من الأبناء مصابين بالعمى وتبعد دورة المياه عن خيمتها تقريبا أمتار فقام أحد الشباب بربط طرف من الحبل في الخيمة وآخر في دورة المياه ولكي تذهب السيدة إلى دورة المياه تستخدم هذا الحبل للوصول، فقامت نماء بتوفير كرفان مكون من غرفتين ودورة مياه داخلية لها، ثم بعد ذلك كانت لنا زيارة إلى دار الأيتام في الأردن والتي تشرف عليها نماء الخيرية، ثم ذهبنا إلى إحدى البنايات والتي تقطنها 25 أسرة معاقة وبعد دراسة أحوالهم وجدنا أنهم معرضون للطرد من هذا المنزل لأنهم لم يدفعوا الإيجار فبعد دراسة أحوالهم أطلقنا حملة «لنعينهم».
نريد التعرف على هذه حملة «لنعينهم».
٭ حملة «لنعينهم» كان هدفها الأساسي توفير الإيجار لـ 25 أسرة سورية معيلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة لمدة عام في المملكة الأردنية الهاشمية، ناهيك أن بعض الأسر المعيل من ذوي الاحتياجات الخاصة وأيضا الأخت من ذوي الاحتياجات الخاصة لذا أطلقنا حملة لنعينهم وبفضل الله ثم بتبرعات أهل الخير اكتمل المبلغ وسوف تعيش هذه الأسر في آمان لمدة عام كامل.
وماذا عن حملة اليمن التي تطلقونها باليمن؟
٭ اليمن يعيش أزمة إنسانية مأساوية، فقد أودت الأحداث في اليمن بحياة أكثر من 233 ألف شخص وهناك أكثر من 80% من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة فالجوع والأمراض تهدد حياة الملايين منهم، فقد تزايد عدد الأطفال الذين يعانون من الجوع في اليمن وهو ما دفع «نماء الخيرية» إلى التحرك سريعا بالشراكة مع عدد من الفرق التطوعية إلى إطلاق حملة أغيثوهم لإغاثة آلاف الأطفال والأسر في اليمن فكل يوم ينقضي دون عمل اللازم يتعرض عشرات ومئات الأطفال للموت، فمن بين كل خمسة يمنيين يحتاج أربعة إلى مساعدات إنسانية لذا كان هذا النداء لإنقاذ آلاف الأطفال والنساء الذين يواجهون الجوع والأوبئة، فشعب اليمن يرزح تحت قبضة الكوليرا وموسم الشتاء وسوء التغذية والفقر والنزوح، ونتمنى أن تسهم هذه الحملة في التخفيف من معاناة الأسر اليمنية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسوف تستهدف الحملة الأسر اليمنية النازحة والأسر الأشد حاجة إضافة إلى الأطفال المصابين بسوء التغذية والمصابين بالكوليرا إضافة إلى توفير السلات الغذائية والمياه الصالحة للشرب.
ما أهم القطاعات التي تستهدفها الحملة؟
٭ الأمن الغذائي: أكثر من 24 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في العام 2021
الصحة: يعاني ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد عام 2021.
كما من المتوقع أن يعاني 400.000 طفل منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم مع إمكانية تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة.
من المتوقع أن تعاني حوالي 1.2 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن من سوء التغذية الحاد عام 2021 ونقص المياه والصرف الصحي.
والنظافة الصحية: تفاقم أزمة المياه في اليمن من معاناة اليمنيين، إذ يضطر سكان الأرياف إلى قطع مسافات طويلة بحثا عنها، فيما يدفع سكان المدن مبالغ مالية كبيرة نظير شراء صهاريج المياه، وتعد صنعاء وتعز وإب والمحويت وحجة من أكثر المناطق معاناة بفعل أزمة المياه التي ازدادت حدتها مع جفاف آبار الشرب وتوقف المضخات بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيلها.
التعليم: الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا بالحرب في اليمن، سواء من خلال الجوع أو الأوبئة التي تهدد حياتهم أو الحرمان من التعليم لتضرر عدد كبير من المدارس، علاوة على أزمة التعليم العام ومحدودية إمكانيات التعليم الخاص والبدائل المتاحة، فهناك أكثر من 2 مليون طفل يمني على الأقل خارج مقاعد الدراسة قبل إغلاقها بسبب جائحة «كوفيد ـ 19».
الإيواء: معاناة مروعة للغاية تلك التي تعيشها أعداد كبيرة من النازحين في اليمن، أولئك الذين حاصرتهم الحرب الراهنة بين أطنان كبيرة من المعاناة فعلى نحو مرعب، كشف ممثل مفوضية اللاجئين في اليمن جون نيكولاس، عن تواجد نصف النازحين في مناطق انعدام الأمن الغذائي وقال ممثل المفوضية في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن عدد النازحين في اليمن ارتفع إلى أربعة ملايين شخص.