- المذكور: المسلم مطالب بتجنب الكبائر والمعاصي حفظاً لنفسه وللمجتمع.. والصيام عونه في ذلك
- المسباح: من كبائر الذنوب.. وعلى المسلم أن يحفظ لسانه عن فحش القول حتى لا يذهب صومه هباءً منثوراً
إعداد: ليلى الشافعي
الغيبة والنميمة سلوك يحرمه الشرع في كل الاوقات، وتزداد حرمته في رمضان، فهناك من يوسوس لهم الشيطان الخوض في سيرة الناس بالغيبة والنميمة، فما جزاء الذي يغتاب الناس؟
في البداية، يوضح د.خالد المذكور ان الصوم منهج تعبدي متكامل، وهو جزء من نظام الاسلام الشامل الذي يجمع الناس في صلوات خمس او واجبات معنوية يلاقي بعضهم بعضا، كما ان المسلم والمسلمة يتعلمان من الصوم دروسا نافعة ومبادئ هادية، وقد وضحت السنة الشريفة صفات الصوم الحقيقي المقبول، وما تثمره عبادة الصيام من الكف عن المعاصي وغرس الفضائل والتحلي بمكارم الاخلاق والصدق في القول والعمل، قال صلى الله عليه وسلم «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، وقال «الصيام جنّة، فاذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشرة أمثالها».
وأكد د.المذكور ضرورة أن يكون الصوم صوما عن الغيبة والنميمة وغيرهما من الرذائل، وان كانت طول العام حراما فحرمتها اشد في رمضان، فالله تعالى قد جعل الصيام طهرة وتزكية لنفس الصائم وتربية اخلاقية كريمة، والغيبة من الامور التي حرمها الاسلام، وطالب المسلم بأن يتجنبها، وشبه الذي يغتاب اخاه المسلم كمن يأكل لحم اخيه الميت، يقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم)، فالغيبة محرمة وهي من الكبائر التي يجب على المسلم ان يتجنبها، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: فقد اغتبته، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته، اي افتريت عليه.
من جهته، يضيف د.ناظم المسباح مبينا الحكم فيمن يصوم ويصلي ويمشي بالغيبة والنميمة قائلا: من كبائر الذنوب الغيبة والنميمة، فالغيبة ذكرك اخاك بما فيه من غيبة، اما النميمة فهي نقل الكلام على جهة الافساد ولا شك ان الغيبة والنميمة تفسدان الصوم، فالحديث الشريف يؤكد هذا بقوله صلى الله عليه وسلم «رب صائم ليس له من صومه الا الجوع والعطش»، فكم من صائم يتعب نفسه بالجوع والعطش ويرسل جوارحه في المعاصي فيضيع صيامه ويذهب عمله هباء منثورا، فالصوم ليس امساكا عن الطعام والشراب فحسب، وانما للصوم اهداف سامية وغايات نبيلة تعود على صاحبها بالخير الاوفى، والثواب الاكمــــل، ومن اهمهـــــا ان يحفظ الانسان لسانه عن الكذب والنميمة وفحــش القول والخوض فيما لا يعنيه ويعصم اذنه عن الاستماع الى الغيبة او ما يمس اعراض الناس.