- د. الشريف: افتح صفحة بيضاء مع الله وأحسن صومك
- الصوم تربية روحية للجميع وللصيام درجات فاحرص على الإخلاص والمجاهدة
إعداد: ليلى الشافعي
نصائح يقدمها د.محمد عبدالغفار الشريف موضحا ان شهر رمضان ليس شهر التكاسل بل هو شهر يتطلب الهمة العالية والحرص على أداء الأعمال والوظائف والعبادات بإخلاص وعلى أكمل وجه، فماذا قال؟
شهر رمضان شهر العمل على التعريف بالإسلام، وموسم كريم تتضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه السيئات وتفتح فيه أبواب الجنة وتقفل أبواب النيران، شهر تقبل فيه التوبة الى الله من ذوي الآثام والسيئات، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
وأشار د.الشريف الى ضرورة اغتنام شهر رمضان بفتح صفحة بيضاء مع الله بالتوبة الصادقة، ومع الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما امر واجتناب ما نهى عنه، مع الوالدين والاقارب والارحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة وبالمجتمع الذي نعيش فيه حتى نكون عبادا صالحين ونافعين.
وقال انه يجب على المسلم ان تكون له اوقات لمحاسبة نفسه، وشهر رمضان فرصة مناسبة لمراجعة النفس وملاحظة تقصيرها، فإن وجد الانسان خيرا حمد ربه وإن وجد غير ذلك راجع نفسه وقوّم سلوكه حتى يكون في رمضان على درجة عالية من الايمان الذي يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
شهر جهاد وعبادة
وأكد د.الشريف ان صيام رمضان وقيام لياليه سبب لمغفرة الذنوب وعلاج لكثير من الامراض النفسية والاجتماعية، وذلك يحفزنا على استغلاله وعدم التفريط فيه، كما علينا أن نلحّ بالدعاء والاستغفار بالليل والنهار في حال صيامه وعند السحور، فقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله تعالى ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول «من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر»، رواه مسلم في صحيحه.
وأوضح ان شهر رمضان ليس شهر خمول ونوم وكسل لما يظنه بعض الناس، ولكنه شهر جهاد وعبادة، وينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والمحافظة فيه على صلاة التراويح اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن نحيي ليالي العشر الاواخر من رمضان بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار.
وعن أهمية العمل الخيري، قال د.الشريف إن على الإنسان أن يجد في نفسه المقدرة والعطاء في هذا المجال فجزاه الله حسن الجزاء، والا فيجب عليه ان يصحح نيته، ويبدأ من جديد.
وأكد على ضرورة ان يكون شهر رمضان الفضيل منطلقا للتسامح والعفو والاحسان والتصدق على الفقراء والمحتاجين والتحلي بالاخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة، فالصوم موسم الطاعات وتربية روحية للجميع.
الصيام درجات
واشار ان الصيام درجات، منها صوم العوام وصوم الخواص وصوم خواص الخواص، وهذا اعلاها منزلة، لا يصل اليها الا من سما بنفسه وروحه وطهر قلبه ونفسه من رذائل الاخلاق، لذلك قسم العلماء الصوم الى مرتب منها الظاهر وهو الاكل والشرب وسائر الشهوات وهذا صوم العوام، ومنها الباطن وهو اعلاها، حيث يتطهر القلب وينقيه من ادرانه لأن الانسان كلما ارتقى عن المباحات وعن كل ما حرم الله يرتقي شيئا فشيئا الى صوم الخواص، وهو اعلى درجات الصوم، وفيه تخلص النفس الانسانية الى اعلى درجاتها، لذا علينا في رمضان ان نغير من سلوكياتنا وافعالنا الى الاعمال الحسنة ليكون لها مردود على كل من يحيط بنا.