- المسباح: المتسول يأتي يوم القيامة ولحم وجهه يتساقط مما اقترفه من التسول.. ويجب حث الناس على العمل
- الشويت: لم تعد ظاهرة اجتماعية فحسب وإنما تخفي خلفها مخاطر أمنية وصحية ونفسية واجتماعية
إعداد: ليلى الشافعي
مع قدوم شهر رمضان نجد المتسولين في الأسواق وأمام المساجد وعند إشارات المرور بحجة البيع، والأسوأ أنهم يدفعون أطفالهم للقفز بين السيارات ويتعرضون للخطر من أجل السؤال، فيما يعطي صورة غير حضارية في مجتمع تنتشر فيه الجمعيات الخيرية التي تساعد كل محتاج في هذا البلد الكريم.. فماذا يقول رأي الشرع في ذلك؟
عن موقف الإسلام من التسول يقول الشيخ د.ناظم المسباح: لا يوجد مجتمع من المجتمعات يخلو من وجود المتسولين، لكن ظاهرة التسول تتفاوت من مجتمع إلى آخر فتنخفض في بعض المجتمعات وترتفع في أخرى.
وأضاف: وقد وضع الإسلام علاجا جذريا لظاهرة التسول، فأوجب حقا معلوما للفقراء من مال الأغنياء، وهو ما يعرف بالزكاة لقوله عز وجل: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) بل رغب الإسلام في الصدقة المستحبة للتوسيع على الآخرين، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث: «ما من يوم ينشق نور الفجر إلا وينادي ملكان يقول الأول اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا»، وهذا فيه حث على الإنفاق.
ويرى المسباح أن للقضاء على ظاهرة التسول يجب أن نحث الناس على العمل من خلال وسائل الإعلام وخطب الجمعة والجمعيات الخيرية في الكويت لا تتأخر عن أي فقير يعيش في هذا البلد الكريم وبيت الزكاة وغيره يقف معهم. وهناك فرق بين السؤال والتسول، فالسؤال في حد ذاته ليس محرما إذا كان الإنسان بحاجة لسد ضروراته لكن يجب ان يكون بعدم إلحاح وإن كان من الأفضل ألا يسأل أحد الناس (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا) أما المتسول فهو الذي يأتي يوم القيامة ولحم وجهه يتساقط مما اقترفه من التسول بغير حاجة فإنه أيضا يحرم المتعففين المستحقين من حقهم في مال الأغنياء. فلا يجوز لأحد أن يسأل دون وجه تفتيرا وأكلا لأموال الناس بالباطل.
مخاطر أمنية
ويرى الاخصائي النفسي د.صالح الشويت ان فئة الأطفال المتسولين تنشط في شهر رمضان لارتباطها بمعاني الإنفاق والرحمة والعطف ولتأجج المشاعر الدينية والتنافس الشديد من أجل البذل والعطاء. وبين د.الشويت ان هؤلاء الأطفال الذين يدفعهم أولياء أمورهم للتسول معرضون لمخاطر صحية ونفسية واجتماعية كثيرة ومنها القلق والحقد على المجتمع والعصبية مع شعورهم بعدم الأمان.
وحذر الشويت من مخاطر التسول عبر السيارات من حيث الإصابات التي من الممكن ان يتعرض لها الطفل من حوادث السيارات او التحرشات، إضافة الى السخرية من البعض، إضافة الى مشاكل سلوكية أخرى كالكذب والسرقة والتحايل. موضحا ان هؤلاء المتسولين يدخلون البلاد بفيزا زيارة ليقضوا شهر رمضان للتسول وجمع التبرعات والأموال من أمام المساجد وفي الأسواق. وأكد الشويت انها لم تعد ظاهرة اجتماعية فحسب وإنما أصبحت تخفي خلفها مخاطر أمنية.
وزاد: ما أكثر الجمعيات الخيرية التي تساعد الفقراء في الكويت بلد الخير، فلماذا يقومون بالتسول؟