- لا مانع من مساعـدة الرجل أهلـه في عمل البيت وكـان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بخدمة أهله وبيتـه
حق الطاعة من حقوق الزوج على زوجته إذا لم يكن هناك ضرر على الزوجة أو إثم أو إخلال بالحياة الأسرية. ولكن متى تعصي الزوجة أوامر زوجها ولا تكون آثمة؟ هذا ما يوضحه د.عبدالرحمن الجيران.
يقول د. الجيران عن حقوق الزوج على زوجته: يجب على الزوجة طاعة زوجها فيما يأمرها به من غير معصية الله، فإذا أمر الزوج بمعصية فلا سمع ولا طاعة، وروى عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه وهي زوجة الزبير بن العوام انها قالت: كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكانت له فرس فكنت أسوسها وأقوم عليها. وقد تعارف الناس على ذلك وعدوه من مكارم الأخلاق بل سار على ذلك سادة الناس واشرافهم وهم الصحابة والتابعون، فهذه اشرف نساء العالمين فاطمة رضي الله عنها كانت تخدم زوجها علي بن ابي طالب رضي الله عنه وجاءت الرسول تشكو اليه الخدمة، فدلها على شيء أفضل من اتخاذ خادمة، وهو ذكر الله تعالى وتسبيحه وتحميده وتكبيره قبل النوم ولم يأمرها بخادم.
وأضاف د. الجيران ان خدمة البيت والمنزل حددها الاسلام للمرأة وخصص لكل من الزوجين وضعا خاصا يتماشى مع فطرة كل منهما، فيعمل الرجل عمل الرجال، وتعمل المرأة عمل النساء، ولا مانع من مساعدة الرجل أهله في عمل البيت، حيث قام الرسول صلى الله عليه وسلم بخدمة أهله وبيته رغم مشاغل النبوة والرسالة والدعوة.
القرار في البيت
وأكد د.الجيران أن من حقوق الزوج على زوجته القرار في البيت، حيث يجب عليها ذلك إذا ما وفر الزوج لزوجته المسكن الشرعي، وكان أمينا عليها وعلى دينها، فيجب حينئذ أن تقيم هي في المسكن، لأن هذا هو مقتضى عقد الزواج بينها وحتى يتوفر الجو الآمن والمستقر للأبناء الذي يتلقون فيه مبادئ التربية الإيمانية والأخلاق والفضائل، فالزوجة تمثل جانب العطف والرحمة والحنان، والزوج يمثل جانب العقل والحكمة والحزم، وبهذا ينشأ الابناء ويتربون تربية صحيحة.
وشدد د.الجيران على عدم خروج المرأة بغير اذن الزوج، بل لابد من الاذن لها بالخروج، وانه لا يعتد بالعرف السائد اليوم، اذ لا اعتبار للاعراف السائدة المخالفة للشرع، حيث تساهل كثير من الناس بخروج المرأة، خصوصا اذا كانت متبرجة، حيث ثبت في الحديث عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ان المرأة عورة، فاذا خرجت استشرفها الشيطان. فعلى المرأة اذا خرجت بإذن زوجها ان تخرج مرتدية الحجاب الشرعي وملتزمة بالخلق والعفة والفضيلة حتى تتميز عن الفاسقات اللاتي قال عنهن النبي صلى الله عليه وسلم «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا».
ثبوت النسب
وأوضح د.الجيران ان من حقوق الزوج على زوجته كذلك ثبوت نسب الولد للزوج وعلى تفضيل لأهل العلم، وكذلك من حقوق الزوج ايضا على زوجته ولاية التأديب، فللزوج حق تأديب زوجته على التفصيل المذكور في الآية الكريمة في قوله (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ـ النساء: 34). وبين د.الجيران ان الله سبحانه وتعالى قد اخبر في هذه الآية الكريمة عن نوعين من النساء، الاول الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله وهن من يؤتين اجورهن جزاء وفاقا على طاعتهن لازواجهن، وهو ايضا شأنهن القنوت وهو السكوت والطاعة لله تعالى فيما يأمر به من العبادة، ومن طاعة الزوج الخضوع له على رياسته البيتية والاحتفاظ بالاسرار الزوجية والمنزلية وعدم اشاعتها بين الناس مهما كانت الاسباب، وهذا الصنف من النساء اذا اقامت المرأة على ذلك تستحق هذا الثناء المذكور في هذه الآية الكريمة، من ذكرهن بالصلاح والقنوت وحفظ ما امر الله به ان يحفظ، اما الصنف الثاني من الزوجات وهن اللاتي يخاف نشوزهن ويكون من طبعهن الخروج عن طاعة الزوج، فهن في الحقيقة بحاجة الى اصلاح وتهذيب لردهن الى المكانة اللائقة بهن، وهي التي حددها الاسلام، وذلك حتى لا يهدم صرح الزواج بسبب رعونتهن او جهلهن او سوء اخلاقهن.