تحدث د.محمد صالح المنجد عن طاعة المرأة لزوجها مؤصلا ذلك بأحكام الشريعة وقواعدها العامة والمستقرة والمستندة الى الإيمان بالله والتسليم بالحكم الشرعي، فقال: الواجب على المسلم حين يأتيه حكم شرعي أن يسلم له ويؤمن به ولو لم يعرف الحكمة، قال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ـ الأحزاب: 36).
وهو يوقن أن أحكام الشرع كلها ذات حكم بليغة، لكن قد تخفى عليه الحكمة ولا يفقهها، فحينئذ يرى أن هذا من قصور علمه، والعقل البشري لا يخلو ولا يسلم من القصور.
وحين يجتمع رجل وامرأة في قارب الحياة الزوجية ويعيشان معا فلا يخلو أن يقع خلاف في الرأي بينهما ولا بد من طرف يحسم الأمر وإلا فستتضاعف الخلافات وتكثر النزاعات فلا بد من قائد لهذا المركب وإلا غرق إذا اختلف الملاحون.
ومن ثم جعل الشرع القوامة والمسؤولية في البيت للزوج على زوجته لأنه أكمل منها عقلا في الغالب، وهذا يعني أنها يجب عليها أن تطيعه، قال تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ـ النساء: 34).
ومن أسباب ذلك:
٭ الأول: أن الرجال أقدر على تحمل هذه المسؤولية، كما أن المرأة أقدر من الرجل على رعاية الأبناء وشؤون بيتها، فلكل منهما موقعه ومكانه الطبيعي.
٭ الثاني: أن الرجل في الإسلام هو المكلف بالإنفاق على الزوجة، فلا يجب على الزوجة أن تعمل ولا أن تكسب الرزق، بل حتى لو كان لها دخل مستقل أو صارت ثرية وغنية فالواجب على الزوج أن ينفق عليها بالقدر الذي تحتاج اليه. وبما أنه يتحمل مسؤولية الإنفاق فقد صارت له القوامة والولاية.
ولذلك، نرى الفوضى في المجتمعات التي تخالف ذلك، فالرجل لا يتحمل مسؤولية الإنفاق على زوجته، والمرأة غير ملزمة بطاعة زوجها، وتخرج من بيتها متى شاءت وتترك عش الزوجية خاليا والأولاد في ضياع. وعليها أن تكد وتكدح ولو كان على حساب بيتها ومنزلها.
ومما ينبغي مراعاته هنا ما يأتي:
٭ أولا: أن المرأة تثاب على طاعتها لزوجها وتؤجر على ذلك عند الله تعالى.
٭ ثانيا: أن هذه الطاعة في غير معصية الله تعالى فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
٭ ثالثا: كما أن الزوج له حق الطاعة فقد أمره الشرع بحسن التعامل مع زوجته وحسن عشرتها، قال تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ـ البقرة: 228)، فلا يعسفها ويظلمها ويصدر إليها الأوامر الفظة، وإنما يسوسها بالحكمة ويأمرها بما فيه صلاحها وصلاحه وصلاح البيت مع اللين والرفق.
وقال صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».