إعداد: ليلى الشافعي
كان الامام الجليل مفسر القرآن الكريم وعالما في اللغة وواضعا لأسس البلاغة، وكان أعرج الا انه كان كما قال العلماء والمؤرخون من أئمة المفسرين ويكفي الاستدلال بمقولتهم، لولا الأعرج لرفع القرآن بكرا.
قليلون أولئك الذين عاشوا حياتهم في ظلال القرآن الكريم يتتبعون أسراره ويحاولون تدبر معانيه ويجاهدون في الوصول الى تفسير آياته ومعانيه ولكن تبقى حلاوته وطلاوته علوا في المقام والمقامة، والزمخشري واحد ممن وضعوا لانفسهم معالم واضحة وملامح محددة في مدرسة تفسير القرآن الكريم ومن خلال تلك الملامح وهذه المعالم تمكن من صياغة ما قاده إليه تعمقه في كتاب الله ليترك كتابا قل ان تجد مفسرا للقرآن إلا ووضع يده عليه.
تميز الامام الزمخشري باقتناص التوجيهات البلاغية في القرآن الكريم بعبارة دقيقة ورشيقة وقد لا يدرك مقصودها بعض طلبة العلم المتخصصين، واختار لمقاماته موضوعا واحدا كرره في كل مقاماته وهو الوعظ والحكمة، وحافظ على الشكل التقليدي للمقامة التي جاء فيها بالمحسنات البديعية وابرزها السجع.
من أشهر مؤلفاته كتاب «التفسير الكشاف عن حقائق غوائض التنزيل وعيون الأقاويل في جوة التأويل» فأظهر فيه قيمة لم يسبقه اليها احد من وجوه الاعجاز في آية من القرآن وما اظهر فيه من جمال النظم القرآني وبلاغته وبرع فيه لالمامه بلغة العرب وفنونها، والذي قال عنه:
ان التفاسير في الدنيا بلا عدد
وليس فيها لعمري مثل كشافي
ان كنت تبغي الهدى فالزم قراءته
فالجهل كالداء والكشاف كالشافي
وكتاب علم البيان وعلم المعني، ورسالة في اعجاز سورة الكوثر، والمنهاج في اصول الدين والمقامات وربيع الابرار واطواق الذهب في المواعظ والحكم.