الحب في الله أوثق عرى الايمان، والمتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة يغبطهم النبيون والشهداء، والحب في الله فضيلته من السبعة الذين يظلهم الله في ظله «رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه»، والحياة لها طعم حين نعيشها لله، ولها طعمان حين نعيشها مع أناس نحبهم في الله ويحبوننا وكلمة «أحبك» محببة للنفس، وعندما تقال لله يكون لها وقع في النفوس، فالحب في الله مساحة كبيرة وأرض فسيحة نباتها الصدق والإخلاص وماؤها التواصي بالحق والصبر ونسيمها حسن الخلق، فما أشجى الاسماع مثل كلمة أحبك في الله.
قال بعض الصالحين: كلما قرأت قوله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ـ الزخرف 67) ندمت على كل صحبة ورفقة، وإذا قرأت (إلا المتقين) فرحت بأن لي إخوة أحبهم في الله.
عن المقداد بن معديكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه» رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني.
وفي رواية: «إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المحبة» رواه ابن ابي الدنيا في كتابه الاخوان عن مجاهد مرسلا، وحسنه الالباني في صحيح الجامع.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله» رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
ومن كمال الشريعة الإسلامية حث العباد على توثيق الصلات وجمع الشمل بدعوة العباد إلى الحب في الله إذا اتصفوا بمكارم الأخلاق، فيكون الحب لهم لله لا لذة ولا منفعة، كما ندب الإسلام المسلم إذا أحب فلانا أن يقول له: إني أحبك في الله حتى يستميل قلبه ويستجلب وده.
قال المناوي في «فيض القدير»:
«فليخبره أنه يحبه.. بأن يقول إني أحبك (لله) أي لا لغيره من إحسان أو غيره فإنه أبقى للألفة وأثبت للمودة، وبه يتزايد الحب ويتضاعف وتجتمع الكلمة، وينتظم الشمل بين المسلمين وتزول المفاسد والضغائن وهذا من محاسن الشريعة».
«تنبيه»: نبه الشيخ المناوي في «الفيض» إلى ان ظاهر الحديث لا يتناول النساء فإن اللفظ «أحد» بمعنى واحد وإذا أريد المؤنث إنما يقال إحدى لكنه يشمل الإناث على التغليب وهو مجاز معروف مألوف وإنما خص الرجال لوقوع الخطاب لهم غالبا، وحينئذ إذا أحبت المرأة أخرى لله ندب إعلامها.
وبعد فقد عرفت أخي الكريم ان اعلام الحب في الله أمر محبب للنفوس فهل ستكون من ألفاظك لمن يستحق؟