-
مسلمون من الصومال هاجروا إلى كينيا يوحّدون الله ولكن .. لديهم ممارسات وثنية
في قصة من القصص التي لا تنسى يحدثنا اليوم ابن عاشق القارة الافريقية د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله، ابنه عبدالله الذي يسير على نهج ابيه ويكمل المسيرة اقتداء بما عاهد الله عليه من مساعدة المحتاج والدعوة الى الله تعالى بقول د.عبدالله السميط: في زيارتنا الأخيرة لكينيا لافتتاح بعض المشاريع وزيارة بعض المناطق المستهدفة من الجمعية لاعانتها وتنميتها، زرنا جزيرة في شرق كينيا في الساحل الكيني تسمى جزيرة «باتي» تابعة لجزيرة كبيرة تسمى «لامو» تبعد عن العاصمة الكينية اكثر من 15 ساعة بالسيارة، فقمنا بالسفر بالطائرة من الكويت الى دبي ومن دبي الى نيروبي ومن نيروبي الى مالندي ومن مالندي الى لاموا، تقريبا 4 طائرات ركبناها ونزلنا بعد ذلك في البحر وركبنا قاربا صغيرا وخاض بنا في المحيط قرابة 40 دقيقة وكانت الأمواج عالية جدا حتى وصلنا الى جزيرة «باتي» وهي جزيرة تعتبر من الجزر المتوسطة يسكنها قرابة 40 ألف نسمة انتظرنا حتى تصلنا سيارة فوصل باص من نهاية السبعينيات يحمل حوالي 6 أشخاص ويعتبر هذا الباص من احدث الباصات، وعندما جدد الباص وضع السراميك في سقفه، المهم مشينا قرابة نصف ساعة أو 40 دقيقة وصلنا الى القرية التي بنينا فيها مسجدا وبئرا سطحية، ونزلنا من السيارة لنمشي على أقدامنا حوالي 10 دقائق في هذه الغابة حتى وصلنا الى المسجد والبئر وكان في انتظارنا حوالي اكثر من 2000 شخص فرحين سعداء بحفل افتتاح المشروع الذي كان يحلم به ولن يتصوروا ان احدا من الكويت سيحضر ويمشي كل هذه المسافة ويخوض بالطائرات والقوارب والمشي على الاقدام وركوب السيارة المتهالكة ليصل اليهم، وكنا نحن ايضا نظن كذلك، وقد بذلنا جهدا كبيرا لنصل الى هذه المنطقة.
الا اننا صدمنا عندما سأل أحد كبار القبيلة اين ابن السميط؟ فدلوه عليّ حتى وصل اليّ وكان رجلا كبيرا تجاوز السبعين من عمره، سألني هل تعرف متى جاءنا أبوك في هذه الجزيرة؟ توقعت من خمس او ست سنوات، قال ابوك جاءنا في عام 1987 أي قرابة 29 سنة جاء الى هذه الجزيرة، ونحن ذهبنا بالطائرة وركبنا قوارب جديدة، وهذا الرجل بذل من الجهد والمشقة والتعب قرابة 30 سنة، وبات عندهم ليلتين حتى يصل الى هذه المنطقة، ويلتمس حاجاتهم ويعمل بعض الانشطة والبرامج التنموية، نسأل الله ان يرحمه برحمته الواسعة.
الأطفال لا يشربون الماء ثلاثة أيام
كذلك في نفس الرحلة رجعنا الى نيروبي ثم ذهبنا الى شمال كينيا الى منطقة اسمها مسربت تبعد عن نيروبي حوالي 12 ساعة بالسيارة وكان الطريق ما بين صحراوي وطريق به غابات الى ان اقتربنا من مسربت وتعتبر منطقة صحراوية، وقبل مسربت بـ 100 كيلو نزلنا الى منطقة كنا نستهدفها لتنميتها بالمياه والرعاية الصحية وكذلك التعليمي، وصلنا الى المنطقة وطلبنا لقاء مع شيخ القبيلة وهي قبيلة الريديلي وكانوا جالسين تحت شجرة فجلسنا معهم وبدأنا نسألهم عن بعض احتياجاتهم ونسألهم بعض الاسئلة ومدير مكتبنا كيني من اصول صومالية فسأله شيخ القبيلة هل انت صومالي كاملي؟ قال: نعم، فكبر الشيخ وقال بهذا اللفظ - الله اكبر، صدمنا مع انه شخص وثني ويلبسون اللباس الوثني ويفتحون اذناهم فتحات كبيرة، ويعلقون عليها اثقالا.
فسألناه تقول الله قال: نعم، ومن تعبد؟ قال: اعبد الله الذي في السماء. فسألته اين الله؟ قال الله في السماء، قلت له: كم عبادة تعبد؟ قال عبادة واحدة؟ قلت: هل بينك وبين ما تعبد وسيط؟ قال: لا.
قلت: اذا اصابتك مصيبة من تدعو؟ قال الرب الذي في السماء استغربنا ان الشخص الوثني موحد، فسألناه عن بعض عاداتهم وتقاليدهم، اكتشفنا ان اصولهم اسلامية ويرجعون الى اصول صومالية ولكنهم هاجروا من الصومال الى كينيا الى ما هم الآن ولديهم مكان للعبادة عبارة عن أرض مربعة او مستطيلة يجلسون حولها ويقولون عدة مرات في اليوم «سبحان الله» ويكررونها ويقدسونها ولا يعرفون معناها.
واذا جلسوا يحكون اتجاه الشمال التي هي مكة المكرمة وكانت احتياجاتهم جدا مؤلمة، وهي المياه وكان يؤشر لي الرجل على بعض الاطفال ويقول: هذا الطفل منذ يومين لم يشرب ماء، وآخر منذ 3 أيام، وكان يسحب جلودهم ويبقى الجلد على جلدهم واضحا بسبب الجفاف الحاصل في الجسم وكانت بيوتهم عبارة عن عصي غير متقاربة ربما تسترهم من اشعة الشمس، والغني منهم من لديه جلود ابقار أو جلود كلاب ليغطي بها هذه الاكواخ سألناه هل تحتاجون بيوتا او مستوصفا؟ يقولون لا نريد الا الماء، نمشي قرابة 20 كيلو حتى نأتي الى أهلينا بالماء، وكان هذا الموقف مؤثرا للغاية.