رئيس قطاع افريقيا بـ«الرحمة العالمية» خالد الجهيم يروي لنا بعض ما قابله، فيقول: ان تعطي وألا تنتظر مقابلا هو جهاد عظيم للنفس وقيمة اخلاقية كبيرة، تعال لتقرأ هذه القصة الرائعة التي تعرف من خلالها معنى العطاء وأهميته، والقصة حدثت في النيجر حينما كنا في قافلة اغاثية وعند وصولنا تجمع اهالي القبائل المحرومون من الخيرات التي قد تجدها امامك في ذهابك وإيابك، وفجأة وجهت لهم سؤالا: هل تعلمون انني خرجت من بلادي بالطائرة لأكثر من 10 ساعات لكي اقابلكم؟ فتعجب اهالي القبائل واندهشوا، حينها وجهت لهم سؤالا آخر وقلت: هل تعلمون لماذا اتيت لكم الى هنا؟ بدوا مندهشين لا يعرفون السبب، قلت: لأنني اخوكم في الاسلام وانتم اخواني ويجب ان نساعدكم وقد جئنا بهدية بسيطة متواضعة، فأرجو ان تقبلوها وتسامحونا على التقصير، وقدمنا لهم الأرز والزيت وقطعة الناموسية (قماش)، استغرب رئيسهم من حديثي وقال: اتقول انها هدية بسيطة؟ قلت: نعم، قال: هل تعلم ان هذا الارز لم آكله منذ 20 عاما وانت تقول هدية بسيطة! فاستغربت وقلت لهم: أمنذ 20 عاما لم تأكلوا الارز؟ قالوا: نعم، هنا شعرت بالنعم التي انعم الله بها علينا وحمدت الله عز وجل على ما نملك من نعم كثيرة، كما شعرت حينها بالعطاء واهميته الى هؤلاء وكيف يدخل العطاء السرور عليهم وقد حرموا من كثير من متع الدنيا، ووجدنا منهم من يشرب من مياه البرك والامطار، وهناك شعرت بما يجب على اهل العطاء فعله، وتبين لي حجم واهمية العطاء مع بساطته، فمن وجهة نظرك ونظري ان ما قدم ليس كثيرا بل هو امور بسيطة عبارة عن سلة غذائية ولكن هي تعني لهم الكثير، والعطاء خلق كريم تعلمناه من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم عن انس ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما بين جبلين فأعطاه اياها فأتى قومه فقال اي قوم اسلموا فوالله ان محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، فمن اسباب السعادة العطاء، فالإنسان هو الذي يحتاج ان يعطى لأنه بحاجة الى الشعور بالسعادة وليس لأنه محتاج او فقير، فالعطاء ارض خصبة يبرز فيها اهل الخير بذورهم.