- الشطي: الفراغ نعمة إذا لم يغتنمه الشاب تحول إلى نقمة ومن منحة إلى محنة
- الرومي: على أولياء الأمور توجيه أولادهم إلى القراءة والمراكز المنتشرة بالكويت تدعم الثقافة وتعتني بالنشء
أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن استثمار الوقت وعدم تضييعه فيما لا يفيد فقال صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ»، ومع بداية كل عطلة صيفية يحتار أولياء الأمور في اختيار الأماكن التي يفضلون ان يرتادها أبناؤهم في عطلة الصيف للتغلب على الفراغ.
حذر د.بسام الشطي من ترك الشباب فريسة للفراغ وقال: روى الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ» فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الفراغ نعمة في حق العبد إذا استعمله فيما يعود عليه بالنفع في دنياه وأخراه، أما إذا لم يغتنمه الشاب تحول من نعمة الى نقمة ومن منحة الى محنة، ويصبح شبحا مخيفا يحول الشاب الى ألعوبة بيد شياطين الجن والإنس، كما حذر الشباب من شغل أوقات فراغهم أمام مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي التي تحتوي على الكثير مما يبث السم في العسل وتنحرف بالشباب نحو أخطار وممارسات خاطئة ربما تؤدي الى التحلل من الدين والأخلاق وتعطيل المسلم عن قيمه وأسباب ارتقائه المادي والروحي التي تضطلع بها المؤسسة الدينية في إفراغ طاقة الشباب في فعاليات خلاقة تنهض بالشخصية وتحميها ضد الأفكار الهدامة، وأشار الشطي الى ان الكويت والحمد لله مليئة بالمراكز الشبابية التي تشغل وقت الشباب بالأنشطة الرياضية والرحلات والمسابقات والمنافسة على حفظ كتاب الله وكل ما يهم بناء العقول وتشجيعها على غرس الثقة في الشباب والمساهمة في المواطنة وتعزيز حب الوطن.
آفة الفراغ
ويؤكد سليمان الرومي على ضرورة توجيه الأبناء التوجيه السليم لاستغلال فترة العطلة الصيفية بما يعود عليهم بالمنفعة العامة والخاصة حتى يكون ذلك تعويضا لهم وترويحا عن عناء العام الدراسي بما فيه من كد وجد واجتهاد وعلى أولياء الأمور البحث عن البرامج البناءة المطروحة من خلال لجان النشء وحلقات تحفيظ القرآن ومراكز الشباب وغير ذلك من هذه البرامج الهادفة حتى يتسنى للشباب تفريغ طاقاتهم فيما يعود عليهم بالمنفعة لأن الفراغ آفة قد تقضي على الأمة بأسرها، فالفراغ يقضي على أخلاق الشاب وعلى نشاطه وعلى عقله وإذا فسد شباب الأمة انهدمت الأمة سريعا، ولفت الرومي الى دراسة غريبة أثبت فيها علماء النفس والتربية ان فراغ الشباب في تلك البلاد يعد واحدا من أكبر أسباب الجرائم فيها، وأجمعوا على ان الشباب اذا اختلى بنفسه بأوقات فراغه وردت عليه الأفكار الحالمة والهواجس الساذجة والأهواء الآثمة والتخيلات الجنسية المثيرة فلا يجد نفسه الأمارة إلا وقد تحركت أمام هذه الموجة من التخيلات والأهواء فيتحرك لتحقيق خيالاته مما يحمله على الوقوع في كثير مما هو محظور، كما ان الغرب يقولون استثمر وقتك قبل ان تستثمر مالك ونحن أكثر منهم حيوية ونشاطا، فالله عز وجل خلق الزمن وقدره وأقسم به في كل جزئية من القرآن الكريم فأقسم بالفجر والضحى والعصر والليل وهذا من أجل أن يحث الشباب على ان ينظروا الى أهمية الوقت خاصة في الإجازة الصيفية فهم يتمتعون بالوقت ولكن يتصفون بالخمول والضياع والركود ايضا وهذا ليس من طبع الشباب المسلم العاقل الذي يمتلك الوعي، فالإجازة الصيفية ينبغي ان يكون فيها معسكرات لتعليم القيادة والريادة والخروج من اللهو واللعب وضياع الأوقات وهذا ما يشجعه الإسلام، والمحافظة على الشباب أمانة ومسؤولية فعدم شغل أوقات الفراغ من الممكن ان يؤدي بالإنسان الى الوقوع في المنكرات وذلك حينما يسهر الشاب الليل ويضيع النهار.. فعلى أولياء الأمور ان يوجهوا أولادهم الى طريق الحق والرشاد وان يكون هناك غذاء للعقل والروح وهذا لا يأتي إلا عن طريق القراءة وليس عن طريق تضييع الوقت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيم أفناه وعن جسده فيم أبلاه وعن ماله من أين أخذه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل به».
وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة صريحة الى أن نستفيد من أوقات فراغنا قبل أن تمضي فقال: «اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك».
وهذا الذي علمنا اياه معلم البشرية ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لاستثمار وقت الفراغ الذي يجب تعليمه لأبنـــائنا.
واشار إلى أن الأندية الرياضية تساهم في تقديم أنشطة يحبها الأبناء ويستثمرون فيها أوقاتهم، كما أن اندماج الأبناء في المراكز الشبابية يكسبهم عدة مزايا بالإضافة الى صقل مواهبهم وتعودهم على روح الفريق في العمل الجماعي وتنمي حبهم لوطنهم ومجتمعهم وترقى بتفكيرهم لكيفية نفع أوطانهم واستغلال أوقات فراغهم وتحملهم المسؤولية وتنمي شخصيتهم.
وحذر الرومي من تغليب الألعاب الالكترونية على النشاطات التلقينية للطفل ومحاولة ابتكار أنشطة ترفيهية تحمل طابع المشاركة والتواصل مع الآخرين وتلقينهم المزيد من المعارف وذلك لا يتم الا في حال ضمن الأبوان لابنهما أصدقاء يشاركونه يومياته بإيجابية وفائدة حتى لا يشعر بالملل ويشعر الطفل بالكآبة والفراغ.