- من تدبر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى أقوال السحرة والكهنة والمشعوذين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً
- درء المفاسد أولى من جلب المصالح وشريعتنا أمرتنا بسدّ الباب حتى لو كان مباحاً إذا ترتب على المباح محرم
أكد د.عبدالرحمن الجيران ان البرمجة العصبية ودواء الإيحاء والإيماء محرمة وهي عقيدة هندوسية قديمة، وهذه البرامج لا تقوم على نظريات علمية راسخة بل خليط من طلاسم ورموز وافتراضات جدلية، وأن هذه عقائد باطلة جاء الإسلام بنقيضها تماما، مشيرا الى ان سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتربيته النفسية والاجتماعية من حيث تخريج القادة والسادة الذين قادوا العالم من هداية الضال وإرشاد الجاهل وغيره جوانب للتأسي بها والتي لا تحتاج الى أقوال السحرة والمشعوذين.
حول هذه الدورات وموقف الشريعة منها كان هذا الحوار:
ما تعريفكم للبرمجة العصبية؟ وهل هي تطور قدرات الفرد كما يدعون؟
٭ البرمجـــة العــصبية ليست مجرد دورات في الإيحاء والإيـمـاء وليست فقط لتطـوير قدرات الفرد، وليست للتخلص من العادات السيئة وليست للاسترخاء والاستشفاء، وليست لمعرفة أسرار الطاقة، وليست لمعرفة اسباب النجاح بل تقدم تصورا عاما للإنسان من حيث علاقته بالكون وبالآخرين، وأسلوب تعامله مع الناس ومعرفته بالله تعالى وعلاقته به.
من يقف وراء البرمجة العصبية؟ ومتى بدأت؟ وما هدفها؟
٭ ترجع بداية البرمجة العصبيـة الــــى فـــترة السبعينيات في الغرب وارتبطت ارتباطا وثيقا بالسحر وأدواته ثم أصبحت خليطا من ديانات قديمة وطلاسم ورموز ومناهج فلسفية وغيرها، وتهدف الى تحرير الإنسان ـ بزعمهم ـ فهو وحده يملك صحته ومرضه وسعادته وشقاءه ونجاحه وفشله.. إلخ، ويتركون الله تعالى جانبا ـ حاشا لله ـ ويقولون التحرير هذا يمكن ان يستمده الإنسان من الطاقة التي ينميها له المدرب او المبرمج، وهذه الطاقة موزعة في أنحاء الجسم ومتى اتصلت بمصادر الطاقة في الكون يصل الإنسان لمرحلة الشفاء والسعادة.
وهذه عقيدة هندوسية قديمة، حيث جعلوا لكل منفذ من منافذ الطاقة في الجسم لونا خاصا ورائحة خاصة ورمزا خاصا وإلها خاصا يعبدونه ليمنح هذه الطاقة.
وما البرامج المعتمدة عندهم؟ وما الهدف منها؟
٭ التشي كونغ وتهدف الى ان تصل بالإنسان لمرحلة الخلاء، والطاوية وتهدف الى ان تصل بالإنسان لمرحلة الاتحاد بالإله الطاو والريكي وتهدف لان تصل بالإنسان لمرحلة الاتحاد بالعقل الكلي، والتنويم ويهدف لان يصل بالإنسان لمرحلة النرفانا وهذه جميعا احوال شيطانية تهدف بزعمهم الى تحقيق السمو الروحي للإنسان.
هناك من يزعم انهم يشفون من مرض السرطان، فما تعليقكم؟
٭ هذا من الشطط الذي وصلوا اليه بأنهم يشفون الناس من مرض السرطان، الأمر الذي جعل جمعية السرطان في اميركا تصرح بأن المايكروبيوتيك جمع البوذية مع ديانات جنوب شرق آسيا، وذلك من أجل إزالة اللبس عند الناس عن هؤلاء المشعوذين، ومن مصطلحاتهم التي أوهموا الناس بها وزينوا بها إعلاناتهم في الصحف من الاستشفاء البديل، الطب التكاملي، التناغم مع الطبيعة، اكتشاف أسرار الطاقة، الرياضة الروحية، التأمل والاسترخاء، الإيحاء، الإيماء.. إلخ.
وما الجهة التي تقف وراءهم وتساعدهم؟
٭ هم يحرصون على تزيين أسمائهم بكلمات، ممارس متقدم معتمد في البرمجة العصبية، والسؤال الآن معتمد ممن؟ أي جهة علمية معتبرة في الغرب تقف وراء هذه الوثنية الجديدة؟ الجواب لا يوجد، فلا يوجد حتى هذه اللحظة جهة علمية معتمدة ومعتبرة تقف وتدعم مثل هذه البرامج.
لماذا؟ لقناعة الغرب التامة بأن هذه البرامج ليست قائمة على نظريات علمية راسخة بل هي مجرد خليط من طلاسم ورموز وافتراضات جدلية لا ترقى لمستوى النظرية حتى يمكن اتباعها.
هناك المركز العالمي للمبرمجين، ما رأيك فيه؟
٭ هو مركز عبارة عن سحرة مشهورين في الغرب ولا ينكر هذا اي انسان مكابر ومن رجع الى الكتب التي صنفت في البرمجة يعلم تماما ان من وضعها هم سحرة بالأصل، وبينوا سبب تصنيفهم لهذا النوع من البرمجة، أمثال جون جرندر وريتشارد باندلر اللذين وضعا أصول البرمجة والعلاقة بينها، وهناك روبرت دلتز وجوديت دي لويزر وصنعا موسوعة البرمجة اللغوية العصبية ومنها حب الارتباط مع السحر، وأيضا ستيفن هول الذي وضع قاموس الحركات الدينية في الغرب.
وأوضح أن من أدوات بعث هذه الحركات الدينية البرمجة العصبية، وهي تنادي بأن الكل واحد وان كل الواقع هو جزء من الكل وان الرجل هو الله أو جزء من الله ويمكن أن يخلق الرجل واقعه الخاص، وكلها عقائد باطلة جاء الاسلام بنقيضها تماما.
ما الواجب على المسلم تجاه هذه البرامج؟
٭ الواجب على كل مسلم الحذر من هذه الوثنية الجديدة وإن غلفوها بغلاف العلم أو زينوها بعبارات تجذب اليها الطامحين للتغيير مثل تطوير القدرات والاسترخاء والتخلص من العادات السيئة والقراءة السريعة وغيرها فهي في الحقيقة لا تقدم شيئا سوى أنها تجعل الانسان يعيش في وهم وخيال لذيذ أمد الدورة ثم لا يلبث أن يفاجأ بالواقع بعد الانتهاء منها.
وحدثني أكثر من واحد ممن حضر هذه الدورات وأكد لي أنهم، أي المبرمجين، يضعون الجمر ويطلبون من الحضور المشي عليه، فهل هذا فعل العقلاء الأسوياء؟ أم انه من التعامل مع الجن والمشعوذين، كما أننا نسمع عن الرحلة خارج الجسد، فيقول الانسان مثلا اذا ذهب الى العمرة وهو لا يزال في بيته ولم يغادر فراشه في الكويت، فهل هذا من تطوير القدرات أم أنه من الشطحات؟ وأخطر ما يقوم به هؤلاء المحسوبون على الصحوة أنهم جروا الدين ليوافق أهواءهم لأنهم تلقفوا البرمجة العصبية وحملوها ثم نظروا ما يوافقها في الدين ليلبسوا على الناس ولهذا تجد دائما عند المبرمجين عبارات، ليس هناك خير محض ولا شر محض، فالأمور نسبية، وهذا حتى يتحاشوا أي إحراج أو تساؤل يمكن أن يثار خلال برامج التدريب، وبهذا يضيع الدين.
يقول البعض نحن نأخذ الحق من هذه البرامج والباطل نرده أولم يأخذ أبوهريرة رضي الله عنه فائدة من الشيطان لما قال له اذا أويت الى فراشك فاقرأ آية الكرسي فلا يزال عليك من الله حافظ؟
٭ أقول نعم هذا صحيح ولكن هذا القياس مع الفارق، والقياس مع الفارق لا يصح كما هو معلوم، ذلك لأن الفائدة التي أخذها أبوهريرة رضي الله عنه فائدة حق وهي حق محض لم يخالطه شيء من الباطل ليلتبس على الناس.
ثانيا: النبي صلى الله عليه وسلم قطع الطريق بعد ذلك بقوله صدقك وهو كذوب، وكذوب صيغة مبالغة من الكذب حتى لا يطلع أحد بأخذ فائدة مستقبلية من هذه المصادر، وهناك حادثة أخرى وهي حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في صحيفة من التوراة فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم أشد الإنكار مع العلم أن التوراة فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم هو المبلغ عن الله تعالى ولا ينطق عن الهوى، أراد بيان الحق وقطع الطريق أمام كل من يتطلع الى مصدر آخر للهداية، فقال: لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك، وقال: لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي، فما الذي يجعل المسلم يلهث وراء الضلال ليتلقف منهم ضلالهم وكفرهم ويترك هذا الخير العميم المعصوم الذي هو من عند الله تعالى لا من إيحاء وإيماء الشياطين.
فمن تدبر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من حيث التربية النسية والاجتماعية ومن حيث تخريج القادة والسادة الذين قادوا العالم ومن حيث هداية الضال وإرشاد الجاهل وتعليم الصغار والنساء وعلاج المرضى كلها جوانب للتأسي به صلى الله عليه وسلم الذي لا تحتاج معه الى أقوال السحرة والكهنة والمشعوذين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا.
كلمة أخيرة.
٭ نشكر ديوان الخدمة المدنية على الغاء هذه الدورات، وذلك بعد مراجعات وتقييم دورات المبرجة العصبية والوصول الى نتائج عديمة وقليلة الجدوى لاحتوائها على عقائد تخالف الدين بناء على فتوى من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وتم الغاؤها وحل محلها الدورات المعتمدة الاكاديمية ذات التخصص العلمي في الآداب والتعليم والقيم والأخلاق التي تتوافق مع عقيدتنا السمحة ومع عاداتنا وتقاليدنا.
كما نشكر جريدة «الأنباء» والقائمين عليها على هذا اللقاء، هذه الجريدة التي تتميز بالمصداقية ونشر الحقائق وهي مرآة صادقة للاعلام الذي يرتقي بالفرد وتنشر الوعي في المجتمع.