بقلم: د.كريستيان تيودور سفير الاتحاد الأوروبي لدى الكويت
إن يوم أوروبا في التاسع من مايو هو مناسبة للاحتفال بالسلام والوحدة في أوروبا وهذا العام نحتفل بالذكرى الحادية والسبعين لإعلان شومان وهو إعلان قوي اطلق عملية الاندماج الأوروبي وأطول مشروع للسلام على مر التاريخ كما نحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة للسلك الديبلوماسي التابع للاتحاد الأوروبي وهو دائرة العمل الخارجي الأوروبية.
ان إطلاق هذه الدائرة في الأول من يناير سنة 2011 كان خطوة رئيسية في عملية الاندماج الأوروبية حيث تهدف إلى المزيد من التجانس والتعاون والتنسيق في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
ان العلاقة بين دولة الكويت والاتحاد الأوروبي هي علاقة فريدة بحق، فالكويت هي أول دولة خليجية توقع على ترتيب التعاون مع الاتحاد الأوروبي والذي يعتبر حجر الأساس في علاقاتنا الثنائية حيث نتج عن هذا الترتيب أيضا عقد أول اجتماع لكبار المسؤولين من كلا الطرفين في نوفمبر 2018 والذي كان أول اجتماع من هذا النوع على مستوى مجلس التعاون الخليجي.
لقد مهد ترتيب التعاون هذا الطريق لكلا الطرفين من اجل تعزيز الحوار والدخول في مناقشات مفصلة في العديد من المجالات ومن بينها التجارة والاستثمار والاقتصاد وحقوق الإنسان والأمن والتعاون في مجال المساعدات الإنسانية والتنمية.
بالنسبة لحقوق الإنسان فإن دولة الكويت والاتحاد الأوروبي لديهما فرصة لتبادل الآراء بشكل سنوي ضمن إطار اجتماعات حوار حقوق الإنسان.
إن آخر جولة لذلك الحوار عقدت افتراضيا في مارس 2021 علما أنه كمتابعة للحوار الذي عقد في سنة 2020 قمنا بتنظيم ندوة افتراضية عن تعزيز المشاركة السياسية للمرأة في الكويت وذلك قبل الانتخابات البرلمانية بالتعاون مع السلطات المحلية.
لقد استضافت الكويت والاتحاد الأوروبي معا في الماضي العديد من مؤتمرات الجهات المانحة والمساعدات الإنسانية بالنسبة لسوريا والعراق وشعب الروهينغا وفي مارس استضاف الاتحاد الأوروبي المؤتمر الخامس لدعم مستقبل سوريا والمنطقة وذلك من اجل تحقيق تقدم في عملية السلام وإنهاء الأزمة الإنسانية بالإضافة إلى إيجاد حل سياسي مستدام بعد 10 سنوات من الصراع في سوريا.
لقد مثل الكويت في ذلك المؤتمر معالي وزير الخارجية الشيخ الدكتور احمد ناصر الصباح والذي أعاد التأكيد على دعم الكويت القوي للشعب السوري.
إن بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الكويت حريصة على الترويج للعلاقات بين الشعوب وذلك كعنصر مهم لتطوير علاقات قوية وطويلة الأمد بين الاتحاد الأوروبي والكويت وفي هذا السياق نعمل مع منظمات المجتمع المدني في الكويت مثل لوياك والجمعية الكويتية لحقوق الإنسان.
يولي الاتحاد الأوروبي أهمية كبيرة إلى التعافي في مرحلة ما بعد كوفيد -19 والعمل مع الكويت على التحول الأخضر والتحول الرقمي وفي هذا السياق قمنا بعقد ندوات افتراضية في ابريل فيما يتعلق بالمباني الخالية من الكربون والطاقة المتجددة علما أن هذا النهج يعكس سياسة الاتحاد الأوروبي لتحقيق صفر انبعاثات كربون بحلول سنة 2050.
إن هناك حقيقة واضحة بالنسبة لجائحة كوفيد-19 وهي انه لا يوجد شخص آمن ما لم يتمتع الجميع بالأمان وعليه يعمل الاتحاد الأوروبي بجد واجتهاد من اجل تسريع التوزيع ضمن الاتحاد الأوروبي للقاحات كوفيد-19 وفي الوقت نفسه يساهم الاتحاد الأوروبي بالفعل وبشكل كبير جدا في حملة التطعيم العالمية وذلك من خلال التصدير ومبادرة كوفاكس العالمية وبهذه الطريقة يساعد الاتحاد الأوروبي الدول محدودة ومتوسطة الدخل على تطعيم سكانها.
عندما نتكلم عن جائحة كوفيد-19 فإن من الأهمية بمكان أن نوجه التحية للعاملين الصحيين في جميع أنحاء العالم وبما في ذلك أوروبا والكويت على جهودهم الجبارة في التصدي لهذه الجائحة.
ونحن نحتفل بيوم أوروبا لهذا العام خلال شهر رمضان المبارك، أرغب في ان أغتنم هذه الفرصة لأبعث بأطيب التحيات بهذه المناسبة لصاحب السمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وجميع المسلمين في الكويت وخارجها ورمضان كريم.
أدعوكم للاطلاع على فعالياتنا الافتراضية بمناسبة يوم أوروبا وذلك من خلال زيارة موقع بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت على وسائل التواصل الاجتماعي EUinKuwait@ بالاضافة إلى حسابي على الانترنت cristianTudorEU@ كما أتطلع قدما للمزيد من التعاون بين الكويت والاتحاد الأوروبي لسنوات عديدة قادمة.