- الكويت تولي مفهوم الوسطية أهمية خاصة.. و«كورونا» عدو مشترك طال كل مناحي الحياة
- أبوالغيط: تبادل الخبرات سيمكن المنطقة العربية من رسم خريطة طريق لتخطي الصعوبات
- الجوعان: الكويت أنجزت العديد من المساعدات عبر جسور إغاثية في ظل الجائحة والكوارث
ثامر السليم
أكد وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د.أحمد الناصر أن الكويت دأبت في سياساتها الخارجية على إيلاء المسائل ذات الصلة بنشر ثقافة السلام والوئام وتشجيع الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان والوسطية أهمية خاصة، تجسيدا لمسيرتها وشعبها المعطاء والمحب للسلام، وترجمة للعادات والتقاليد التي جبل عليها أهل الكويت، وللقيم والمفاهيم التي رسخها الدستور.
وأضاف الناصر، في كلمته خلال الاحتفال باليوم العالمي للسلام الذي نظمه معهد المرأة للتنمية والسلام تحت شعار «السلام طريقنا» عبر «زووم» بمشاركة أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط ورئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان وسفراء عمان وتركيا والفاتيكان لدى البلاد، أن الوقت الحاضر يشهد تزايدا لموجات الإرهاب والتطرف والتعصب والكراهية بين الشعوب وتفاقم قضايا انتهاكات حقوق الإنسان والتمييز العنصري.
واستذكر المآثر والمناقب الطيبة لأمير الإنسانية الراحل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد كقائد للعمل الإنساني ولنهج السلام الداعم لجهود الوساطة وحل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية، مجددا عزم الكويت على مواصلة مسؤولياتها في تعزيز ونشر مبادئ السلام، ورفع المعاناة الإنسانية على المستويين الرسمي والشعبي، من أجل بلوغ عالم أكثر إنصافا وسلما، وتستمر تلك المساعي بتوجيهات من صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، مبينا ان عالمنا يعيش اليوم تحديا جديدا واستثنائيا يهدد جهودنا للدفع نحو السلام نتيجة لتفشي فيروس كورونا، الذي خلف بدوره أزمات إنسانية قاسية تتطلب التعاون لمواجهة التبعات الناجمة عن الوباء «فلا توجد دولة محصنة من الوباء بمفردها ما لم يكن العالم أجمع محصنا»، مما يستوجب معه العمل على دعم المجالات الحيوية كتعزيز المنظومة الصحية والتعليمية والغذائية وهو ما يأتي انسجاما لما اختارته الأمم المتحدة من عنوان «التعافي بشكل أفضل من أجل عالم منصف ومستدام» ليوم السلام العالمي، فهذا الفيروس العابر للحدود ما هو إلا عدو مشترك طال كل مناحي الحياة ومختلف أبعاد التنمية المستدامة ولن نستطيع القضاء عليه إلا من خلال استجابة أساسها التضامن والتكاتف.
وحول المناسبة، قال نحتفل بذكرى مرور 40 عاما على تسمية الأمم المتحدة تاريخ 21 من سبتمبر «يوم السلام العالمي»، وهنا أعرب عن بالغ الثناء على الجهود التي بذلتها أسرة المنظمة العريقة على مدى 76 عاما، مؤمنين بأهمية هذا اليوم ليكون مناسبة عالمية مشتركة يتم بها احتفال جميع شعوب وأمم العالم معا دون تفرقة أو تمييز للسعي نحو تحقيق حياة آمنة وكريمة يسودها التعاون والسلام، بدلا من الصراع والتعصب.
فكر جديد
من جانبه، ذكر أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في كلمة مماثلة ان بناء مجتمعات ما بعد الصراع يتطلب فكرا جديدا يرسخ قيم عدم التمييز ومشاركة المرأة في المجتمع ويحميها من العنف والظلم الاجتماعي، فصيانة حقوق المرأة وتعزيز دورها الاجتماعي صيانة للسلام ودعم للاستقرار، داعيا الدول التي تشهد نزاعات في المنطقة العربية الى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى على مستوى العالم والتي تمكنت من منح المرأة دورا أكبر في مرحلة ما بعد النزاع، كما أن تبادل الخبرات أفضل الممارسات وسيمكن المنطقة العربية من رسم خريطة طريق واضحة لتخطي كل الصعوبات.
ولفت أبوالغيط إلى أن تعزيز قوة المرأة اقتصاديا بعد انتهاء النزاعات من القضايا المهمة التي تشغل المجتمع الدولي، مطالبا الدول العربية بمنح المرأة الاهتمام اللازم وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا عند إحلال السلام وبناء المجتمعات والعمل بالتوازي على إدماج منظور النوع الاجتماعي على الصعيد السياسي والاقتصادي.
ظاهرة عالمية
بدورها، أشارت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان إلى ان عام 2020 تميز بالأزمة الصحية لجائحة كورونا التي تحولت الى ظاهرة عالمية متعددة القطاعات وأدت الى تفاقم الأزمات المترابطة فيما بينها، مشيدة بالدور الكويتي الإنساني والتوجيهات السامية التي أنجزت العديد من المبادرات والمساعدات عبر جسور جوية إغاثية في ظل الجائحة والكوارث الطبيعية.
ولفتت الجوعان إلى دور الكويت المحوري في تحقيق وحدة الصف العربي عبر التوصل إلى المصالحة وتعزيزها، مؤكدة أن صاحب السمو الأمير قام بدور استراتيجي لحماية الأمن العربي والدفاع عن قضايا الأمة.
إشادة وتقدير
من جهته، قال سفير سلطنة عمان لدى الكويت د.صالح الخروصي أقدر عاليا الجهود التي تبذلها الديبلوماسية الكويتية برئاسة الشيخ د.أحمد الناصر الذي يستلهم توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد في سبيل إرساء السلم وتعزيز التعاون الإيجابي إقليميا ودوليا، حيث أصبح دور الكويت في هذا الشأن محل إشادة وتقدير من المجتمع الدولي فالكويت رائدة العمل الإنساني والوسيط المفضل في النزاعات الإقليمية والدولية.
وأضاف الخروصي: ان شعار المناسبة هذا العام يأتي بمسمى «طريقنا إلى السلام» لتواكب مع ما تركز عليه هيئة الأمم المتحدة وهو التعافي من فيروس كورونا وتأثيراته على الصحة البدنية والنفسية، لافتا الى انه وبشكل عام فإن سلطنة عمان تبذل جهودها للمساهمة في السلم والاستقرار في مختلف الملفات والقضايا وهو الدور الذي يعتبر ركيزة أساسية تقوم عليها السياسة الخارجية للسلطنة وتتكامل في ذلك مع أشقائها في دول مجلس التعاون ولقد بذلت جهودا كبيرة للسيطرة على التحديات التي فرضها الفيروس ومنها توفير اللقاحات للمواطنين والمقيمين مجانا.