- المباحثات الديبلوماسية حول «النووي الإيراني» لن تكون مفتوحة إلى الأبد وعلى طهران أن تتخذ إجراءاتها وتبدي حسن النوايا
- العلاقات الكويتية - الأميركية قوية بالأساس ويظهر معدنها في وقت الشدائد ونسعى إلى توطيدها والبناء عليها
- شراكة الولايات المتحدة مع دول المنطقة لها انعكاس كبير على العالم وعلى الأمن المجتمعي
- الكويت لعبت دوراً مهماً في إنهاء الأزمة الخليجية ونحن فخورون بأن وساطتها كان لها التأثير الإيجابي في ذلك
- كشفنا شبكة تابعة لحزب الله ممتدة بين الكويت ولبنان وتمتلك تمويلات بملايين الدولارات
- الولايات المتحدة لن تطبّع مع نظام الأسد ونحن على اتصال مع شركائنا بالمنطقة لمناقشة هذا الأمر
- لسنا في حرب باردة مع الصين لكن في بعض الأمور على الدول الاختيار في التعامل معنا أو معهم
- ما حدث قبل أيام لبعض مواقع التواصل الاجتماعي يعزز أهمية التعاون في مجال الأمن السيبراني
أسامة دياب
وصف نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شبه الجزيرة العربية في مكتب شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية دانيال بنعيم زيارته إلى البلاد والتي تعد الأولى من نوعها بـ «المثمرة»، موضحا أنها جاءت للبناء على العلاقات الاستراتيجية القوية في مختلف مجالات التعاون الثنائي، لافتا إلى أن الكويت أثبتت أنها حليف إستراتيجي وصديق وفي لا غنى عنه.
وكشف بنعيم - في مؤتمر صحافي عقد في محل إقامة السفيرة الأميركية على هامش زيارته للبلاد - عن أن عملية إجلاء المواطنين الأميركيين والأفغان من أفغانستان كشفت عن عمق الشراكة بين البلدين، مشيدا بقرار صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد بتعاون الكويت في هذا الصدد، وهنا نشير إلى أنه «يتعين على الحكومة الأفغانية المساعدة في خروج هؤلاء».
وأوضح أنه بحث مع الشركاء في الكويت عددا من الموضوعات، أهمها الحوار الاستراتيجي والتعاون الاقتصادي والتعليمي والصحي، فضلا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأبرزها تعزيز المشاورات الوثيقة فيما بين البلدين فيما يخص إيران وسورية والعراق واليمن، لافتا إلى أن لقاءه مع نائب وزير الخارجية مجدي الظفيري تطرق إلى التحديات التي تواجه البلدين وسبل دعم الأمن والسلم وإمكانية العمل معا في هذا الإطار.
وأشار إلى الزيارة التي قام بها وزير خارجية بلاده أنتوني بلينكن للبلاد والمباحثات التي أجراها مع القيادة الكويتية، مشيدا باللقاء الذي جمع بلينكن مع الشيخ د.أحمد الناصر في نيويورك على هامش الاجتماع الوزاري الخليجي والذي تزامن مع مرور الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات بين البلدين والتي كان على أثرها تزيين أبراج الكويت بالعلمين الكويتي والأميركي والتي تبرهن عمق علاقات الصداقة بين البلدين، فضلا عن توطيد علاقاتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي ككل في مجالات البيئة والتجارة والاقتصاد.
وأشار بنعيم إلى أن عدد الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات الأميركية بلغ نحو 10 آلاف طالب وهو العدد الأكبر بالنسبة للطلبة الكويتيين في جميع دول العالم، داعيا الطلبة إلى الالتحاق بالجامعات الأميركية.
وثمن الدور الديبلوماسي الذي لعبته الكويت في الحفاظ على وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى انه التقى مجلس رجال الأعمال بغية إنعاش الاقتصاد بعد جائحة كورونا سواء على مستوى المشروعات الكبيرة أو الصغيرة، إضافة إلى عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يحتل حيزا كبيرا من علاقاتنا الاستراتيجية حيث إن هناك استثمارات أميركية في الكويت وأخرى كويتية في بلادنا.
وجدد تأكيده على أن العلاقات الكويتية - الأميركية قوية بالأساس ويظهر معدنها في وقت الشدائد. وأضاف مازحا: «لم آت هنا لحل مشكلة معينة ولكننا نسعى إلى توطيد العلاقات والبناء عليها ونعزز من مشاوراتنا بشكل وثيق ودائم، مشيدا بالدور الإنساني الذي تقوم به الكويت».
النووي الإيراني
وردا على سؤال حول مستقبل العلاقات مع إيران والملف النووي، قال بنعيم: «إن الرئيس بايدن أكد في أكثر من موضع أنه يريد منع إيران من حيازة سلاح نووي ويهدف إلى تحجيم استخدامها النووي لمنع تهديدها لجيرانها وضمان عدم تدخلها في الشؤون الداخلية لها، مشددا على أن التواصل الديبلوماسي لن يكون كافيا لحماية الشركاء في الخليج».
وذكر أن الوزير بلينكن قال إن المباحثات الديبلوماسية حول النووي الإيراني لن تكون مفتوحة إلى الأبد وعلى الحكومة الإيرانية أن تتخذ إجراءاتها وأن تبدي حسن النوايا وأن تكون جادة في هذا المجال لأن هذا هو مطلب المجتمع الدولي ورؤيته ونأمل أن تكون إيران جادة في الاستجابة لذلك، مضيفا أن حلفاء بلاده في المنطقة متفهمون لما نبديه حول هذا الملف والإجراءات التي نتخذها لأن لدينا علاقات أمنية وطيدة مع هؤلاء الحلفاء ومنها الكويت وهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم وعلى مصالحهم.
وزاد: في الشهرين الماضيين أثبتنا بالدليل القاطع مدى التزام الولايات المتحدة بأمن شركائها وأن بلاده حاضرة بقوة في الكويت ودول المنطقة، نافيا أن تكون بلاده قد فقدت اهتمامها بالمنطقة، معتبرا أنه كلام عار عن الصحة، حيث إن هذه المنطقة شريك مه لبلاده، موضحا أن هناك العديد من التحديات المشتركة التي يجب مواجهتها مع الشركاء ولاسيما في المجال الاقتصادي ومحاربة الإرهاب والتطرف.
وأضاف بنعيم أن التعاون الاقتصادي هو أفضل طريقة لدعم الشراكات، حيث إن شراكة بلاده مع دول المنطقة لها انعكاس كبير على العالم وعلى الأمن المجتمعي، مضيفا أن جائحة كوفيد -19 ساهمت في تغيير المجتمعات.
خلية حزب الله
وردا على سؤال حول تسليم الولايات المتحدة الأميركية لأسماء عدد من المتورطين في خلية حزب الله، قال بنعيم: الكويت شريك جيد جدا لنا في مواجهة ومكافحة الإرهاب وقد كشفنا مؤخرا شبكة ممتدة بين الكويت ولبنان تنتمي الى حزب الله وتمتلك تمويلات بملايين الدولارات، ولدينا تعاون قوي مع الكويت في هذا المجال.
وفي معرض رده على سؤال حول التأثير الإيجابي لما حققته قمة «العلا» والوساطة الكويتية في حل الأزمة الخليجية وإعادة اللحمة بين دول مجلس التعاون، أوضح بنعيم ان الكويت لعبت دورا مهما في إنهاء الأزمة الخليجية ونحن فخورون بذلك، واصفا الوساطة الكويتية بأنها كان لها التأثير الإيجابي لإنهاء هذه الأزمة.
وأضاف أنه من المهم جدا أن ترى الولايات المتحدة تحالفا قويا بين حلفائها الخليجيين ونعمل معا نحو هذا الاتجاه، ورأينا بعد هذا الاتفاق تغييرا على ارض الواقع وهذا ما أكده وزير الخارجية بلينكن عند اجتماعه بدول مجلس التعاون في نيويورك، حيث اتفقا على كيفية مواجهة التحديات التي تواجه هذه الدول والولايات المتحدة وخصوصا في أفغانستان واليمن وسورية والعراق.
وأشار إلى أن دعم الكويت ودول مجلس التعاون يعزز التعاون الجماعي لمواجهة التحديات ومحاربة الإرهاب.
حرية المنافسة
وحول مدى تأثر العلاقات الأميركية مع شركائها في المنطقة المتعاونين اقتصاديا مع الصين، قال لا توجد حرب باردة بيننا وبين الصين ونحن ننافس الصين في بعض المجالات ونتعاون معهم في مجالات أخرى، ونحن نعمل على تعميق علاقاتنا مع دول المنطقة في جميع المجالات التجارية والأمنية والثقافية وهذه طريقتنا في المنافسة، وللدول حرية الاختيار بالتعامل التجاري مع عدة دول كما تفعل ذلك الولايات المتحدة من تعاملات تجارية مع العديد من الدول.
وأضاف أن الدول في هذه المنطقة لديهم تبادلات تجارية عديدة مع الصين، وعلى الجميع أن يفهم أن هذه المنافسة أصل في تطوير البنى التحتية لدول المنطقة وتحسين البيئة واستتباب الأمن وهذا يصب في مصلحة الجميع، مضيفا: لم نسأل دول المنطقة لاختيار جانب محدد للتعامل معه فقط، وهناك نقاط أساسية يكون على الدول الاختيار بصعوبة فيها إما العمل مع الولايات المتحدة أو مع الصين، فبعض المعدات الدفاعية الصينية تجعل الأمر صعبا في التعامل مع أميركا وأيضا في بعض أجهزة الاتصالات وأيضا في بعض المجالات الأخرى، فبعض التعاون مع الصين في مجالات معينة يصعب العمل مع الولايات المتحدة في نفس المجال ونحن لا نجبر أحدا على اختيارنا.
وبخصوص الاتصال الذي أجراه الملك عبدالله الثاني مع الرئيس السوري بشار الأسد، ورؤيتهم لمستقبل العلاقات بين دول المنطقة والنظام السوري، أجاب بأن «الولايات المتحدة لن تطبع علاقاتها مع نظام الأسد، ونحن على اتصال مع شركائنا في المنطقة لمناقشة هذا الأمر ولمعرفة حقيقة الأوضاع».
وحول العطل الذي أصاب عددا من وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا، قال بنعيم: «ما حدث يعزز أهمية التعاون في مجال الأمن السيبراني لأننا نعيش حياة رقمية ونسعى الى تعزيز التعاون في هذا المجال مع الشركاء جميعها من ضمنها الكويت».