بغداد ـ أ.ش.أ: أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية العراقي علي الصجري ان الحكومة العراقية جادة في إنهاء مسألة بناء الكويت لميناء بحري عن طريق المفاوضات مع الحكومة الكويتية. وأوضح الصجري ـ في تصريح له أمس ـ أن الميناء الكويتي الذي تعمل الكويت في بنائه على مقربة من الممر المائي العراقي سيعيق بناء ميناء الفاو الكبير، والذي يشكل حلما اقتصاديا كبيرا للعراق لما له من فائدة اقتصادية تنعكس على العراق. وأشار الصجري إلى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شكل الأسبوع الماضي لجنة وزارية لمتابعة الموضوع وحل هذه المشكلة، مؤكدا أن القرارات الدولية تمنع التجاوزات على المياه الإقليمية التي تؤثر على البلدان المتشاطئة.
كما أشار إلى أن الشعب العراقي سيعمل على تنظيم تظاهرات واعتصامات سلمية واسعة خلال هذه الأيام للضغط على الحكومة الكويتية من أجل إيقاف بناء الميناء.
من جانب آخر، انتقدت القائمة العراقية أمس تصريحا للمتحدث باسم الحكومة علي الدباغ أيد فيه بناء الكويت ميناء يقول عراقيون إنه سيعيق عمل ميناء البصرة الجنوبي ويلحق أضرارا فادحة بالاقتصاد العراقي.
وقال المتحدث باسم القائمة حيدر الملا في تصريح صحافي، إن على مجلس الوزراء اتخاذ موقف وطني تجاه التصريحات اللامسؤولة للمتحدث باسم الحكومة التي وصف فيها بناء الكويت لميناء مبارك بالحق الوطني لها. ودعا الملا إلى اتخاذ الحكومة موقفا واضحا تجاه ـ ما أسماه ـ «الاستفزازات الكويتية للعراق».
وكان الدباغ قد صرح بأنه لا يوجد اي اعتراض عراقي على إنشاء ميناء مبارك الكبير الذي قامت الكويت بوضع حجر الأساس له منذ أسابيع قليلة.
وأشار الى الحق الكامل لأي دولة في ممارسة سيادتها على مواردها ومنشآتها وبالتالي لا يوجد ما يمنع من ان تقوم الكويت ببناء أي شيء ضمن ما تراه مناسبا لها في أراضيها ومياهها الإقليمية.
يذكر أن وزارة النقل العراقية وضعت في أبريل من العام الماضي حجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير الذي تشير تصميماته الأساسية الى احتوائه على رصيف للحاويات بطول 39 ألف متر مربع، ورصيف آخر بطول 2000 متر، إضافة إلى ساحة للحاويات تبلغ مساحتها أكثر من مليون متر مربع وساحة أخرى متعددة الأغراض بمساحة 600 ألف متر مربع، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية للميناء 99 مليون طن سنويا وتبلغ التكلفة الإجمالية لإنشائه 4 مليارات و400 مليون يورو، ومن المتوقع أن يتصل الميناء بخط للسكة الحديدية يربط الخليج العربي عبر الموانئ العراقية بشمال أوروبا من خلال تركيا.