- العلاقات الكويتية ـ العراقية خطت خطوات متقدمة وتعاون العراق في قضية المفقودين إيجابي
- على الأمم المتحدة التعامل مع قضية الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم بكل حزم والكويت حاولت في أكثر من دورة استصدار قرار يجرّم ازدراء الأديان
- تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف هو الطريق الأسهل لاحترام الثقافات والحضارات والأديان ولا ينبغي للدول الغربية أن تتخذ حرية التعبير حجة لرفض الدعوات التي تطرحها في الأمم المتحدة
غادر سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك والوفد المرافق له المملكة المتحدة امس متوجها لمدينة نيويورك لترؤس وفد الكويت المشارك في اجتماعات الدورة الـ 67 للجمعية العامة للامم المتحدة.
وكان في وداع سموه في مطار لوتن (شمال لندن) وزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله وسفيرنا لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان واعضاء السفارة ورؤساء المكاتب الكويتية المعتمدة في لندن.
وكان سمو رئيس مجلس الوزراء توقف في العاصمة البريطانية لندن قادما من باريس بعد ان مثل صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد في حفل افتتاح جناح التراث الاسلامي بمتحف اللوفر الثلاثاء الماضي.
وصرح مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي امس بأن الكويت تشارك في أعمال دورة الجمعية العامة هذه السنة بوفد رفيع المستوى بقيادة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك للمرة الأولى ويرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، معتبرا ان المستوى الرفيع لهذه المشاركة يعكس اهتمام الكويت بالمنظمة الدولية وأهدافها السامية.
وفي تصريح لـ «كونا» قبيل وصول سمو رئيس مجلس الوزراء والوفد الرفيع المستوى المرافق لسموه الى نيويورك، قال السفير العتيبي ان «تمثيل الكويت بهذا الوفد الرفيع المستوى يعكس اهتمام الكويت بالمنظمة وحرصها على المشاركة الفاعلة في أعمالها»، موضحا ان الأمم المتحدة هي بيت جميع أعضائها وان الهموم والشواغل لديها متشابهة وان هناك قضايا دولية تؤثر في الجميع ولا توجد حدود جغرافية أو وطنية تحول دون انتقالها من دولة الى أخرى مثل تغير المناخ أو خطر انتشار أسلحة الدمار الشامل أو ضرورة التصدي للارهاب وغير ذلك من القضايا الأخرى الكثيرة التي تتطلب مواجهتها حلولا جماعية وجهودا موحدة.
وأضاف ان الكويت من «دعاة التنسيق وتوحيد الجهود لمواجهة هذه المشاكل والتحديات الدولية والأمم المتحدة بالنسبة لنا أفضل آلية دولية متعددة الأطراف لتنسيق هذه الجهود وتوحيدها».
وأفاد بأن سمو رئيس مجلس الوزراء سيستهل نشاطه في نيويورك الأسبوع المقبل بعقد اجتماع «مهم جدا» مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، موضحا ان الجانبين سيبحثان في الاجتماع عددا من المسائل في مقدمتها علاقة الكويت بالأمم المتحدة وكذلك قضايا ومستجدات إقليمية وما «تشهده المنطقة حاليا من تطورات تؤثر على أمنها واستقرارها فضلا عن موضوع استكمال العراق تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وأفاد بأن الوفد الكويتي الرفيع المستوى سيجري أيضا عددا كبيرا من اللقاءات الثنائية التي تم ترتيبها لسمو رئيس مجلس الوزراء مع عدد من رؤساء الدول ورؤساء وزراء دول صديقة من مختلف مناطق العالم وأن التركيز خلالها سيكون على العلاقات الثنائية وعلى تنسيق المواقف حول عدد من القضايا المطروحة على جدول أعمال الدورة الـ 67 للجمعية العامة.
وأكد ان تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والبحث عن سبل تطوير التعاون في المجالات التنموية ستتصدر المواضيع التي ستطرح في تلك اللقاءات الثنائية التي ستتناول أيضا ما يحدث في عدد من دول المنطقة وتحديدا في سورية.
وأفاد السفير العتيبي بأن عدة اجتماعات ستعقد على هامش أعمال الجمعية العامة مثل حوار المنتدى الإستراتيجي الأميركي مع دول مجلس التعاون ومجموعة أصدقاء اليمن ومجموعة أصدقاء سورية وهي اجتماعات مهمة سيمثل الكويت فيها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وأن دول مجلس التعاون نفسها ستعقد اجتماعاتها التنسيقية السنوية مع مجموعات إقليمية أخرى.
وكشف عن أن سمو رئيس مجلس الوزراء سيلقي كلمة الكويت يوم 26 سبتمبر وسيتطرق فيها الى شواغل الكويت التي هي شواغل المنطقة العربية التي تعيش فيها.
وأضاف ان الكلمة ستتطرق أيضا الى العلاقة بين الكويت والعراق والقضية الفلسطينية التي هي قضية العرب الأولى، مذكرا بأن «موقفنا ثابت ومبدئي في دعم مطالب الشعب الفلسطيني وقضايا إقليمية أخرى مثل قضية الملف النووي الإيراني وعلاقة الكويت بالأمم المتحدة ودعم الكويت لإصلاح أجهزة المنظمة من أجل مواءمة أجهزتها مع التغييرات التي تشهدها الساحة الدولية».
وقال «ان موضوع التنمية سيأخذ حيزا مهما من كلمة سمو الشيخ جابر المبارك إبرازا لحرصنا على تحقيق التنمية المستدامة ومساعدة الدول النامية التي تواجه تحديات كثيرة كالفقر والجوع وتفشي الأمراض المعدية الخطيرة».
وأشار في هذا السياق الى أن عامين يفصلاننا عن 2015 وأن هناك خشية من أن دول افريقيا جنوب الصحراء الكبرى لن تتمكن من تحقيق الأهداف الإنمائية الألفية وإن الكويت من ضمن الدول التي تطالب بأن تفي الدول المانحة بتعهداتها بتقديم المساعدات التنموية للدول النامية والأقل نموا.
وأضاف ان كلمة الكويت ستتطرق أيضا الى الوضع في سورية، مشيرا الى أن موقف الكويت لا يخرج عن الإطار العربي الذي تم الإعلان عنه في العديد من المناسبات وأن الكلمة ستركز على ضرورة وقف أعمال العنف وتوجيه كل الطاقات والإمكانات إلى إيجاد حل سلمي للأزمة هناك ودعم جهود المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي.
وعن العلاقات الكويتية ـ العراقية أشار السفير العتيبي الى أنها خطت خطوات «متقدمة» وان هناك حرصا من الجانبين على تطوير هذه العلاقة وان الطرفين وقعا اتفاقات في اطار اللجنة المشتركة وان «الأمور تسير ان شاء الله الى الأمام في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين والكويت حريصة جدا على تقديم أي مساعدة يحتاجها العراق لاستكمال تنفيذ بقية قرارات مجلس الأمن».
وحول اقتراح الكويت تكليف مسؤول أممي ليتولى كل الأمور العالقة بين الكويت والعراق بعد انتهاء مهمة المنسق الدولي الرفيع المستوى غينادي تاراسوف في نهاية السنة الحالية، أجاب السفير العتيبي بأن هذا الموضوع سيناقش وسيتخذ بشأنه قرار في نهاية شهر ديسمبر المقبل.
واعتبر انه عندما يستكمل العراق تنفيذ الالتزامات المتبقية لن يكون هناك مبرر لإبقائها على جدول أعمال مجلس الأمن ويجب عندئذ أن تلغى.
ووصف مظلة الأمم المتحدة في متابعة تنفيذ هذه الالتزامات بأنها «مهمة لنا ويجب أن تستمر»، مشددا على ضرورة أن تكون هذه الآلية موجودة وأن تصدر عنها تقارير دورية لإطلاع مجلس الأمن على مدى تنفيذ العراق المستمر لالتزاماته، واصفا تطور الأحداث في هذا الصدد بأنها «تسير في الاتجاه الصحيح» وفق ما وقع عليه الطرفان في اللجنة المشتركة، معربا عن تفاؤله بالانتهاء من جميع الأمور المتبقية خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وعن الترتيبات الأخرى التي دعا بان كي مون كلا من الكويت والعراق في يونيو الماضي إلى استكشافها لتعزيز التعاون بينهما، قال السفير العتيبي ان الفكرة لاتزال إلى حد الآن قيد التشاور بين البلدين والأمم المتحدة وان قرارا بشأنها سيتخذ في شهر ديسمبر المقبل، وان «ما يهمنا نحن في الكويت هو أن تواصل الأمم المتحدة متابعة بقية هذه الالتزامات إلى أن يتم تنفيذها»، مؤكدا ان الكويت على «أتم الاستعداد لتقديم المساعدة التي يحتاجها العراق للوفاء بهذه الالتزامات في أسرع وقت ممكن».
ورأى سفيرنا ان تعاون العراق في موضوع المفقودين «إيجابي»، وقال «نحن ننوه بهذا التعاون ونأمل أن يستمر للكشف عن مصير بقية المفقودين».
وعن المظاهرات التي جرت مؤخرا احتجاجا على الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ووجوب تعامل الأمم المتحدة مع الموضوع بكل حزم، ذكر السفير العتيبي أن الكويت بوصفها دولة عربية وإسلامية حاولت في أكثر من دورة للجمعية العامة استصدار قرار يجرم الازدراء بالأديان ويطالب الدول بسن قوانين تعاقب من يسيء للرموز الدينية والأديان السماوية بشكل عام إلا أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية دائما تصوت ضد هذه القرارات بحجة انها تتعارض مع نصوص دستورية في بلدانها، تؤكد على حرية التعبير.
وأضاف ان الدول الإسلامية مصرة على موقفها وان المناقشات مستمرة في اللجنة الاجتماعية التابعة للجمعية العامة وستواصل عملها لاستصدار قرار واضح وصريح من الجمعية العامة أو اتفاقية دولية تجرم الإساءة للأديان وأي عمل يحرض على الكراهية والعنف والتعصب وازدراء الأديان.
ولفت الى أن صدور مثل هذه الاتفاقية أو قرار من الجمعية العامة قد يكون كفيلا بوضع حد لهذه الإساءات التي تصدر من حين الى آخر في شكل أفلام أو رسوم كاريكاتورية أو تصريحات من رجال دين «لأن العواقب كما رأينا مؤخرا وخيمة نجم عنها قتل وتدمير ولا نعتقد ان هناك ما يبرر الإساءة إلى رموز دينية ونحن نعلم أن الإسلام ورموزه الدينية هي المستهدفة دائما بهذه الإساءة وليست الأديان الأخرى».
وأكد ان «أعمالنا في الأمم المتحدة ستستمر لتحقيق هذا المطلب ونحن نعتقد بأنه سيخدم مصلحة الجميع ويتماشى مع الدعوات لتعزيز الحوار بين الحضارات والاحترام المتبادل للثقافات والأديان».
وأوضح ان تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف هو الطريق الأسهل لاحترام الثقافات والحضارات والأديان وهذا هو «هدفنا كدول اسلامية من اعتماد اتفاقية أو قرار في هذا الشأن»، مشددا على أنه «لا ينبغي على الدول الغربية اتخاذ حرية التعبير كحجة لرفض الدعوات التي نطرحها بطريقة حضارية في الأمم المتحدة ولجانها المختلفة»