- ضرورة توحيد الجهود الدولية لتفهم مطالب الشباب والعمل على إعادة صياغة المناهج الدراسية بما يتوافق مع المبادئ العامة للمنظمة
أكد وزير التربية ووزير التعليم العالي د.نايف الحجرف امس دعم الكويت لسياسة التقارب والتفاهم العالمي لتحقيق السلام والتنمية البشرية، مشيدا بالدور الكبير الذي تضطلع به منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» في هذا المجال.
وقال الحجرف في كلمة ألقاها خلال الدورة الـ 37 للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو «اننا في الكويت وبتوجيهات سامية من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد نؤكد وندعم سياسة التقارب والتفاهم العالمي وحل النزاعات بطرق سلمية».
واضاف ان «عالمنا يشهد مزيدا من النزاعات الثقافية التي تلقي بمسؤولية مضاعفة على المنظمة من خلال برامجها البناءة واتخاذ الخطوات المطلوبة على المستوى الدولي للتعامل مع تلك النزاعات».
واوضح انه في الوقت الذي ترى فيه الكويت الحاجة الى ان تتواصل جهود منظمة يونسكو المميزة لتحقيق السلام والتنمية البشرية وتوثيق عرى التعاون بين الامم فان الكويت تؤكد التزامها الراسخ بأهمية التنوع الثقافي والفكري وتدعو باستمرار للحوار ضمن اطار من الاحترام وفي ضوء الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص، مشيرا الى ان الكويت تدعو إلى حوار مثمر يقرب بين الثقافات والشعوب في ظل احترام التعددية الثقافية بالإنصاف والتفاهم.
واكد الحجرف على ضرورة توحيد الجهود الدولية نحو تفهم طبيعة مطالب الشباب والعمل على اعادة صياغة المناهج الدراسية بما يتوافق مع المبادئ العامة لمنظمة اليونسكو مع الحفاظ على الهوية الثقافية والمعتقدات الدينية للمجتمعات التي وان اختلفت فهي تتفق في حفظ كرامة الانسان.
وقال ان «الشباب الذين يشكلون غالبية سكان العالم يعيش اغلبهم في البلدان النامية ويتطلعون لمستقبل افضل الا اننا نشعر بمرارة الكثير منهم لما يواجههم من احباطات في السياسات العامة التي تغفل بعض من احتياجاتهم ويغيب عنها ضرورة تفهم مطالبهم».
ودعا الى توحيد الجهود الدولية لتوفير التعليم الجيد الذي يغرس في عقول الصغار والكبار قيم المحبة والبناء والقبول بالآخر، مضيفا «اننا اليوم نواجه موجات التطرف بأشكاله المختلفة منها الديني والعرقي والسياسي وهذا ما يجعلنا نشعر بقلق يدفعنا نحو البحث عن اليات فاعلة للحد من ذلك».
وشدد على حرص الكويت على احترام مبادئ السلام العالمي التي تتبناها منظمة «يونسكو» وغيرها من المنظمات المدنية التي تعنى بكرامة الانسان وتحرص على حق المرأة وحقوق الاطفال، مشيرا الى انها مبادئ «تمثل احد اهم اولوياتنا في رسم سياساتنا المختلفة».
وقال ان تبرع الكويت باسم صاحب السمو الامير بمبلغ 3.5 ملايين دولار يعبر عن رغبة سامية نحو مضاعفة جهودنا جميعا لنشر قيم السلام والمحبة بين البشر ودعم منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» للقيام بدورها الانساني الكبير.
واشاد الحجرف بالجهود التي تبذلها المنظمة في مجال تمكين المرأة وتوفير البيئة المناسبة لها لدفعها نحو المزيد من الانجاز، مضيفا «اننا في الكويت نضع ايدينا مع منظمتكم لنعمل معا للتفكير في عهد دولي يرمي الى تمكين المرأة للقيام بدورها الانساني»، معربا عن فخره بالإنجازات الكبيرة والمتعددة التي حققتها المرأة الكويتية، مؤكدا ان الكويت تولي اهمية بالغة لشعار «التعليم للجميع» الذي اطلقه السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون مشيرا الى ان نسبة الامية في الكويت في تناقص مستمر كما ان الكويت تولي الاهتمام لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة حيث اطلقت جائزة الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد لتشجيع الدراسات المتعلقة في هذا المجال.
واوضح ان جائزة الشيخ جابر الاحمد لذوي الاعاقة الذهنية هي الجائزة الوحيدة التي تقدمها اليونسكو لهذه الفئة، مشيرا الى سعي الكويت كذلك وبالتنسيق مع المنظمة لتأسيس مركز دولي يهتم بتعليم ذوي الاعاقة الذهنية ويكون مقره الكويت.
ودعا في كلمته الى صياغة قواعد دولية جديدة تحفظ حق انتقال المعلومات وتحمي الخصوصية التي اكدت عليها المواثيق الدولية فيما يتعلق بأدوات التواصل الاجتماعي التي تشهد تطورا سريعا في الفترة الاخيرة.
وقال ان الكويت تعمل حاليا مع قطاع المعلومات والشباب في المنظمة لدعم مشاريع الشباب المرتبطة بتقنية التواصل الاجتماعي.
واعرب الوزير الحجرف عن تقدير الكويت لمنظمة «يونسكو» على جهودها من اجل صون التراث الثقافي لمدينة القدس القديمة التي لاتزال تتعرض لانتهاكات متواصلة من جاب الاحتلال الاسرائيلي.