قال مستشار العاهل البحريني للشؤون الديبلوماسية محمد عبدالغفار: إن دول مجلس التعاون بحاجة الى صياغة استراتيجية شاملة على غرار ما يفعله حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأوضح عبدالغفار الذي يرأس مجلس امناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) في كلمة خلال افتتاح فعاليات مؤتمر «الامن الوطني والامن الاقليمي» أن حلف الأطلسي يعيد صياغة استراتيجيته كل 10 سنوات على ان تكون ركيزتها بناء وتطوير سياسات حقيقية للدفاع المشترك، مشددا على أن هذه الاستراتيجية يجب ان تكون قادرة على ردع التهديدات والتعاون الخارجي ضمن مظلة خليجية واسعة.
وبين ان هذه الاستراتيجية يجب الا تتبع بالضرورة الاستراتيجيات الدولية الكبرى وانما تتعاون معها، مؤكدا ان دول الخليج ليس لها الا ان تعمل كتنظيم اقليمي متجانس في نضوجه السياسي وان تعاضد بعضها بعضا لتحقيق الامن والاستقرار، مؤكدا ان الانفصال او الانسحاب من هذا الكيان لم يعد ممكنا لفداحة خسائره الاستراتيجية التي لا تستطيع تحمل تبعاتها الدول المنضوية تحت المظلة الخليجية.
وأوضح عبدالغفار ان دول مجلس التعاون عانت من الحروب التي هزت المنطقة منذ الثمانينيات وحتى احتلال الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 الأمر الذي زعزع اركان الاستقرار في العراق وتبعته مهددات لأمن دول الخليج، مضيفا ان كل ذلك التغيير الذي يمر بالمنطقة يدفع الى تساؤل حكومات الخليج حول حماية امنها من التهديدات الخارجية حتى لا تنفذها الايادي الخارجية التي لا تريد الخير لشعوب المنطقة. وذكر ان دول مجلس التعاون قطعت شوطا كبيرا في مجال تعزيز التعاون العسكري والامني وفقا لقمة الكويت 2009.
من جانبه، شدد رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية الامير تركي الفيصل على اهمية البعد عن كل ما يعطل تحقيق اهداف دول مجلس التعاون واهداف شعوبها ويهدد امنها واستقرارها.
وقال ان اخطر ما تواجهه دول الخليج حاليا هو الوضع الجديد «الذي قد تتسلل منه الينا تداعيات ما يشهده اقليمنا من توترات لا تأتي بالخير لدولنا ومجلسنا ولمستقبلنا الواحد».
واشار الى تطورات الأوضاع الإقليمية والعلاقات مع إيران قائلا إن «الضرورة للحفاظ على امننا تدفعنا الى العمل على ايجاد توازن معها بما في ذلك المعرفة النووية والاستعداد لأي احتمالات في الملف النووي الايراني».
واشار الى الوضع العراقي وتخوفه من حدوث انقسام العراق اذا ما اعيد انتخاب المالكي كرئيس للحكومة العراقية مرة اخرى، مؤكدا ضرورة دعم القوى الوطنية غير الطائفية في العراق.
من ناحيته، اكد رئيس المركز الديبلوماسي للدراسات الاستراتيجية الامين العام الاسبق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالله بشارة انه لا غنى عن وحدة المنظور الجماعي لدول الخليج للتوافق على وسائل التعاون مع احداث المنطقة وابرزها تدفق «الجهاديين» من مختلف الدول.
من جانبه، ألقى الامين العام المساعد للشؤون الأمنية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هزاع الهاجري كلمة الامين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني، اكد فيها ان قادة دول المجلس ركزوا عند تأسيس هذا الكيان على مجالات نجاح المجلس بما يضمن تحقيق التنسيق والتكامل.