-
إصدار مجلس الأمن قراره رقم 2254 شكّل بارقة أمل في استعادة وحدة مجلس الأمن من أجل التصدي لهذه الكارثة وإنهائها
-
مطالبون بالتفكير في فلسفة جديدة لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين واللاجئين
-
لا بد من اعتماد برامج تعنى بالصحة وتؤمن للاجئين الخدمات الصحية الملائمة وتحصنهم من الأمراض والأوبئة
-
ما شهدناه من حركة نزوح كبيرة لأعداد النازحين يعكس حجم معاناتهم
-
الكويت على المستويين الرسمي والأهلي ستسهم بمبلغ ثلاثمائة مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لدعم سورية
أعلن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عن مساهمة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار على مدى 3 سنوات لدعم سورية.
وقال سموه، في كلمته بالمؤتمر الرابع للمانحين لمساعدة سورية والمنعقد في لندن أمس: ان المأساة الإنسانية في سورية لن تنتهي إلا «بحل سياسي يحقن الدماء ويعيد الاستقرار لعالمنا».
وأضاف سموه: ان آثار هذه الكارثة المدمرة لم تقتصر على إقليمنا الذي يعاني حاليا من تبعاتها بل تجاوزت لتصل الى قارات أخرى منها أوروبا التي وفد إليها اللاجئون بأعداد كبيرة، كما انتقلت الى سورية المنظمات الإرهابية التي انطلقت من بؤر التوتر لتمارس أعمالها الإجرامية والدنيئة في أوروبا.
وأعرب عن الأمل في أن نصل بهذا الصراع إلى حل سياسي ينهي معاناة شعب بأكمله ويخلص العالم من تبعاته المدمرة، معبرا عن تطلعه لأن تحقق اجتماعات جنيف برعاية الأمم المتحدة ممثلة بمبعوث الأمين العام ستيفان ديمستورا النتائج المنشودة.
وفيما يلي نص الكلمة:
بســم اللــه الــرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
رئيس وزراء المملكة المتحدة الصديقة ديفيد كاميرون
مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة أنجيلا ميركل رئيسة وزراء مملكة النرويج الصديقة إيرانا سولبرغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يسرني بداية أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى الصديق ديفيد كاميرون رئيس الوزراء وإلى حكومة وشعب المملكة المتحدة الصديقة على ما لقيناه منذ وصولنا إلى هذه العاصمة العريقة من حسن وفادة وإعداد متميز لهذا المؤتمر الهام وعلى استضافتهم له.
كما أشكر الصديقة أنجيلا ميركل مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية والصديقة السيدة ايرنا سولبرغ رئيسة وزراء مملكة النرويج على مشاركتهما في رئاسة هذا الحدث الهام ولما بذلاه من جهود مقدرة في الإعداد له وهي جهود تعبر عن إدراكهما وإحساسهما بحجم معاناة الشعب السوري الإنسانية واستجابة لوضع حد لها.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أصحاب المعالي
ينعقد المؤتمر الرابع للمانحين لمساعدة سورية والمنطقة استكمالا لثلاثة مؤتمرات استضافتها بلادي الكويت على مدى السنوات الثلاث الماضية استطاعت خلالها جمع تعهدات تجاوزت سبعة مليارات وثلاثمائة مليون دولار سددت الكويت منها مليارا وثلاثمائة مليون دولار ساهمت في تأمين الاحتياجات المطلوبة للتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق الذي يواجه أكبر كارثة إنسانية في عالمنا المعاصر وتدخل عامها السادس.
إن آثار هذه الكارثة المدمرة لم تقتصر على إقليمنا الذي يعاني حاليا من تبعاتها، بل تجاوزت لتصل إلى قارات أخرى ومنها أوروبا التي وفد إليها اللاجئون بأعداد كبيرة طلبا للأمن والعيش الكريم كما انتقلت إليها المنظمات الإرهابية التي انطلقت من بؤر التوتر لتمارس أعمالها الإجرامية الدنيئة في بعض الدول الأوروبية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أصحاب المعالي
إن ما شهدناه مؤخرا من حركة نزوح كبيرة لأعداد النازحين تعكس حجم معاناتهم وتضاعف من حجم الأزمة التي يعيشها هؤلاء الأشقاء، وأسجل لهذه الدول هنا كل الإشادة والتقدير على ما تبذله من جهود سخية ولما يقدمونه من خدمات للاجئين، كما أشيد أيضا بالجهود المقدرة التي تقوم بها الأمم المتحدة ووكالاتها الدولية المتخصصة في هذا السياق.
أصحاب الفخامة والسمو والمعالي أصحاب المعالي
إننا نؤكد هنا ما سبق أن ذكرناه بأن هذه المأساة الإنسانية لن تنتهي إلا بحل سياسي يحقن الدماء ويعيد الاستقرار لعالمنا، لقد شكل إصدار مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2254 بارقة أمل لنا جميعا باستعادة وحدة مجلس الأمن من أجل التصدي لهذه الكارثة وإنهائها، والذي نأمل أن نصل بهذا الصراع إلى حل سياسي ينهي معاناة شعب بأكمله ويخلص العالم من تبعاته المدمرة، وفي هذا الصدد فإننا نتطلع الى أن تحقق اجتماعات جنيف برعاية الأمم المتحدة ممثلة بمبعوث الأمين العام ديمستورا النتائج المنشودة.
إننا ونحن أمام هذا الوضع المأساوي الأليم الذي يعيشه الشعب السوري نناشد من هذا المنبر المجتمع الدولي استمرار تقديم المساعدات السخية للشعب السوري للتخفيف من معاناته الإنسانية وتجاوز الظروف المؤلمة التي يمر بها.
إننا مطالبون بالتفكير في فلسفة جديدة لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين واللاجئين عبر اعتماد برامج وخطط توفر لهم فرصا للتعليم وتحفظ الأطفال من ضياع حقهم فيه وترتقي بمستوى تعليمهم بما يمكنهم من مواجهة أعباء الحياة يعينهم على رسم مستقبلهم ويجنبهم الأمية والجهل ويحصن عقولهم من أية أفكار هدامة، وفي القطاع الصحي لابد لنا من اعتماد برامج تعنى بالصحة تؤمن لهم الخدمات الصحية الملائمة وتحصنهم من الأمراض والأوبئة وتوفر لمرضاهم العلاج اللازم.
كما أنه من الضروري ايضا توفير برامج خاصة تؤمن لهم فرص العمل ونحفظهم من تبعات البطالة وخطر الانجراف في أعمال تهدد مستقبلهم ولابد لنا هنا من التأكيد على أن هذه البرامج يجب ان تنفذ وفق فترات زمنية محددة لضمان استمرارها وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
وإنه ليسرني أن أعلن اليوم عن مساهمة الكويت على المستويين الرسمي والأهلي بمبلغ ثلاثمائة مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لدعم سورية، آملين أن نتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة ومساعدة أشقائنا وتضميد جراحهم.
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أكرر الشكر لكم جميعا ولمعالي الأمين العام للأمم المتحدة ومساعديه، داعيا الله أن يمكننا من وضع حد لنزيف الدم، وأن نحقق آمال وتطلعات الشعب السوري الشقيق المشروعة، ونعيد لوطنهم الأمن والاستقرار.
6 في العام الحالي وحده و5 يتم إنفاقها بحلول العام 2020
جمع 11 مليار دولار من أجل الاحتياجات الإنسانية السورية
-
الخالد: الاتفاق على آلية عمل لمتابعة نتائج المؤتمر بالتعاون مع عدد من أجهزة الأمم المتحدة
-
بان كي مون: المؤتمر سيضع أسس الدعم الدولي على المدى الطويل حتى لو انتهت الأزمة السورية غداً
-
كاميرون: بريطانيا قررت رفع مساهمتها إلى ملياري دولار حتى العام 2020
-
ميركل: أزمة اللاجئين يمكن حلها من خلال معالجة الأسباب التي تدفع السوريين إلى النزوح من مناطقهم
لندن ـ وكالات:
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء البريطاني ديڤيد كاميرون أمس إن المؤتمر الرابع للمانحين لمساعدة سورية والمنطقة تمكن من جمع 11 مليار دولار من أجل الاحتياجات الإنسانية السورية على مدار أربع سنوات قادمة.
وأضاف كاميرون أن المانحين تعهدوا بمبلغ 6 مليارات دولار لهذا العام وحده وبمبلغ 5 مليارات دولار أخرى يتم إنفاقها بحلول عام 2020، مشيرا إلى ان «مؤتمر اليوم (أمس) شهد جمع المبلغ الاضخم في يوم واحد من اجل مواجهة أزمة انسانية».
جاء ذلك في مؤتمر صحافي لكاميرون شارك فيه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيسة وزراء النرويج ايرنا سولبيرغ وكذلك رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام ورئيس وزراء تركيا احمد داود أغلو ووزير خارجية الاردن ناصر جودة.
من جانبه، ثمن النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد التزام الدول المشاركة في المؤتمر برفع قيمة المساعدات الفورية استجابة لنداء الأمم المتحدة.
وأشاد الشيخ صباح خالد بنجاح مؤتمر لندن للمانحين في إيجاد حلول لمشكلات التعليم والعمل للاجئين في الاردن ولبنان وتركيا، معتبرا ان هذه القرارات تكمل ما تحقق في المؤتمرات الثلاثة السابقة التي عقدت بالكويت والتي ضمنت دعما شمل دولا اخرى كالعراق ومصر.
وذكر ان المؤتمر نجح في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب السوري، معربا عن الأمل في ان التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية يضع حدا لمعاناة الشعب السوري.
وأوضح الخالد ان دول الرئاسة المشتركة لدعم الوضع الإنساني السوري اتفقت على آلية عمل لمتابعة نتائج المؤتمر والسعي لتحقيق ما تم التوصل اليه بالتعاون مع عدد من اجهزة الأمم المتحدة ومن خلال الفعاليات المستقبلية ومنها مؤتمر القمة الإنسانية الاول المزمع عقده في اسطنبول في مايو المقبل. ودعا المجتمع الدولي الى تقديم مزيد من الدعم لتحقيق ما يصبو اليه الجميع لإعادة الأمن والاستقرار لسورية والمنطقة.
وكانت الدول المانحة تعهدت بتقديم مساعدات بمليارات الدولارات للسوريين في الاجتماع الذي ضم زعماء العالم في لندن لبحث أسوأ أزمة انسانية في العالم بعد انهيار محادثات السلام، ويحاول المؤتمر توفير احتياجات 6 ملايين نازح داخل سورية وأكثر من 4 ملايين لاجئ في دول أخرى في حين تستمر الحرب الأهلية الدائرة منذ خمس سنوات بلا هوادة وبعد توقف محادثات السلام في جنيف.
ووجهت وكالات تابعة للأمم المتحدة نداء لجمع 7.73 مليارات دولار لمواجهة الكارثة هذا العام إضافة إلى 1.2 مليار دولار مطلوبة لتمويل خطط وطنية لاستيعاب اللاجئين في دول المنطقة.
وكانت بريطانيا التي تستضيف المؤتمر والنرويج والمانيا من أوائل الدول التي أعلنت تعهداتها.
وتعهدت بريطانيا بتقديم 1.2 مليار جنيه استرليني (1.76 مليار دولار) إضافية بحلول العام 2020 لتزيد مساهمتها الإجمالية إلى 2.3 مليار جنيه استرليني، وتعهدت النرويج بتقديم 1.17 مليار دولار على مدى الأعوام الأربعة المقبلة، وقالت المانيا انها ستقدم 2.3 مليار يورو (2.57 مليار دولار).
حماية المدنيين
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بجهود الكويت حكومة وشعبا في حشد الدعم الدولي لمساعدة الشعب السوري الذي يمر بأسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم منذ عدة عقود.
وتوجه بان كي مون ـ خلال كلمته بمؤتمر المانحين الرابع الذي يعقد في العاصمة البريطانية ـ بالشكر الخاص لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد لرعايته مؤتمرات المانحين الثلاثة السابقة التي نجحت في جمع تمويلات سخية لدعم الشعب السوري واللاجئين في دول الجوار.
وقال: «اننا نجتمع في لندن استجابة الى الاحتياجات الضخمة للأزمة السورية التي وصلت هذا العام الى 8 مليارات دولار»، مشيرا الى انه «رغم السخاء الكبير لبعض الدول المانحة غير ان المجتمع الدولي فشل في مسايرة متطلبات وتداعيات المأساة».
وأوضح ان «المؤتمر سيضع أسس الدعم الدولي على المدى الطويل وحتى لو انتهت الازمة السورية غدا لأن المتطلبات الناجمة عن الكارثة الانسانية ستستمر لسنوات وربما لعقود مقبلة».
واضاف انه يتعين على المؤتمر إيجاد طرق لزيادة الحماية للمدنيين وانهاء الحصار وايصال المساعدات للمتضررين، متهما جميع أطراف النزاع في سورية بارتكاب جرائم ضد الانسانية «على نطاق مرعب وخطير».
ودعا بان كي مون الدول المشاركة في المؤتمر الى الالتزام بضمان التعليم للأطفال السوريين خلال الأشهر المقبلة، معتبرا ان «إعطاء الأمل يظل أفضل طريق لوقف النزوح الجماعي للكوادر والنخب السورية وكذلك من اجل وقف تطرف جيل كامل من الأطفال السوريين».
واشار الى ان «الأزمة دخلت عامها السادس ولم يعد ممكنا الاستمرار في هذا الوضع»، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته «في حال الفشل في إيجاد مخرج عاجل لها».
واعرب بان كي مون عن الأمل بأن تتكلل مجهودات مبعوثه الخاص لسورية ستيفان ديمستورا بإحراز تقدم إيجابي بيد انه شدد على ان تعليق المحادثات في جنيف يظهر مدى الاختلاف في وجهات النظر بين الاطراف السورية.
وقال انه «من المؤسف حقا ان يتم تقويض أولى خطوات المحادثات باستمرار منع وصول المساعدات وبالارتفاع المفاجئ في عمليات القصف الجوي والتحركات العسكرية داخل سورية».
واضاف ان «تجاهل التركيز على معاناة الشعب السوري بسبب خلافات اجرائية»، داعيا الى ضرورة حشد الجهود الدولية لإعادة الاطراف حول طاولة المفاوضات لكن ليس من اجل تحقيق مكاسب سياسية لطرف على حساب طرف آخر.
وشدد في ختام كلمته على ان هذه التطورات السياسية تلقي مزيدا من المسؤوليات العاجلة برفع المعاناة عن الشعب السوري، داعيا مجلس الامن والمجتمع الدولي للضغط على الاطراف السورية لأجل تغليب مصلحة ومستقبل البلاد.
رفع المساعدات البريطانية إلى 2 مليار
بدوره، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المجتمع الدولي الى تقديم اكبر قدر من المساعدات المالية الممكنة لدعم الشعب واللاجئين السوريين ودول الجوار التي تستضيفهم.
كما دعا كاميرون خلال اعمال مؤتمر المانحين الرابع لدعم الوضع الإنساني في سورية والمنطقة الى ضرورة اعتماد الية دولية جديدة للتعامل مع تداعيات الازمة الانسانية في سورية من جميع اوجهها.
وحث قادة الدول المشاركة في المؤتمر على بذل كل ما في وسعهم لإيجاد تمويلات مالية إضافية تنهي المأساة والمعاناة التي يعيشها السوريون، مؤكدا ان حكومته قررت رفع مساهمتها الى ملياري دولار حتى العام 2020.
وشدد كاميرون على اهمية ان يخرج هذا الاجتماع بالتزامات واضحة تدعم دول الجوار السوري، ولاسيما الاردن وتركيا ولبنان، لمساعدتها على توفير فرص التعليم والعمل لأكثر من 4.6 ملايين لاجئ سوري.
واضاف انه «من الضروري ان نساعد هذه الدول لتوفير مقاعد الدراسة لمئات الآلاف من الأطفال السوريين قبل نهاية العام الحالي»، محذرا في الوقت نفسه من تراجع الجهود في توفير التمويلات الضرورية ما يتسبب في عرقلة جهود الاغاثة الدولية.
وذكر كاميرون انه «بعد خمسة أعوام من بداية الازمة نرى اليوم مئات الآلاف من السوريين وصلوا الى مرحلة فقدوا فيها الأمل بحيث لم يعد أمامهم خيار سوى وضع ارواحهم في يد مهربي البشر بحثا عن مستقبل أفضل».
2.3 مليار يورو من ألمانيا
من جانبها، حذرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من مغبة اخفاق المؤتمر في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الازمة السورية ما سيؤدي الى نزوح موجة جديدة من اللاجئين السوريين الفارين من الحرب والباحثين عن الامن في أوروبا.
وتعهدت ميركل بان تقدم بلادها مساعدات إضافية بقيمة 2.3 مليار يورو خلال الأعوام الثلاثة القادمة من بينها 1.1 مليار ستقدم خلال العام الحالي.
واعربت عن اعتقادها ان أزمة اللاجئين يمكن حلها من خلال معالجة الأسباب التي تدفع السوريين الى النزوح من مناطقهم مؤكدة ان امام مؤتمر المانحين في لندن فرصة لإيجاد حل لهذه المشكلة.
من جانبه، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ان «العالم يواجه أشد الأزمات الانسانية مأساوية حيث يتواصل سفك الدماء في سورية بلا توقف منذ اكثر من خمسة أعوام».
وأضاف في كلمته بالمؤتمر ان «الأساليب التقليدية لمعالجة الأزمات ما عادت وبكل وضوح ناجعة في مواجهة التحديات الخطيرة التي نواجهها وعليه فنحن بحاجة الى عمل أوسع وأكثر جرأة».
وأوضح ان بلاده تتحمل العبء الأكبر حيث ان كل خمسة أشخاص يعيشون في الاردن يوجد لاجئ سوري وهو يوازي استيعاب المملكة المتحدة لسكان بلجيكا.
وذكر ان استضافة اللاجئين السوريين تستنزف أكثر من ربع موازنة الاردن، مشيرا الى ان «بلاده وصلت الى طاقتها القصوى من ناحية التحمل».
وبين العاهل الأردني في ختام كلمته ان «بلاده ستستمر في فعل ما بوسعها لمساعدة المتضررين السوريين لكن ذلك لن يكون على حساب قوت شعبه ورخائه».
من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام في كلمة له: ان المساعدات الانسانية ليست الحل الوحيد لإنهاء أزمة اللاجئين، مؤكدا ان المجتمعات المستضيفة بحاجة لدعم فعال يسمح لها بتوفير فرص العمل والحياة الكريمة للاجئين.
ودعا سلام المجتمع الدولي الى ترجمة التعهدات الى افعال حقيقية يمكن من خلالها تحقيق مشاريع ملموسة على ارض الواقع، معتبرا ان الوقت قد حان لإبداء مزيد من الشجاعة والشعور بما تعيشه المنطقة.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي احمد داود أغلو في كلمته ان بلاده أصدرت الأسبوع الماضي قرارا بالسماح للاجئين السوريين بحرية العمل أسوة بمواطنيها.
وقال اوغلو: ان بلاده لن تقوم بإغلاق حدودها في وجه اللاجئين السوريين رغم تحمل اقتصادها اعباء كبيرة بل تؤمن بأن واجبها هو تقديم المساعدة اللازمة للمتضررين جراء هذه الأزمة التي تدخل عامها الخامس دون التوصل الى حل سياسي ينهي هذا الصراع الدامي.
وقال أوغلو: إنه يوجد في تركيا بالفعل 2.5 مليون لاجئ سوري، وإن هناك عشرات الألوف غيرهم في الطريق.
100 مليون دولار من السعودية
بدورها تبرعت المملكة العربية السعودية، بـ 100 مليون دولار إضافية لمساعدة اللاجئين السوريين.
وأعلن وزير المالية السعودي، إبراهيم العساف، هذا الدعم خلال مؤتمر للمانحين في لندن، لمساعدة السوريين الذين أنهكتهم الحرب.
وبذلك يصبح مجموع المبلغ الجديد المتعهد به من قبل السعودية 200 مليون دولار، علما أنه لايزال يتوافر 90 مليون دولار من الالتزامات السابقة وهي متاحة للصرف في الفترة المقبلة.
أميركا تعهدت بـ 890 مليون دولار
بدورها، وعدت الولايات المتحدة خلال مؤتمر الدول المانحة لسورية في لندن بتقديم 890 مليون دولار اضافية لجهود المساعدات الانسانية في سورية.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال المؤتمر: ان 600 مليون دولار من المساعدة الجديدة ستخصص كمساعدة طارئة للاجئين والسكان المحاصرين.
واضاف ان 290 مليون دولار ستخصص لمساعدات التنمية لتعليم اولاد اللاجئين في الاردن ولبنان.
وهذه الارقام تأتي ضمن السنة المالية الاميركية الحالية التي تنتهي في اغسطس وتضاف الى مساعدات رصدت سابقا.
وقال كيري: ان «الولايات المتحدة قدمت اكثر من 4.5 مليارات دولار لمساعدة اللاجئين السوريين وهؤلاء النازحين داخل سورية، وانا فخور لان ذلك يجعلنا اكبر جهة خارجية مانحة في العالم».
وحث كيري الدول الاخرى الممثلة في مؤتمر لندن على زيادة مساهماتها المالية للمساعدة في وقف ازمة اللاجئين.
واضاف كيري ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيخصص قمة حول اللاجئين في سبتمبر على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال «حتى ذلك الحين ندعو المجموعة الدولية الى تلبية الدعوة لجمع اموال للاجئين بزيادة المساعدات بنسبة 30% على الاقل».
من جانبه، اعلن رئيس المجلس الأوربي دونالد تاسك قرار الاتحاد الاوروبي والدول الأعضاء تقديم ثلاثة مليارات يورو لدعم الوضع الإنساني في سورية ودول الجوار.
وتعهد تاسك بأن الاتحاد الاوروبي يعتزم الاستمرار في دعم احتياجات الشعب السوري والمساهمة في تخفيف الاعباء الاقتصادية التي تعيشها دول الجوار ومنها الاردن ولبنان وتركيا بسبب استضافتها مجتمعة للملايين من اللاجئين.
350 مليون دولار من اليابان
بدوره، اعلن وزير خارجية اليابان يوجي موتو ان بلاده قررت تقديم مساعدات إضافية بقيمة 350 مليون دولار ستوجه للاستجابة لحاجيات السوريين في الداخل وللاجئين.
18 مليون دولار من أستراليا
كما تعهدت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب بتقديم مساعدات انسانية اضافية قيمتها 18 مليون دولار لسورية والعراق خلال الأشهر المقبلة.
وأوضحت بيشوب في بيان لها «ان هذه المساعدات ستقدم للاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة لهم في المنطقة لتوفير الموارد الحيوية مثل المأكل والمأوى والحماية خاصة في ظل ما يعانونه من ازمة انسانية».
ولفتت الى ان في سورية 13.5 مليون شخص بحاجة لمساعدات انسانية عاجلة، كما ان هناك 4.6 ملايين آخرين لاجئين في دول مجاورة بينما يوجد في العراق ما يقدر بـ 10 ملايين شخص بحاجة لدعم انساني عاجل.
وأوضحت بيشوب ان نسبة صغيرة من اموال الاغاثة ستمنح لوكالات الأمم المتحدة في العراق التي تواصل تقديم يد العون للمجتمعات التي دمرها ما يعرف بـ «داعش».
وأشارت الى ان استراليا ستمنح العراق مبلغا اضافيا قدره 3.5 ملايين دولار يشمل 1.4 مليون دولار مخصص لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي من اجل المساعدة في احلال الاستقرار في المناطق التي تحررت من قبضة «داعش».
الإمارات تعهدت بـ 137 مليون دولار
بدورها، اشادت وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة اللجنة الإماراتية للمساعدات الإنسانية الخارجية الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي بالدور الريادي الذي يضطلع به صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد في مجال العمل الإنساني والخيري.
وأعلنت الشيخة لبنى القاسمي في كلمة خلال مشاركتها في المؤتمر الرابع للمانحين للأزمة الإنسانية السورية في لندن تقديم الإمارات العربية المتحدة مساعدات بقيمة 137 مليون دولار لدعم مشاريع التعليم والصحة في مخيمات اللاجئين التي تشرف عليها بلادها في الاردن والعراق.
وقالت انه «مع دخول الأزمة السورية عامها الخامس أصبح مواصلة عقد مثل هذه المؤتمرات يوما تلو الآخر ضرورة حتمية لأجل الحد من وطأة المعاناة وصون الكرامة الإنسانية للأشقاء السوريين».