شهدت مشاورات السلام اليمنية المنعقدة حاليا في الكويت برعاية الأمم المتحدة خطوة في الاتجاه الصحيح تمثلت في اتفاق الأطراف اليمنية خلال جلسة لجنة الأسرى والمعتقلين على الافراج غير المشروط عن الأطفال على ان تعقبها خطوات مماثلة لإطلاق سراح عدد من المحتجزين.
ويعد هذا التطور الإيجابي الذي تحقق الأحد في مستهل شهر رمضان المبارك خطوة أولى وضرورية باتجاه الدفع في مسار السلام بين الفرقاء اليمنيين الى الامام ومعالجة جميع القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية الشائكة.
وعلى الرغم من المرحلة الصعبة والشاقة التي يعيشها اليمن وخلفت الكثير من الجروح والمآسي والمحن وعمقت الفرقة بين اليمنيين فإن الآمال لاتزال معلقة على بوادر انتصار العقل خلال مشاورات الكويت للتوصل الى حل سلمي يسهم في استتباب الأمن والاستقرار في اليمن وخلق نظام سياسي قوي ومستقر.
وفي هذا السياق قال مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد ان اتفاق الأطراف اليمنية على الافراج غير المشروط عن الأطفال وبحث تفاصيل وآليات اطلاق سراح عدد من المحتجزين في الأيام القليلة المقبلة سينعكس إيجابيا على عملية بناء الثقة والدفع بمسار السلام إلى الأمام.
وأكد في إطار إيجازه الصحافي اليومي ان مشاورات الكويت سوف تستمر خلال شهر رمضان المبارك، معربا عن الأمل في أن يحمل الشهر الفضيل مناسبة لنبذ العنف وتأكيد قيم الإسلام للتضامن واحترام الانسان والسعي لحل الخلافات بالطرق السلمية.
كما اعرب عن تمنياته بأن يحمل الشهر الكريم لليمن الفرج ولليمنيين السلام وللمشاركين في المشاورات الحكمة السياسية التي تضمن تحقيق ذلك.
وذكر ان مشاورات السلام اليمنية استأنفت أعمالها في الكويت بعقد مجموعة من الجلسات لتنفي بذلك كل ما يشاع عن تعليق أحد الوفود مشاركته في الجلسات وتؤكد اصرار المشاركين على التوصل الى حل سلمي.
وأوضح ان أولى الجلسات كانت مع وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام اذ تطرق الحوار الى أبرز محاور المرحلة المقبلة بما يضمن ترابط الأبعاد السياسية والانسانية والاقتصادية.
وقال انه تطرق كذلك الى التطورات الميدانية في مدينة تعز مشددا على أهمية تقوية اللجان المحلية واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الأمن.
وأشار الى ان التطورات في تعز كانت كذلك الموضوع الأبرز في جلسته مع الوفد الحكومي اذ أصر المشاركون على نقل معاناة سكان المنطقة التي شهدت هجوما على سوق مزدحم واستخدمت فيه الأسلحة الثقيلة وذهب ضحيته عشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال.